استبعد مسؤولون أميركيون أن تتوصل إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير 2025.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عمن وصفتهم بكبار المسؤولين قولهم إن الإدارة الأميركية "لن تتوقف" عن سعيها للتوصل إلى اتفاق، حيث ترى فيه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ووقف الصراع المتصاعد بسرعة بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية.
وكان البيت الأبيض قال، في وقت سابق، إن الأطراف وافقت بالفعل على 90% من نص الاتفاق، لذا فإن الأمل لا يزال قائماً في تحقيق تقدم، لكن عدداً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتيْ الخارجية والدفاع يتوقعون ألا توافق الأطراف على الإطار الحالي للاتفاق.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "لا يوجد اتفاق وشيك.. لست متأكداً من أنه سيتم إنجازه بأي حال"، مضيفاً: "سيكون من غير المسؤول أن تتخلى الإدارة عن السعي إلى التوصل إلى اتفاق يجلب على الأقل راحة مؤقتة للمنطقة"، لكنه أشار بالوقت ذاته إلى إحباطه من الطرفين.
وأضاف: "كما قلنا منذ البداية، سيتطلب الأمر القيادة والتسوية، ونحن نحث جميع الأطراف على إظهار ذلك".
والفشل في التوصل إلى اتفاق قد يضر بإرث بايدن، الذي كان بطيئاً في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعطاء الأولوية لعودة حوالي 250 رهينة، كما سيكون بمثابة ضربة للعائلات الإسرائيلية التي تنتظر ذويها منذ ما يقرب من عام، وكذلك للفلسطينيين في غزة الذين يعانون جراء حرب قتلت أكثر من 40 ألف فلسطيني.
جثامين الرهائن وهجوم لبنان
وأفادت الصحيفة الأميركية بأن المسؤولين اعتمدوا على سببين رئيسيين للتشاؤم، الأول يتمثل بأن نسبة السجناء الفلسطينيين، الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم لإعادة الرهائن المحتجزين لدى "حماس" إلى ديارهم، تعد نقطة خلاف رئيسية، حتى قبل العثور على جثامين الرهائن الـ 6 مطلع سبتمبر.
إضافة إلى الهجومين على لبنان، اللذين نفذتهما إسرائيل ضد جماعة "حزب الله" عبر تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي "ووكي توكي" وتلته الغارات الجوية، ما جعل احتمال اندلاع حرب شاملة أكثر ترجيحاً، وعقّد الجهود الدبلوماسية مع "حماس".
أما المشكلة الثانية من منظور المسؤولين الأميركيين فتتعلق برفض "حماس" قبول الشروط الإسرائيلية والأميركية.
وأوضح المسؤولون أن التعنت أحبط المفاوضين الذين يشعرون بشكل متزايد بأن حماس ليست جادة في إتمام الاتفاق، كما اتهم المنتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بتخريب الاتفاق جزئياً، في محاولة لاسترضاء الجناح اليميني المتشدد في ائتلافه الحاكم. ونتيجة لهذا فإن المزاج السائد داخل الإدارة الأميركية وفي الشرق الأوسط أصبح كئيباً كما كان منذ أشهر.
والتقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الأربعاء، بأقارب الإسرائيليين السبعة الذين يحملون الجنسية الأميركية أيضاً ومحتجزون في غزة، وأخبرهم أن تأمين إطلاق سراحهم كان أولوية قصوى لبايدن، لكن بياناً من العائلات قال إنهم "أعربوا عن إحباطهم من الافتقار إلى تقدم ملموس"، فيما حثوا الإدارة على إبرام صفقة في أقرب وقت ممكن.
بدوره، قال منسق الاتصالات في البيت الأبيض جون كيربي، الأربعاء، إن احتمالات التوصل إلى اتفاق مكتمل "مخيفة"، ورغم أن الإدارة أشارت منذ أشهر إلى أن الاتفاق قريب، إلا أنه قال: "لسنا أقرب إلى ذلك الآن مما كنا عليه قبل أسبوع واحد". ومع ذلك، أكد أن الإدارة ستظل تعمل نحو تحقيق حل دبلوماسي بعيد المنال.
كما حض وزير الخارجية أنتوني بلينكن من فرنسا بعد زيارة أجراها لمصر، الخميس، جميع الأطراف لإظهار ضبط النفس وتجنب الإجراءات التي قد تجعل إتمام الاتفاق "أكثر صعوبة".
وأكد بعض المسؤولين الأميركيين أن هناك أشهر عدة متبقية لتحقيق تقدم بمفاوضات غزة، وأن الكثير قد يتغير بين الآن ويوم التنصيب، عندما يتولى أحد المرشحين، كامالا هاريس أو دونالد ترمب، المنصب، كما لا تزال الولايات المتحدة تجري محادثات مع الوسيطين مصر وقطر حول كيفية كسر جمود المفاوضات.