لمسات أميركية أخيرة على خطط لدعم كييف لاستهداف العمق الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود أوكرانيون يطلقون أنظمة صواريخ صغيرة متعددة تجاه القوات الروسية بالقرب من خط المواجهة في منطقة زابوروجيا، أوكرانيا. 19 أغسطس 2023 - REUTERS
جنود أوكرانيون يطلقون أنظمة صواريخ صغيرة متعددة تجاه القوات الروسية بالقرب من خط المواجهة في منطقة زابوروجيا، أوكرانيا. 19 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

ذكرت مصادر أميركية مطلعة، أن البيت الأبيض يعمل على إنهاء التفاصيل النهائية لخطة تهدف إلى تخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة، بحيث تتمكن من استهداف العمق الروسي، وسط ضغوط متزايدة داخلية ودولية، وفق ما أفادت به مجلة "بوليتيكو".

وقال أحد المصادر إن المحادثات جرت بشكل وثيق بين مجموعة صغيرة من المسؤولين داخل البيت الأبيض، إلّا أن تفاصيل الخطة لا تزال قيد الإعداد، وذلك بعد مناقشة مسؤولين في واشنطن ولندن وكييف خلال الأيام الماضية توسيع نطاق ضربات أوكرانيا داخل روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الصنع.

كما ناقشوا كيفية التصدي ومنع المزيد من الهجمات الروسية عبر الحدود، بما في ذلك موافقة الولايات المتحدة على السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ البريطانية بعيدة المدى "ستورم شادو" التي تحتوي على أجزاء أميركية لضرب أهداف داخل روسيا.

وكان مسؤولو دفاع في بريطانيا دخلوا في محادثات مع نظرائهم الأميركيين لأسابيع حول الحصول على موافقة أميركية لاستخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" البريطانية لضرب أهداف داخل روسيا.

ولم يتم التوصل إلى قرار بعد، ولكن القضية ستكون جزءاً من المناقشات التي ستعقد بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عندما يلتقيان الجمعة في البيت الأبيض.

وتشير المحادثات الحالية بين واشنطن وكييف إلى تغيير ملحوظ في النبرة مقارنة بالمحادثات التي جرت بين البلدين في وقت سابق من هذا الصيف، كما يشير ذلك إلى أن إدارة بايدن قد تكون مستعدة للاتفاق على طلبات كييف لتمكين الجيش الأوكراني من الدفاع عن نفسه بشكل أقوى واتخاذ خطوات أكثر قوة داخل روسيا.

وعلى الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، إنه "ليس لدى موسكو أدنى شك في أن قرار رفع القيود عن كييف بشأن استخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية اتخذ منذ فترة طويلة".

وأضاف خلال اجتماعه مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين في موسكو: "إنهم يحاولون الآن إضفاء الطابع الرسمي عليه بشكل جميل"، مشيراً إلى أن "مختصين من (حلف) الناتو ينسقون الضربات الأوكرانية على مرافق البنية التحتية المدنية في روسيا الاتحادية".

مبررات أميركية

ولعدة أشهر، قاوم كبار المسؤولين الأميركيين مطالب كييف والدول الأوروبية الأخرى برفع جميع القيود على استخدام الأسلحة الأميركية المرسلة داخل روسيا.

وفي مايو الماضي، قررت إدارة بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام بعض الأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا، ولكنها منعت كييف من استخدام الصواريخ بعيدة المدى. 

وفي مقابلة مع برنامج PBS Newshour يونيو الماضي، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى أن الولايات المتحدة "قد تكون مستعدة" لتوسيع المنطقة التي ستسمح لأوكرانيا فيها باستخدام الأسلحة الأميركية داخل روسيا.

وقال آنذاك: "الأمر ليس متعلقاً بالجغرافيا، بل بالعقلانية. إذا كانت روسيا تهاجم، أو على وشك الهجوم من أراضيها على أوكرانيا، فمن المنطقي فقط السماح لأوكرانيا بالرد".

وتراوح تبرير واشنطن لإبقاء القيود بين عدم الرغبة في تصعيد التوترات مع موسكو، والقول بإن روسيا قد نقلت العديد من أهدافها ذات القيمة العالية إلى أماكن تجعل من الصعب على أوكرانيا ضربها، حتى لو تم منح الإذن.

لكن المحادثات ازدادت في الأيام الأخيرة، بعد أن أكدت واشنطن نجاح إيران في شحن صواريخ بالستية إلى روسيا. وإثر ذلك أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة ضد روسيا وإيران، زاعمين أن الأخيرة أرسلت صواريخ باليستية إلى موسكو، رغم تحذيرات الغرب، في حين اعتبرت طهران التقارير عن نقل أسلحتها إلى روسيا أنها "دعاية قبيحة".

في الجانب الآخر، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن "محدودية مخزون الولايات المتحدة من صواريخ أتاكامز، قد يدعو واشنطن للقلق بشأن احتياطيها الخاص".

ولا تزال الشركة المصنعة لتلك الصواريخ، وهي "لوكهيد مارتن"، تنتج المئات منها سنوياً، ولكنها مخصصة للبيع للحلفاء في الخارج، فيما البديل لهذا السلاح، هو صاروخ "بريسيجن سترايك" (Precision Strike)، ولا يزال في المراحل الأولية، ولا يمكن استبداله بالصواريخ المستخدمة حالياً.

ومن غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن قد قررت رفع قيودها على أنظمة صواريخ "أتاكمز"، التي نقلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا. وأبلغت واشنطن أوكرانيا سابقاً بأنها لا ترغب في استخدام جيشها لتلك الأسلحة لضرب أهداف عميقة داخل روسيا.

ضغوط متصاعدة

ودعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الديمقراطي بن كاردين في بيان، لـ"تخفيف القيود على أوكرانيا "، مشيراً إلى "استمرار الهجمات التي يشنّها (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية"، والتي وصفها بـ"المروعة".

واعتبر أن منح كييف "مرونة أكبر لاستهداف الأصول العسكرية الروسية سيقلل من قدرة موسكو على إلحاق أضرار بالشعب الأوكراني"، مشدداً على ضرورة أن "تتحرك الولايات المتحدة بسرعة لمنح الإذن لأوكرانيا".

ودعت كتلة في الكونجرس، داعمة لأوكرانيا ومكونة من الحزبين، في بيان، الثلاثاء، بايدن لـ"السماح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا بالأسلحة بعيدة المدى".

وقال البيان: "حتى يتم رفع هذه القيود، ستواصل أوكرانيا النضال لتحقيق النصر في معركتها للدفاع عن سيادتها وشعبها"، لافتاً إلى أن "الشعب الأوكراني سيستمر في معاناته، بينما تستغل روسيا هذه السياسة، وتصعّد ضرباتها ضد أوكرانيا".

كما حث جمهوريون كبار في مجلس النواب الأميركي في رسالة، الاثنين الماضي، بايدن على تخفيف القيود على أوكرانيا، كما دعا 17 مسؤولاً سابقاً في مجلس الأمن القومي وسفراء سابقون في أوكرانيا وكبار القادة العسكريين، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى "التصرف بسرعة".

وتأتي المناقشات بين واشنطن وكييف حول تخفيف سياسة إدارة بايدن تجاه أوكرانيا، بعد زيارة أجراها وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إلى واشنطن في 30 أغسطس الماضي.

وخلال تلك الزيارة، قدم أوميروف للمسؤولين الأميركيين قائمة بالأهداف ذات القيمة العالية التي يمكن لجيشه استهدافها داخل روسيا، حال خففت الولايات المتحدة القيود، حسبما أفادت "بوليتيكو".

وجاء قرار بايدن السابق بالسماح لأوكرانيا بالقيام بهجمات محدودة داخل روسيا مع عدة شروط، بما في ذلك أن كييف يمكنها فقط استخدام الأسلحة في وحول منطقة خاركيف، ووسعت الولايات المتحدة في النهاية هذا النطاق الجغرافي إلى حد كبير حتى تتمكن أوكرانيا من إسقاط القنابل الانزلاقية الروسية.

وحققت روسيا مؤخراً تقدماً كبيراً بالقرب من مدينة بوكروفسك الأوكرانية، وشنّت هجمات مدفعية ضخمة على قطاع الطاقة فيها.

تصنيفات

قصص قد تهمك