دراسة تحذر: مشروبات الطاقة ربما تؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشروبات طاقة معروضة للبيع داخل أحد المتاجر في النرويج. 12 يناير 2024 - AFP
مشروبات طاقة معروضة للبيع داخل أحد المتاجر في النرويج. 12 يناير 2024 - AFP
القاهرة-محمد منصور

تزايدت شعبية مشروبات الطاقة خلال السنوات الأخيرة، حيث يتناولها بانتظام ملايين الأشخاص حول العالم، لكن دراسة جديدة أفادت بأن قد تحمل مخاطر صحية خطيرة، من بينها التسبب في عدم انتظام ضربات القلب الذي يهدد الحياة.

وأوضحت الدراسة المنشورة في دورية Heart Rhythm أن مزيج الكافيين والتورين والمنشطات الأخرى في مشروبات الطاقة، يمكن أن يغيّر بدرجة كبيرة معدل "ضربات القلب، وضغط الدم، وانقباض (تقلص عضلة) القلب، وإعادة استقطاب القلب".

وراجع الباحثون السجلات الطبية لناجين من أمراض القلب الوراثية، والذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، وتم إحالتهم إلى المستشفى للخضوع إلى التقييم الطبي.

وركزت الدراسة على تحديد المرضى الذين تناولوا مشروبات الطاقة قبل وقت قصير من الإصابة بمرض قلبي وعائي، وشملت نقاط البيانات الرئيسية التي تم جمعها التركيبة السكانية للمرضى، والخصائص السريرية، وتفاصيل استهلاك مشروبات الطاقة، والعلاقة الزمنية بين تناول مشروبات الطاقة والإصابة بمرض قلبي.

ومن بين 144 ناجياً من النوبات القلبية، عانى 7 أفراد (5%) من المرض غير المفسر، والذي كان مرتبطاً بشكل مؤقت باستهلاك مشروبات الطاقةk وضمت المجموعة 6 إناث وذكراً واحداً، بمتوسط عمر 29 عاماً في وقت حدوث النوبة القلبية.

ومن بين هؤلاء، عانى اثنان منهم من متلازمة اضطراب نظم القلب الطويلة، وكان اثنان آخران يعانيان من عدم انتظام دقات القلب البطيني، وتم تشخيص 3 بالرجفان البطيني مجهول السبب.

فيما كان 3 مرضى (43%) مستهلكين منتظمين لمشروبات الطاقة، وفي ما يتعلق بالاستجابة لحالات الطوارئ، احتاج 6 مرضى (86%) إلى صدمة إنقاذ، بينما تم إنعاش مريض واحد يدوياً.

وتوقَّف جميع الناجين عن تناول مشروبات الطاقة، ومن ذلك الحين، لم يُصابوا بأي مرض قلبي أو سكتات دماغية، وبينما لم تثبت الدراسة وجود علاقة سببية مباشرة، إلا أنه ينصح بتوخي الحذر، كما يوصي الأطباء المرضى باستهلاك مشروبات الطاقة باعتدال.

مشروبات الطاقة ومرض الشريان التاجي

ويقول الباحثون إنه يجب على مقدّمي الرعاية الصحية أن يكونوا على دراية بالارتباط المحتمل بين مشروبات الطاقة ومرض الشريان التاجي، خاصة في المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية المعروفة أو المشتبه فيها.

وتحتوي مشروبات الطاقة عادة على ما بين 80 إلى 300 مليجرام من الكافيين لكل 470 مليلتراً تقريباً، مقارنة بـ100 مليجرام في كوب كبير من القهوة المخمرة (المقطّرة).

ومع ذلك، فإن معظم مشروبات الطاقة تحتوي على مكونات محفّزة أخرى غير الكافيين، والتي لا تخضع إلى رقابة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، مثل مادة التورين، ونبات الجوارانا.

والتورين حمض أميني طبيعي يلعب دوراً حاسماً في الوظائف الفسيولوجية المختلفة في جسم الإنسان، فهو ضروري لوظيفة القلب والأوعية الدموية، والعضلات الهيكلية، والجهاز العصبي المركزي، والجهاز البصري.

كما يعمل كمضاد للأكسدة، ويساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم، ويدعم تكوين الأملاح الصفراوية، ما يساعد على الهضم.

وعلى الرغم من أن مادة التورين آمنة بشكل عام عند استهلاكها بكميات معتدلة، ولم ترتبط بآثار ضارة كبيرة، إلا أن الإفراط في تناولها، خاصة من مشروبات الطاقة مع المنشطات الأخرى، قد يشكل مخاطر صحية.

أما الجوارانا فهي نبات استوائي يحتوي على ضعف تركيز الكافيين الموجود في حبوب القهوة، كما يحتوي أيضاً على منشطات أخرى مثل الثيوبرومين، والثيوفيلين، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة.

ويمكن أن يسبب تناول الجوارانا آثاراً جانبية مثل: "الأرق، والعصبية، وتهيُّج المعدة، والغثيان، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم".

كما يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط، خاصة مع مصادر أخرى للكافيين، إلى مشكلات صحية أكثر خطورة، بما في ذلك "خفقان القلب، وعدم انتظام ضربات القلب".

نوبة قلبية مفاجئة.. أسباب عدة

وبالإضافة إلى فحص استهلاك مشروبات الطاقة بين مجموعة الناجين من النوبة القلبية المفاجئة، نظر الباحثون أيضاً من كثب في نوع الحادث القلبي، بالإضافة إلى الظروف المحيطة به، مثل التمارين الرياضية وغيرها من الضغوطات المعروفة بأنها مرتبطة بالعوامل الوراثية.

وبينما يبدو أن هناك علاقة زمنية بين استهلاك مشروبات الطاقة والنوبة القلبية المفاجئة للمرضى السبعة، فقد وقع عدد لا يُحصى من الأحداث المحتملة التي يمكن أن تساهم أيضاً في عدم انتظام ضربات القلب الوراثي المرتبط بأمراض القلب، مثل "الحرمان من النوم، أو الجفاف، أو اتباع نظام غذائي أو الصيام الشديد".

ومن المرجح أن يكون الاستهلاك غير المعتاد لمشروبات الطاقة مقترناً بمتغيرات أخرى لخلق "عاصفة كاملة" من عوامل الخطر، ما يؤدي إلى حدوث خلل في الدورة الدموية وصولاً إلى النوبة القلبية المفاجئة لدى هؤلاء المرضى".

تصنيفات

قصص قد تهمك