قال مسؤولون في حركة "فتح"، لـ"الشرق"، إن الحركة قررت في الاجتماع الأخير للجنتها المركزية، قبل أيام، إجراء مصالحات واسعة مع كل المفصولين من الحركة، بمن فيهم أعضاء التيار الإصلاحي الذي يقوده المسؤول السابق في الحركة والسلطة محمد دحلان.
وأضاف المسؤولون أن الحركة تتجه نحو التعامل مع الحالات بصورة فردية وليس جماعية، وأنها ستنظر في كل حالة بصورة منفصلة عن الأخرى.
وذكرت مصادر في الحركة لـ"الشرق"، أن اتصالات جرت مؤخراً بين سمير مشهراوي أحد قادة "تيار دحلان"، وعدد من المسؤولين في الحركة لهذا الغرض خاصة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ.
وأوضحت المصادر، أن مشهراوي أبلغ الشيخ وأعضاء آخرين في اللجنة المركزية، أن أعضاء التيار مهتمون بالعودة للحركة، إلّا أن محمد دحلان شخصياً غير مهتم بالعودة في هذه المرحلة.
محمود عباس يدعم المصالحة
وقال مسؤولون في الحركة، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبلغ اللجنة المركزية في الاجتماع أنه يدعم مصالحة داخلية تشمل أعضاء الحركة الذين جرى فصلهم لأسباب مختلفة على أن تنظر الحركة في كل حالة بمفردها.
وكانت حركة "فتح" فصلت المئات من أنصار محمد دحلان تحت تهمة "التجنح" بينهم قيادات بارزة في الحركة والسلطة، وأوقفت رواتب الموظفين منهم في مؤسسات وأجهزة السلطة بما فيهم وزراء ونواب سابقون وقادة وضباط أجهزة أمن.
وقررت الحركة أيضاً فصل عدد من الكوادر الذي خاضوا الانتخابات المحلية، وشكلوا قوائم لخوض الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في العام 2021 على خلفية خوضهم لتلك الانتخابات في قوائم مستقلة عن الحركة، مثل عضو اللجنة المركزية ناصر القدوة ورئيس بلدية الخليل، أكبر مدن الضفة الغربية، تيسير أبو سنينة وغيرهم، وقد فاز الأخير في الانتخابات على مرشح الحركة الرسمي.
حرب غزة تحرك ملف المصالحة
وقالت مصادر متطابقة إن حواراً يجري بين سمير مشهراوي وحسين الشيخ في هذا الشأن.
ويطالب مشهراوي بعودة جميع أعضاء التيار إلى مواقعهم في الحركة، وفي الأجهزة بصورة جماعية وإلغاء جميع قرارات الفصل والإدانة التي صدرت بحقهم.
ويرى مراقبون أن ملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هو السبب الرئيسي في تحريك ملف المصالحة الداخلية في حركة "فتح".
ويتمتع التيار الإصلاحي الذي يقوده محمد دحلان بقاعدة مهمة في قطاع غزة لا تقل عن قاعدة حركة "فتح" الرسمية.
وأجرى قادة التيار مؤخراً سلسلة حوارات مع قيادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة بشأن مستقبل إدارة القطاع.
ويرى العديد من المراقبين والمسؤولين أن الجانبين، السلطة الفلسطينية وتيار دحلان، وجدا أنهما في حاجة إلى الوحدة لمواجهة التحديات القادمة خاصة في قطاع غزة بعد الحرب.
ومهد قرار دحلان عدم العودة إلى المشهد السياسي في هذه المرحلة الطريق أمام إمكانية المصالحة، ذلك أن الخلاف الشخصي بينه وبين الرئيس محمود عباس، شكّل على الدوام عقبة صعبة أمام تحقق مثل هذه العودة.
لكن الطريق إلى هذه العودة تواجه بعض العقبات منها إصرار التيار على عودة جماعية لأفراده وإصرار الرئيس عباس على عودة فردية.