فرنسا.. الذكاء الاصطناعي يسهل تشخيص سرطان الجلد

time reading iconدقائق القراءة - 5
امرأة تقيم مخاطر الإصابة بسرطان الجلد باستخدام الهاتف الذكي. - AFP
امرأة تقيم مخاطر الإصابة بسرطان الجلد باستخدام الهاتف الذكي. - AFP
باريس-أ ف ب

في ظل النقص الذي يشهده عدد أطباء الجلد في فرنسا، تلعب الابتكارات التكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي، دوراً مهماً في تشخيص الأمراض الجلدية.

وتنجح آلة "فيكترا 360"، التي يبلغ ارتفاعها 3 أمتار وعرضها 5 أمتار في تصوير سطح البشرة بالكامل تقريباً في لقطة واحدة فقط، بفضل عدساتها الـ92 عالية الوضوح.

وهذا الماسح الضوئي الموجود في إفرو التي تبعد نحو 100 كيلومتر غرب العاصمة باريس، ينتج خريطة للتغيرات الجلدية والشامات في البشرة.

وتقول مديرة "فرانس ديرماتولوجي تيريتوار" France Dermatology Territoire التي ابتكرت المشروع إيزابيل لوبيتال: "بعد أن يطّلع الطبيب على الخريطة يمكنه تكبير حجم أي تغيّر جلدي، أو شامة يشكك في وضعها، بهدف تحليلها".

تشخيص سرطان الجلد

ويهدف هذا التصوير الجلدي إلى تحسين تشخيص سرطان الجلد في قسم يواجه، كأقسام أخرى كثيرة، "تأخيرات كبيرة في ما يخص تحديد مواعيد مع أطباء جلد" على خلفية النقص في أعداد هؤلاء المتخصصين.

وتشهد فرنسا سنوياً نحو 18 ألف إصابة بـ"الميلانوما"، أخطر أنواع سرطان الجلد، الذي ينجم عنه وفاة نحو 2000 شخص.

والميلانوما هي ورم جلدي يشبه الشامة، لكنه يتميّز بأنه غير متناسق وحوافه غير محددة، وله ألوان متعددة ويظهر تضخماً أو تغيّراً في الشكل.

وشهد عدد الحالات الجديدة السنوية زيادة مطّردة على مدى العقدين إلى العقود الثلاثة الماضية، ولكن بفضل تحسين التشخيص وإدخال علاجات جديدة، بدأ معدل الوفيات يستقر خلال السنوات الأخيرة.

ثورة في علاج الميلانوما

وتسعى شركات كثيرة إلى إحداث ثورة في العلاج المبكر لهذا النوع الخطر من السرطان.

ويقول المتخصص في سرطان الجلد بالمستشفى الجامعي في ليون لوك توما: "منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، جُهّزت عيادات كثيرة بما يسمّى آلات تصوير الجلد الرقمية التي تلتقط صوراً لبشرة المريض ثم تقارنها خلال مواعيد متتالية لمعرفة ما إذا شهدت الشامات أي تغييرات".

وفي فرنسا، يعتمد أطباء الجلد على جهاز "فوتو فيندر" الألماني.

لكن التقنيات تتطور، إذ تحسّنت جودة الصور بشكل ملحوظ، فالآلات التي كانت قادرة في السابق على توفير صور لكل سنتيمتر مربع من الجلد، باتت حالياً تلتقط سطح الجسم بالكامل تقريباً.

وتأمل شركة "سكوير مايند" الفرنسية الناشئة في تسويق حلّها "المبتكر" هذه السنة، وهو ذراع آلية تتنقل حول المريض.

ويقول مؤسس الشركة علي خشلوف، الذي كان حاضراً في معرض "فيفاتك" أخيراً في باريس، إن "هذه الذراع توفّر في دقائق معدودة صورة لكامل الجسم، قابلة للتكبير على أي تغييرات جلدية، بدقة عالية جداً".

تشخيص الميلانوما

وفي مرسيليا بجنوب فرنسا، جُهّز المستشفى الجامعي عام 2022 بنظام "فيكترا" المبتكر في الولايات المتحدة، ومُوّلت الآلة التي تبلغ تكلفتها نحو 400 ألف يورو، من صناعيين ومنظمة "كانسيروبول باكا".

وقالت جيليانا مونيه، وهي طبيبة جلد، ورئيسة مركز التشخيص الآلي للميلانوما في مرسيليا: "علينا استخدام التكنولوجيا لتحسين عملنا".

وأشارت مونيه إلى أن التقنيات الآلية في بعض مراحل تشخيص الميلانوما تتيح متابعة المرضى الأكثر حاجة إلى رعاية، في وقت نشهد انخفاضاً في عدد أطباء الجلد.

ويأمل الأطباء في أن يتمكنوا من الاعتماد على مساعدة الذكاء الاصطناعي الذي تستند إليه هذه الآلات، ومن خلال التوثيق الآلي لسطح بشرة عدد كبير من الأشخاص، سيتمكن المتخصصون من إنشاء سجل كامل لمشاكل المرضى الجلدية.

خوارزميات لتحديد الأمراض

ويتمثل الهدف التالي في تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على تحديد الأمراض الجديدة، أو القابلة للتطور، بسهولة وسرعة على كامل البشرة.

وقالت مونيه: "لا تزال الآلات غير قادرة حالياً على وضع تشخيص"، أي تحديد ما إذا كان تغيير ما في الجلد ناجماً عن الإصابة بالميلانوما.

ولكن في غضون عامين، يتوقع علي خشلوف أن يصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على اكتشاف الميلانوما "بمستوى عالٍ من الثقة".

ويقول لوك توما: "يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بنوع من التصنيف، مع العلم أن القرار النهائي يعود دائماً للطبيب".

تصنيفات

قصص قد تهمك