أعربت السويد عن ترحيبها بقيادة قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في فنلندا، حيث يخطط التحالف لتعزيز قدراته العسكرية في منطقة الشمال لمواجهة روسيا.
وأعلن وزير الدفاع السويدي بول يونسن، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي أنتي هاكانين في ستوكهولم، إنه طُلب من السويد، ووافقت على أن تكون ما يسمى "دولة إطارية" والتي ستقود قاعدة للقوات البرية المتقدمة لحلف الناتو في فنلندا، وفق "بلومبرغ".
وقال يونسون إن بلاده "لها الشرف بتلقّي هذا الطلب"، وإن الحكومة السويدية أبدت استعدادها للموافقة عليه. وجاء هذا بعد اجتماع حكومتي البلدين اليوم في ستوكهولم.
وأضاف: "السويد وفنلندا جارتان قريبتان ولدينا تقليد طويل من التعاون في مجال الأمن والدفاع. يمثل اليوم بداية علاقة أوثق بين السويد وفنلندا في مجال الأمن، والآن يجري القيام بذلك وتنفيذه ضمن الناتو".
ولفت في الوقت نفسه إلى أن العملية لا تزال في مراحلها الأولية، معتبراً أن وجود هذا المقر في فنلندا سيعزز أمن الحلف بشكل عام، وفق ما أورد موقع "الكومبس" السويدي الإخباري
من جانبه، قال هاكانين إن هناك عدة أسباب دفعت بلاده إلى الطلب من السويد تولي قيادة القاعدة الأطلسية، وفي مقدمتها أن البلدان يتشاركان "البيئة الأمنية" نفسها.
وعندما سُئل وزير الدفاع الفنلندي عن سبب عدم رغبتهم في وجود قوة دائمة، أجاب بأن بلاده لديها قواتها العسكرية القوية الخاصة، ويمكنها توسيع التدريبات مع قوات من دول أخرى في حال تفاقم الوضع.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن خطط إنشاء قاعدة للقوات البرية في شمال فنلندا، تسمح للحلف بإرسال تعزيزات بسرعة للدفاع عن البلاد في حالة الحرب.
ولم يكشف الوزيران السويدي والفنلندي عن تفاصيل بشأن الموقع الدقيق للقاعدة العسكرية المستقبلية، وقالا إن القرار النهائي لا يزال يتعين على الحكومة السويدية اتخاذه.
وعمقت الدولتان، وهما آخر المنضمين إلى حلف الناتو، العلاقات الدفاعية في العقد الماضي، وقررتا تقديم طلبات مشتركة للعضوية في التحالف بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.
والاثنين، شارك قادة الدولتين في اجتماع حكومي باستوكهولم، يضم العديد من الوزراء من كلا البلدين.
دول "الخط الأمامي"
وتوجد بالفعل مقرات مماثلة للقوات متعددة الجنسيات في 8 من دول "الخط الأمامي" لحلف الناتو بالقرب من روسيا. وتشكل ما يسمى بالقوات البرية المتقدمة في هذه القواعد جزءاً مهماً من ردع أي هجوم ضد الدول الأعضاء في الناتو.
وبخلاف المقرات الأخرى، ليس من المخطط وضع قوة دائمة متعددة الجنسيات في وقت السلم بفنلندا، كما هي الحال في لاتفيا، على سبيل المثال، حيث تساهم 9 دول من حلف شمال الأطلسي بقوات برية تحت قيادة كندا.
وعزز حلف الناتو وجوده في الدول الأعضاء الشرقية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ولديه حالياً 8 مجموعات قتالية في دول من إستونيا إلى بلغاريا، تقودها دول تشمل كندا وإيطاليا والولايات المتحدة، وتضم قوات من أكثر من 20 دولة.
وفي إطار عملية التجهيز، بدأت أعمال البناء بقاعدة في ليتوانيا، حيث سيتمركز ما يقرب من 5 آلاف جندي ألماني بحلول عام 2027.
وأشارت صحيفة "سفينسكا داجبلاديت"، التي أوردت الخبر في وقت سابق، الاثنين، إلى أن السويد بصفتها الدولة المسؤولة ربما تحتاج إلى إرسال ما بين 20 و50 ضابطاً لتولي مهام القاعدة الفنلندية بشكل دائم.
وقالت الصحيفة إن لواءً من الجيش السويدي يتمركز في بودن، على بعد نحو 110 كيلومترات (68.35 ميلاً) من الحدود الفنلندية، يمكن نشره للمساعدة في الدفاع عن الأجزاء الشمالية من جارتها.