تحتاج صحة المفاصل إلى غضاريف جيدة، حيث تعمل كماصات للصدمات، وتساعد المفاصل على التحرك بسلاسة، فهي عبارة عن أنسجة زلقة تغطي نهايات العظام، لكن ما طرق الحفاظ على صحة المفاصل مع تقدم العمر؟
قال جراح العظام في "مايو كلينك"، جواكين سانشيز سوتيلو، إن العديد من الأشخاص يفقدون الغضاريف مع تقدمهم في العمر، لكن هذا لا يعني أن جراحة استبدال المفاصل أمر لا مفر منه.
ولفت سوتيلو، إلى أن أسباب تدهور الغضاريف، قد تعود إلى أن البعض يولد بعظام غير منتظمة الشكل، أو يكونون أكثر عرضة لضعف الغضاريف، وكذلك يمكن أن تؤدي السُمنة أو فرط الاستعمال أو الإصابات الناجمة عن الحوادث إلى تلف المفاصل والغضاريف.
وأضاف: "عندما يتدهور الغضروف، يكوِّن الجسم نتوءات عظمية، وتعتبر هذه النتوءات رد فعل تجاه المشكلة الكامنة المتمثلة في تدهور الغضروف. وقد تحتكّ النتوءات العظمية ببعضها بعضاً مُسببةً ألماً شديداً، لذلك تصبح تلك النتوءات العظمية هاجساً لدى العديد من المرضى، بالرغم من أن القضاء عليها لن يعالج المشكلة، إلا في حالات نادرة جداً".
نصائح للحفاظ على صحة المفاصل
- تعديل الأنشطة اليومية.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الرياضة في حدود المعقول.
- تخفيف الحمل عن المفاصل باستخدام مساعدات المشي.
- تناول الأدوية المخففة للآلام دون وصفة طبية مثل الأسِيتامينُوفين والآيبوبروفين.
- حال استمرار الألم قد تكون حقن الكورتيزون أو التورادول في المفصل، وتلك المُسَوّق لها على أنها أدوية تجديدية مثل الخلايا الجذعية والبلازما الغنية بالصفائح الدموية، حلاً لتخفيف الآلام.
وأشار الدكتور سوتيلو، إلى أنه يمكن القيام ببعض الخطوات في سن صغيرة لحماية المفاصل مع التقدم في العمر، إذ يساعد وجود عضلات قوية حول المفاصل في تخفيف العبء عن المفاصل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بمستويات عالية، مثل كرة القدم وكمال الأجسام، معرضون بصورة أكبر للإصابة بالتهاب المفاصل.
علاج التهاب المفاصل
تُركز معالجة التهاب المفاصل على تخفيف الأعراض وتحسين قيام المفصل بوظائفه. وقد يكون من الضروري تجرِّبة العديد من الطرق العلاجية المختلفة أو تركيبة من العلاجات قبل أن يتم تحديد العلاج الأنسب.
أدوية التهاب المفاصل
تختلف الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل باختلاف نوعه. وتشمل أدوية التهاب المفاصل شائعة الاستخدام ما يلي:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية تسكين الألم وتخفيف الالتهاب. وتشمل أمثلة هذه الأدوية الأيبوبروفين (Advil وMotrin IB وغيرهما) ونابروكسين الصوديوم (Aleve). يمكن أن تسبب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية القوية تهيُّجاً في المعدة، وقد تزيد احتمالية التعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية. تتوفر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أيضاً على هيئة كريمات أو جِل يمكن تدليك المفاصل به.
المُهيجات المقابلة
تحتوي بعض أنواع الكريمات والمراهم على المنثول أو الكابسيسين، وهو المكوِّن الذي يجعل الفلفل الحريف حارّاً. يمكن أن يؤثر تدليك هذه المستحضرات على الجلد فوق المفصل المؤلم على انتقال إشارات الألم من المفصل نفسه.
الستيرويدات
تقلل أدوية الكورتيكوستيرويدات، مثل البريدنيزون، الالتهاب وتخفف الألم وتبطئ تضرر المفاصل. ويمكن إعطاء الكورتيكوستيرويدات على هيئة حبوب أو حُقن في المفصل المؤلم. وقد تشمل آثارها الجانبية ترقق العظام وزيادة الوزن والإصابة بداء السكري.
الأدوية المضادة للروماتويد المعدِّلة لسير المرض
تستطيع هذه الأدوية إبطاء تفاقم التهاب المفاصل الروماتويدي ووقاية المفاصل والأنسجة الأخرى من التلف الدائم. وعلاوة على الأدوية المضادة للروماتويد المعدِّلة لسير المرض التقليدية، يمكن أيضاً استخدام العوامل البيولوجية والأدوية المضادة للروماتويد المعدِّلة لسير المرض المخلّقة الاستهدافية. تتباين الآثار الجانبية، إلا أن أغلب الأدوية المضادة للروماتويد المعدِّلة لسير المرض تزيد خطورة الإصابة بالعدوى.
العلاج الطبيعي والتهاب المفاصل
يُمكن أن يكون العلاج الطبيعي مفيداً في بعض أنواع التهاب المفاصل. ويُمكن أن تُحسِّن التمارين الرياضية نطاق الحركة وتُقوِّي العضلات المحيطة بالمفاصل. وقد يكون استخدام الجبائر والدعامات في بعض الحالات مسموح به.
الجراحة
إذا لم تُجدِ الإجراءات التحفظية نفعاً، فقد يقترح الأطباء اللجوء إلى عمليات جراحية، مثل:
إصلاح المفصل
في بعض الحالات، يمكن تسوية سطح المفصل أو تصحيح موضعه لتقليل الألم وتحسين وظيفة المفصل. ومن الممكن تنفيذ هذه الأنواع من الإجراءات بمنظار المفصل عبر فتحات صغيرة أعلى المفصل.
استبدال المفصل
يزيل هذا الإجراء المفصل التالف ويستبدله بمفصل صناعي. ويُذكر أن المفاصل التي يشيع استبدالها أكثر من غيرها هي مفاصل الورك والركبتين.
لحام المفصل
يُستخدم هذا الإجراء على الأغلب لعلاج المفاصل الأصغر حجماً، كتلك الموجودة في الرسغ والكاحل والأصابع. حيث تُزال أطراف العظمتين في المفصل، ثم تُلحم هاتان العظمتان معاً حتى يلتئما ويصبحا وحدة واحدة صلبة.
العلاجات المنزلية لالتهاب المفاصل
في كثير من الحالات، يمكن الحد من أعراض التهاب المفاصل باتباع التدابير التالية:
-
إنقاص الوزن
يسبب الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على المفاصل الحاملة للوزن. ويمكن لإنقاص الوزن أن يزيد القدرة على الحركة ويحد من فرص إصابة المفاصل مستقبلاً.
-
ممارسة التمارين الرياضية
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية في الحفاظ على مرونة المفاصل. ولعل ممارسة السباحة والرياضات الهوائية المائية خيارات جيدة لأن القابلية للطفو على الماء تقلل الضغط على المفاصل الحاملة للوزن.
-
الحرارة والبرودة
قد تخفف الكمادات الساخنة أو الكمادات الباردة من آلام التهاب المفاصل.
-
الأجهزة المساعدة
يمكن أن يساعد استخدام العصي وحشوات الأحذية والمشايات ومقاعد المرحاض المرتفعة والأجهزة المساعدة الأخرى في حماية المفاصل، وتحسين القدرة على أداء المهام اليومية.