خلافات "فتح" و"حماس".. اتهامات بالانقلاب على اجتماعات موسكو وتشكيك في جدوى الحكومة

time reading iconدقائق القراءة - 9
دبي-AWP

اعتبر عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس الثوري في حركة "فتح"، اتهام حركة "حماس" للرئيس الفلسطيني محمود عباس "بالتفرد والانقسام" بشأن تشكيل الحكومة الجديدة "انقلاباً" على ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين في اجتماعات عقدت الشهر الماضي في موسكو، فيما تصر "حماس" على أن الحكومة الجديدة "لا يمكنها إدارة المعركة أو الحديث باسمها".

وقال عزام الأحمد في تصريحات لـ"وكالة أنباء العالم العربي" AWP، السبت، إنه تم التأكيد خلال اللقاء الأخير في موسكو على "الخطوط العامة" لاستئناف الحوار بين فتح وحماس.

واتفقت روسيا على دعوة الحركتين الفلسطينيتين "من أجل استئناف الحوار الثنائي بينهما لحل كل الإشكاليات، سواء المتعلقة بغزة أو وقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات لأهلنا في غزة، وبالتالي الصعود باتجاه إنهاء الانقسام وتحريك المجتمع الدولي من أجل إنهاء الاحتلال".

وأضاف الأحمد: "بيان حماس هو انقلاب على ما تم الاتفاق عليه في موسكو، فتح لا تنقلب على نفسها وعلى شعبها، فتح لا تفكر إلا في وحدة الشعب، ووحدة التمثيل التي دفعنا ثمنها قبل أن تخلق حماس".

وفرضت "حماس" سيطرتها على قطاع غزة في 2007، عقب مواجهة مسلحة سريعة مع فتح، وذلك بعد عامين من انسحاب إسرائيل من القطاع. وتعمق الانقسام منذ ذلك الوقت بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، و"حماس" في غزة.

وبعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة الأسبوع الماضي برئاسة محمد مصطفى، قالت "حماس" في بيان مشترك مع حركتي "الجهاد" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إن "تعيين حكومة دون توافق وطني هو خطوة فارغة من المضمون وتعمق الانقسام".

وأبدت فتح استهجانها لاتهامات "حماس"، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن فتح قولها إن "من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة وتسبب في وقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.. لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية".

"رئيس واحد لفلسطين"

 وقال عزام الأحمد إن "تشكيل الحكومة هو حق للرئيس عباس" وفقاً للقانون الأساسي للبلاد المقرر من المجلس التشريعي، وهو بمثابة الدستور المعمول به في الأراضي الفلسطينية، مضيفاً: "هناك رئيس واحد للبلاد".

وأوضح أن الحكومة الجديدة "هي حكومة غير فصائلية وليست ائتلافاً، وإنما هي حكومة مكونة من خبراء وتكنوقراط، لمواجهة الضغوط التي تواجهها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني برمته".

وأكد الأحمد أن "فتح لا تُحمل مسؤولية تعميق الانقسام لحركتي الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإنما حماس فحسب".

وقال: "نعلم أن الذي حرّك المسألة هو حركة حماس، لأنها رغم كل ما وقعت عليه من بيانات واتفاقات سابقة لا تريد إنهاء الانقسام، تجربة 17 عاماً علمتنا أن حماس لا تريد إنهاء الانقسام".

وتساءل قائلاً: "لماذا لا تعترض فتح عندما تجري حماس مفاوضات حول غزة بشكل منفرد؟"، مضيفاً: "قضية احتلال غزة من جديد من قبل إسرائيل وتدمير 75% من المساكن والبنى التحتية شأن وطني فلسطيني، وليس أمراً يتعلق بحماس أو فتح، هذا عمل وطني مشترك".

وأكد القيادي في "فتح" أن الحركة ستبقى على تواصل مع "حماس"، وقال: "اتفقنا على عقد لقاء بيننا وبينهم في القريب العاجل، لأن هناك من يحاول تدمير القضية الفلسطينية".

وتابع: "حماس جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، اليوم سأجرى اتصالات معهم، وطيلة الأيام الثلاثة الماضية كنت على تواصل معهم".

"لا تعبر عن المعركة"

 وقال القيادي فى حركة "حماس" محمود المرداوي إن الحكومة الفلسطينية الجديدة التى كلف بتشكيلها محمد مصطفي "لا تعبر عن إرادة المعركة التى تدور فى الميدان، ولا يمكن لها أن تدير المعركة أو تقودها أو تفاوض باسمها".

وأضاف المرداوي في تصريحات لـ"وكالة أنباء العالم العربي" AWP، السبت، إن "الفصائل تدير المعركة، والمعركة جزء منها سيُفصّل العلاقة الداخلية وكذلك الإقليمية، فمن يأبه بحكومة باختصار شديد ليس لها صلة مباشرة بما يجري".

واعتبر المرداوي على أن هذه الحكومة "زوبعة فى فنجان"، وأن "أي حكومة تشكل في الأراضي الفلسطينية يجب أن تتم بالتشاور بشكل مسبق مع كل المكونات السياسية والاجتماعية، وهو ما لم يحدث قبل الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة".

وقال المرداوي إن الرئيس عباس "تجاوز إرادة الشعب الفلسطيني، عبر إيجاد قيادة بديلة، هذا الموقف لا يتفق مع ما يجري من حرب وحرب إبادة وحصار وقتل، كان بالإمكان أن يكون (عباس) جزءاً من المعركة فى الجانب السياسي لكنه نأى بنفسه وصمت، وعندما جاء الرئيس ليتحرك، تحرك منفرداً".

وشدد على أن هذه الحكومة "لا تعبر إلا عن إرادة المقاطعة، هذه لا تعبر عن إرادة فتح، نحن واثقون من ذلك، فتح معنا في الميدان وفي غزة تقاتل وتقاوم، وهي مؤمنة بخط المقاومة الذى انطلقت من أجله".

وتابع: "نحن نواجه جيشاً، وليس لدينا وقت، نحن نناشد كل الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركة فتح، أن تقدم ما هو مطلوب وفق تاريخها وعرفاناً للشهداء الذين قدمتهم الحركة على مدار تاريخها، ولا داعي للمجادلات، لكن هذه الحكومة لن تكون معبرة عن المعركة، ولن تقودها ولن تفاوض بالنيابة عنها".

وأشار القيادي فى حركة حماس إلى أن "هذه حكومة جاءت وفق إرادة ورغبة أميركية، ونحن نعاني في فلسطين، وعلى وجه التحديد في قطاع غزة، من الموقف الأمريكي الذي يُدخل الآلة العسكرية ويدعم الإسرائيلي ويستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن".

وأوضح المرداوي أن الجانب الأميركي يضغط باتجاه اختيار أشخاص واستبدال أشخاص، واستقالة حكومة اشتيه جاءت بناء على ضغوط أميركية، على حد وصفه.

وبناء على ذلك، بحسب المرداوي، فإن لا الأشخاص ولا تركيبة الحكومة ولا الخطوط العريضة لها ولا توقيت تشكيلها تعبر عن روح المعركة التي تمثلت في الوحدة داخل الميدان، ووحدة المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية.

واستطرد قائلاً إن هذه الحكومة، لم تكن انعكاساً لهذه الروح، ولا تنتمي لبيئتها، هذه الحكومة شكلت من أجل أغراض مختلفة تماماً، وبيانات الفصائل كلها أكدت على هذا المعنى.

وأوضح أنه كان أجدر بالسلطة الفلسطينية أن تشاور الفصائل قبل إعلان تشكيل هذه الحكومة.

"حكومة تمثل الفصائل"

وبحسب المرداوي، اتفقت الفصائل في بيروت على ضرورة تشكيل حكومة وطنية من الكفاءات، لكن هذه الكفاءات تمثل الفصائل المختلفة.

وقال: "لا يمكن لحكومة أن تظهر في الحالة الوطنية والسياسية والنضالية إلا أن تكون فصائلية".

وأضاف أن واجبات هذه الحكومة يجب أن تكون "التصدي، وهزيمة العدو من خلال منعه من تحقيق أهدافه، وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه، كذلك إعادة القضية الفلسطينية لأصلها بعيداً عن الالتزامات التى لا علاقة لها بمصالحنا، وتوفير كل ظروف الانتصار لشعبنا.

وبشأن التشاور مع حركة فتح، تساءل المرداوي قائلاً "من الذي يتوافق، الذي شكل حكومة؟ أم الذى علم من الإعلام أنه تشكلت حكومة؟"، وأكد أن الرئيس محمود عباس لم يتواصل مع أحد.

وعن الأحقية القانونية للرئيس فى تشكيل حكومة دون تشاور، قال المرداوي إن الرئيس عباس نفسه انتهت صلاحياته وفترة ولايته القانونية، لكن الشعب الفلسطيني، لا يريد أن يدخل فى مناكفات بشأن الصلاحيات وغيره.

وأفاد بأنه كان بالإمكان استشارة الشعب الفلسطيني والفصائل، و "رعاية الجهد السياسي والدبلوماسي للشعب الفلسطيني من خلال الرئيس". 

واعتبر المرداوي أن حركة فتح هى من خالفت ما تم الاتفاق عليه فى موسكو بإعلان السلطة تشكيل حكومة دون التوافق مع الفصائل.

إحياء القضية الفلسطينية

وعن اتهام الحركة بأنها "تسببت فى نكبة جديدة" كما ذُكر فى بيان حركة "فتح"، قال المرادوي إن هذه المعركة هي من أعادت إحياء ذكر الدولة الفلسطينية على الأجندة الدولية، فلم يعد ممكناً للعالم أن يقفز عن حقيقة أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في هذه المعركة، وذكرت بأنه دون أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة لا يمكن أن يهدأ الشرق الأوسط.

وتساءل "هل هناك شعب من الشعوب نال حقوقه دون تضحيات؟". وشدد المرداوي على أن الحرب فى غزة "ليست معركة ثأرية، بل معركة سياسية" ستفضي فى النهاية إلى "تحقيق الشعب الفلسطيني مطالبه، واستعادة حقوقه". 

من جانبه، قال نائب الأمين العام لحركة "الجهاد" محمد الهندي، إنه "لا قيمة لتغيير الوجوه، نحن نحتاج لاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة تتعامل مع التحديات بعد انتهاء هذه الجولة من المواجهة".

تصنيفات

قصص قد تهمك