كيف تراجع نتنياهو عن تفاهماته مع واشنطن بشأن وقف إطلاق النار في لبنان؟

أميركا تلقت ضوءاً أخضر من إسرائيل.. ونتنياهو غير موقفه بعد وصوله إلى نيويورك

time reading iconدقائق القراءة - 5
لبناني ينظر إلى منزله المدمر جراء الضربات الإسرائيلية وسط محاولات للعثور على ناجين تحت الأنقاض، معيصرة، شمال بيروت. 26 سبتمبر 2024 - REUTERS
لبناني ينظر إلى منزله المدمر جراء الضربات الإسرائيلية وسط محاولات للعثور على ناجين تحت الأنقاض، معيصرة، شمال بيروت. 26 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، عن "التفاهمات الهادئة"، مع الإدارة الأميركية بشأن مقترح وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، والذي كان مشاركاً في بلورته، وذلك، بعد وصوله إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما ذكر موقع "والا" الإسرائيلي.

وقال مصدر في الوفد المرافق لنتنياهو للصحافيين، خلال الرحلة إلى نيويورك إن "الاتجاه هو عدم التوجه إلى وقف إطلاق النار في لبنان الآن، بل مواصلة القتال ضد حزب الله".

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه "وفقاً للتفاهمات المبكرة مع نتنياهو، كان من المفترض أن يُصدر بياناً يرحب فيه بمقترح وقف إطلاق النار، ويعرب عن استعداده لمناقشته".

ومع ذلك، عندما هبط نتنياهو في نيويورك، أصدر بياناً مختلفاً تماماً، وقال: "سياستنا واضحة - سنواصل ضرب حزب الله بكل قوة. لن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وعلى رأسها إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم. هذه هي السياسة، ولا ينبغي لأحد أن يخطئ في فهمها".

ويأتي تغيير نتنياهو لنهجه، بعد تهديدات علنية من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، وهجمات من المعارضة، ما يُظهر إسرائيل على أنها "رافضة للتسوية، ويزيد من التوتر مع الإدارة الأميركية".

مبادرة أميركية فرنسية لوقف النار

وفي وقت مبكر من صباح الخميس، عندما أقلعت طائرة نتنياهو إلى نيويورك، أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا و10 دول غربية وعربية أخرى بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل ولبنان.

وجاء في البيان أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تتوقع من جميع الأطراف - بما في ذلك حكومتا لبنان وإسرائيل - الموافقة على الاقتراح.

وقال مسؤولون أميركيون إن المناقشات حول مبادرة وقف إطلاق النار بدأت بعد مكالمة هاتفية الاثنين، بين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان والوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وذكر المسؤولون الأميركيون أن تلك المكالمة مع ديرمر "انتهت باتفاق على أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الخطوة الصحيحة، وأن الولايات المتحدة ستوجه لإعلان المبادرة قبل وصول نتنياهو إلى نيويورك".

وعلى مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، جرت مفاوضات مكثفة بين مسؤولين في الإدارة الأميركية والوزير ديرمر ومسؤولين لبنانيين.

وقالت المصادر إن الرسالة التي تلقاها مستشارو بايدن من ديرمر هي أن نتنياهو "يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الخطوة الصحيحة، لأنه لا يريد الانجرار إلى غزو بري قد يؤدي إلى تعقيدات، ويقوض الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي حتى الآن"، بحسب مصدر مطلع على تفاصيل المحادثات.

وزراء ضد وقف النار

وخلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني السياسي الأربعاء، لم تُطرح مسألة وقف إطلاق النار على الإطلاق، واستمع الوزراء بشكل أساسي إلى خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال، وفق المصادر.

وعندما خرج الوزراء من الاجتماع، واطلعوا على العناوين المتعلقة بمقترح وقف إطلاق النار، بدأ بعضهم في إصدار بيانات حادة ضد هذا التحرك. 

وقالت المصادر إنه "عندما سمع نتنياهو بهذه التصريحات وهو في الطائرة، سارع مكتبه إلى إصدار بيان ينفي وجود وقف لإطلاق النار، وأكد أن نتنياهو لم يقدم بعد رده على المقترح".

وأشار مسؤول أميركي إلى أن ديرمر ونتنياهو "كانا على دراية بتفاصيل المفاوضات حول صيغة البيان الداعي لوقف إطلاق النار، وكانا على علم بكل كلمة".

وأوضح أن البيت الأبيض لم يكن ليصدر نداءً لوقف إطلاق النار "دون أن يتلقى رسالة من نتنياهو والجانب اللبناني بأنهم يوافقون من حيث المبدأ".

محادثات في نيويورك

ومن المتوقع أن تستمر المحادثات بشأن مقترح وقف إطلاق النار في نيويورك الخميس، ومن المتوقع أن يجتمع الوزير ديرمر مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن ومع مستشاري بايدن بريت ماكجورك وآموس هوكستين - الذين أدار معهم المفاوضات في الأيام الأخيرة.

وذكر مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة "لم تتخل بعد عن خطة وقف إطلاق النار".

وقال إن المقترح لم يتضمن أصلاً موعداً لبدء وقف إطلاق النار، وكان من المفترض تحديد هذا الأمر في محادثات لاحقة بعد أن يوضح الطرفان مواقفهما بشأن المقترح.

تصنيفات

قصص قد تهمك