حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من "استعداد روسيا التام لخوض صراع" مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في القطب الشمالي، مؤكداً قدرة بلاده بالدفاع عن مصالحها سياسياً وعسكرياً.
وقال لافروف، في تصريحات صحافية أوردتها مجلة "بوليتيكو"، في تعليقات لسلسلة "اختراق السوفيت" الوثائقية التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة الجمعة: "نرى حلف شمال الأطلسي يكثف التدريبات المتعلقة بالأزمات المحتملة في القطب الشمالي.. بلادنا مستعدة تماماً للدفاع عن مصالحها عسكرياً وسياسياً، ومن وجهة نظر تكنولوجيات الدفاع".
وأضاف: "القطب الشمالي ليس إقليماً لحلف شمال الأطلسي.. هناك دول أخرى، مثل الصين والهند، لها مصالح هناك".
والقطب الشمالي هو أقصى نقطة شمالية على وجه الأرض، ويشمل أراض تابعة لثماني دول: النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك وكندا والولايات المتحدة وأيسلندا، وجميعها أعضاء في الناتو، باستثناء روسيا.
وانضمت فنلندا إلى الحلف في أبريل 2023، رداً على الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، وتبعتها السويد في مارس هذا العام، إذ قال أحد كبار الدبلوماسيين في موسكو العام الماضي، إن فنلندا ستكون "أول من يعاني"، حال اندلاع حرب بين "الناتو" وروسيا.
وفي فبراير، علقت روسيا المدفوعات السنوية لمجلس القطب الشمالي، وهو منتدى حكومي دولي لدول القطب الشمالي، بعد أن قاطع الأعضاء الآخرون مشاركة موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا، رغم استئناف بعض التعاون منذ ذلك الحين.
القطب الشمالي.. ساحة مواجهة
وفي يوليو، أعلنت الولايات المتحدة عزمها توسيع استعدادها العسكري ومراقبتها في منطقة القطب الشمالي في ضوء اهتمام الصين وروسيا المتزايد بالمنطقة، إلى جانب مخاطر جديدة ناجمة عن تسارع تغير المناخ.
ووفق ما أوردته "بلومبرغ" آنذاك، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) في تقرير بشأن استراتيجية القطب الشمالي لعام 2024، أن ثمة حاجة إلى اتخاذ تدابير "تضمن ألا يصبح القطب الشمالي منطقة استراتيجية محجوبة"، لأن ذوبان الجليد يجعل الوصول إلى المنطقة أكثر سهولة اقتصادياً وعسكرياً.
وتشمل الأولويات تحسين مراقبة المنطقة الشاسعة، فضلاً عن الأبحاث المتعلقة بأنظمة التحذير من الصواريخ الفضائية، وتعميق التنسيق عبر حلف "الناتو" ومع كندا من خلال قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية، وتحسين اتصالات الأقمار الصناعية والبيانات.
وكان الغزو الروسي لأوكرانيا سبباً في عزل موسكو عن الدول السبع الأخرى التي تحيط بالقطب الشمالي، وجميعها الآن أعضاء في حلف الناتو، وجعلها أكثر اعتماداً على الصين، التي تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة في المنطقة.
كما وجدت دول القطب الشمالي في أميركا الشمالية وأوروبا نفسها في مواجهة تهديدات جديدة، بدءاً من التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وما يشتبه بأنه "مناطيد التجسس".