"جويش كرونيكل" تحذف مقالات "مفبركة" لكاتب إسرائيلي عن حرب غزة

إيلون بيري فبرك مقالات تتعلق بالسنوار وحرب غزة ويواجه تحقيقات بشأن سيرته الذاتية

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة غلاف كتاب "جولاني كوماندوز" للكاتب الإسرائيلي إيلون بيري. - elonperry.com
صورة غلاف كتاب "جولاني كوماندوز" للكاتب الإسرائيلي إيلون بيري. - elonperry.com
دبي-الشرق

أعلنت صحيفة "جويش كرونيكل" jewish chronicle التي تتخذ من لندن مقراً لها في مقال عبر موقعها الإلكتروني، الجمعة، أنها أنهت "تحقيقاً شاملاً" مع كاتب إسرائيلي مستقل يدعى إيلون بيري، فبرك ادعاءات تتعلق بحرب إسرائيل على غزة وهروب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار، وحذفت كافة مقالاته.

وجاء في بيان الصحيفة التي تصف نفسها بأنها "أقدم صحيفة يهودية بالعالم": "بينما نفهم أن بيري خدم في قوات الدفاع الإسرائيلية، فإننا لم نكن راضين عن بعض ادعاءاته، لذلك قمنا بإزالة قصصه من موقعنا على الإنترنت، وأنهينا أي ارتباط به".

وأضاف البيان: "تحافظ صحيفة جويش كرونيكل على أعلى المعايير الصحافية في مشهد إعلامي متنازع عليه بشدة، ونحن نأسف بشدة لسلسلة الأحداث التي أدت إلى هذه النقطة. نعتذر لقرائنا المخلصين، وقد راجعنا عملياتنا الداخلية حتى لا يتكرر هذا الأمر".

يأتي ذلك، بعد أن نشرت الصحيفة موضوعاً للكاتب الأسبوع الماضي، زعم بأن يحيى السنوار، ربما يستعد للهرب إلى إيران مع رهائن إسرائيليين، وهو الادعاء الذي قدمه أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووفقاً لما أوردته مجلة +972 Magazine الإخبارية الإسرائيلية في وقت سابق من سبتمبر، فإن نتنياهو دعا إلى عقد مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام الأجنبية من أجل شرح إصراره العنيد على إبقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا بقطاع غزة، حتى على حساب إتمام صفقة يتم بموجبها الإفراج عن الرهائن. 

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أن ما سماه بـ"تخفيف الضغط" عن حركة "حماس" من خلال مغادرة قواته محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، لن يمكّن حكومته من إعادة كل المحتجزين في القطاع، وجدد مزاعمه بأن المحور "يستخدم للتهريب"، كمبرر لبقاء الجيش الإسرائيلي فيه، فيما وصفت القاهرة هذه المزاعم بـ"الأكاذيب للتغطية على الفشل".

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضه القاطع للانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع "حماس" لوقف إطلاق النار، والتي من المتوقع أن تستمر 42 يوماً، قائلاً إن "الضغوط الدولية ستجعل العودة مستحيلة فعلياً".

ويشكل محور فيلادلفيا، الممتد بمحاذاة الحافة الجنوبية لقطاع غزة على الحدود مع مصر، واحدة من العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.

تقرير "جويش كرونيكل"

وفي اليوم التالي، نشرت "جويش كرونيكل"، تقريراً حصرياً للكاتب إيلون بيري، أعاد حجة نتنياهو الافتراضية إلى الواجهة، إذ زعم المقال أنه كشف أدلة من مصادر استخباراتية إسرائيلية تثبت أن "يحيى السنوار كان ينوي تهريب الرهائن المتبقين عبر محور فيلادلفيا إلى إيران، بل وأن قادة حماس في غزة، بما في ذلك السنوار نفسه، سيذهبون معهم".

وذكر المقال أن مثل هذه الخطة "تم الكشف عنها أثناء استجواب مسؤول كبير في حماس، فضلاً عن المعلومات التي تم الحصول عليها من وثائق تم الاستيلاء عليها في 29 أغسطس، وهو اليوم الذي تم فيه استعادة جثامين الرهائن الستة". بحسب المجلة الإسرائيلية.

وبعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه سيطلق تحقيقاً داخلياً بعد تسريب وثائق تم استردادها من غزة مؤخراً إلى الصحافة الأجنبية في محاولة واضحة للتأثير على الرأي العام بشأن مفاوضات الرهائن، أعلنت صحيفة "جويش كرونيكل" هذا الأسبوع أنها تحقق مع الكاتب إيلون بيري، الذي تم التشكيك في سيرته الذاتية التي يزعم أنه عمل كصحافي وأكاديمي، وخدم كجندي سري من النخبة في الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ونشر بيري منذ بدء الحرب الإسرائيلية في أكتوبر، سلسلة من المقالات في الصحيفة، بما في ذلك الكشف عن تفاصيل بشأن عملية قالت إسرائيل إنها استهدفت اغتيال القائد العسكري لـ"حماس" محمد الضيف، فضلاً عن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.

من هو إيلون بيري؟

وتقول السيرة الذاتية لبيري على موقع صحيفة "جويش كرونيكل" على الإنترنت إنه خدم كجندي كوماندوز في لواء "جولاني" الإسرائيلي لمدة 28 عاماً، وإنه يتمتع بخبرة 25 عاماً في مجال الصحافة، وإنه يلقي محاضرات عن الشرق الأوسط في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ويزعم الكاتب عبر موقعه على الإنترنت أنه خلال خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، كان جزءاً من وحدة المستعربين، وأنه شارك في عملية "عنتيبي" (غارة إسرائيلية عام 1976 على طائرة ركاب اختطفها فلسطينيون وألمان). 

إلا أن الكاتب يواجه حالياً أسئلة بشأن سيرته الذاتية، بما في ذلك ادعاءاته بأنه خدم كجندي كوماندوز أثناء "عملية عنتيبي"، وأنه كان أستاذاً في جامعة تل أبيب لمدة 15 عاماً.

وكشف تحقيق أجراه برنامج Hazinor، تبثه القناة 13 الإسرائيلية، أنه لا يوجد سجل يشير إلى عمل بيري في جامعة تل أبيب، ولا مشاركته في العملية، بحسب "+972 Magazine".

تصنيفات

قصص قد تهمك