منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، اتسع التوتر ليشمل الجبهة اللبنانية بعد انخراط "حزب الله" في الصراع، ثم سرعان ما شنّت إسرائيل ضربات موجهة على جنوب لبنان تصاعدت حدتها في سبتمبر الجاري، مستهدفة في الوقت نفسه أبرز قادة الحزب، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، الذي أعلنت تل أبيب، السبت، اغتياله رسمياً، في حين لم يعلق الحزب حتى الآن.
وفي التقرير التالي ترصد "الشرق" أبرز قيادات "حزب الله" التي اغتالتهم إسرائيل خلال أقل من عام.
وسام حسن طويل
في 8 يناير 2024، أعلن "حزب الله" أن غارة إسرائيلية على مركبة في مرجعيون جنوبي لبنان، أودت بحياة قائد العسكري البارز وسام حسن طويل، والمعروف بـ"الحاج جواد"، قائد قوة "الرضوان" في الجماعة.
وذكر مصدر أمني، آنذاك، أن القيادي لقي حتفه بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم" الواقعة على بعد نحو 11 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
وألمح مسؤولون إسرائيليون، حينها، إلى أن "تل أبيب تتحمل مسؤولية اغتيال طويل".
وتداولت منصات تابعة للحزب صوراً لطويل مع القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي اغتالته مسيرة أميركية في بغداد في عام 2020، وكذلك القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق عام 2008.
طالب سامي عبد الله
وفي 12 يونيو الماضي، نعى "حزب الله" القيادي البارز في الجماعة، طالب سامي عبد الله، الملقب بـ"أبو طالب"، إثر غارة إسرائيلية على قرية جويا جنوبي لبنان.
وذكرت مصادر أمنية، حينها، أن الهجوم أودى بحياة 4 أشخاص على الأقل، بينهم قائد ميداني كبير في "حزب الله".
وأكدت إسرائيل أنها قصفت مركزاً للقيادة والتحكم بجنوب لبنان.
وقالت مصادر أمنية في لبنان، إن عبد الله (55 عاماً) كان قائداً في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي، وكان برُتبة ناصر.
ودفع اغتياله، "حزب الله"، إلى إطلاق وابل من الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل.
ولقي في العملية نفسها قياديان آخران، هما محمد حسين صبرا، وعلي سليم صوفان، مصرعهما.
محمد نعمة ناصر
في 3 يوليو، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل القيادي في "حزب الله"، محمد نعمة ناصر، في غارة على بلدة الحوش جنوبي لبنان، مشيراً إلى أن الشخصية المستهدفة كانت تقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار عليها من جنوب غربي لبنان.
وكان ناصر، والملقب بـ"أبو نعمة"، قائد "وحدة عزيز" في الحزب، وهي إحدى الوحدات العسكرية الرئيسية في الجماعة التي تضم أيضاً "وحدة حيدر"، و"وحدة بيروت"، و"وحدة بدر"، و"وحدة نصر".
وذكرت مصادر لبنانية، حينها، أن ناصر تواجد بالسيارة مع نجله، الذي أصيب أيضاً بالهجوم.
في المقابل، أعلنت الجماعة اللبنانية بعد ذلك، الرد بإطلاق 100 صاروخ من نوع "كاتيوشا" على هدفين عسكريين إسرائيليين.
فؤاد شكر
في 31 يوليو، نعت الجماعة اللبنانية القائد العسكري فؤاد شكر، وذلك بعد مضي أكثر من 24 ساعة على غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت كان يوجد فيه.
ومنذ نشأت الجماعة قبل 4 عقود، كان شكر أحد أبرز شخصياتها العسكرية، وقد وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه الذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات عليه عام 2015، واتهمته بلعب دور مركزي في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، الذي أودى بحياة 241 عسكرياً من قواتها.
كما أدرجت واشنطن شكر في "قائمة الإرهاب" وفي العام 2017، عرضت 5 ملايين دولار، مقابل الإدلاء بأي معلومات عنه.
إبراهيم عقيل
في 20 سبتمبر الجاري، نعى "حزب الله" القائد العسكري البارز إبراهيم عقيل بعد ساعات من غارة إسرائيلية استهدفت مبنى كان يوجد فيه عدد من قادة الجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال "حزب الله"، في بيان، عبر تليجرام، إن "القائد الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر)، التحق اليوم بموكب إخوانه من القادة الكبار".
وذكرت تقارير أن عقيل تولّى مهام، فؤاد شكر، بعد اغتيال الأخير، بينما وصفته "القناة 13" الإسرائيلية، بأنه "الشخصية رقم 3 في حزب الله، الذي أصبح مؤخراً الرقم 2".
وزعم الجيش الإسرائيلي، أن "عقيل يعمل منذ عام 2004 كمسؤول عن منظومة العمليات وأنشطة عناصر حزب الله في مجالات التخريب والصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة، ومجالات الدفاع الجوي ومجالات عسكرية أخرى".
كما يعتبر عقيل الذي وُلد في بدنايل ببلدة يونين اللبنانية، والمعروف أيضاً باسم "تحسين"، يخدم في أعلى هيئة عسكرية في "حزب الله"، وهي "مجلس الجهاد"، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.
واتهمته الولايات المتحدة بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنات مفخخة في أبريل 1983، الذي أسفر عن مصرع 63 شخصاً، وتفجير ثكنة لمشاة البحرية الأميركية بعد 6 أشهر في واقعة أسفرت عن مصرع 241 جندياً أميركياً.
أحمد وهبي
في 20 سبتمبر أيضاً، لقي أحمد وهبي القائد العسكري في حزب الله حتفه، جراء الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت الذي أودى بحياة عدد من القادة، بينهم عقيل.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، أشرف وهبي على العمليات العسكرية لـ"قوة الرضوان"، وهي قوة النخبة في حزب الله، وفي مطلع العام الحالي، عاد ليتولى مسؤولية الإشراف على "وحدة التدريب المركزي" إثر مصرع وسام الطويل.
وُلد أحمد وهبي في بلدة عدلون جنوب لبنان عام 1964، والتحق بحزب الله منذ تأسيسه، حيث شارك في العديد من العمليات العسكرية جنوب لبنان. وفي العام 1984 تعرض للأسر في إسرائيل، قبل أن يخرج لاحقاً خلال صفقات تبادل الأسرى.
محاولة اغتيال فاشلة لعلي كركي
أعلن الجيش الإسرائيلي، في 23 سبتمبر، استهداف القائد العسكري في "حزب الله"، علي كركي، في ضربة جوية على ضاحية بيروت الجنوبية، لكن عملية الاغتيال لم تنجح.
وأعلنت الجماعة اللبنانية في بيان، نجاة كركي من الهجوم، ونقله إلى مكان آمن.
ويعد علي كركي الشخصية الثالثة من حيث الأهمية العسكرية في "حزب الله" بعد شكر وعقيل، ويشغل مهام قائد جبهة الجنوب.
إبراهيم قبيسي
قال مصدران أمنيان في لبنان، إن غارة نفذتها مقاتلات سلاح الجو على الضاحية الجنوبية لبيروت في 24 سبتمبر تسببت في مصرع إبراهيم قبيسي قائد منظومة الصواريخ والراجمات التابعة لحزب الله والعضو الكبير فيها.
وذكر الجيش الإسرائيلي، أن قبيسي كان رفقة عدد من القادة البارزين الآخرين في الجماعة، مشيراً إلى أنه انضم إلى "حزب الله" في ثمانينيات القرن الماضي، وتقلد العديد من المناصب العسكرية، وكان يقود وحدات الصواريخ المختلفة، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة.
محمد حسين سرور
نعت جماعة "حزب الله" اللبنانية القائد العسكري محمد حسين سرور، والذي قال الجيش الإسرائيلي، إنه استهدفه يوم 26 سبتمبر في غارة على الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.
وأوضحت الجماعة، في بيان، أن سرور، وشهرته "الحاج أبو صالح"، من مواليد عام 1973 من بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان.
وانضم للحزب في ثمانينيات القرن الماضي، وتقلد عدة مناصب فيه، آخرها كان قائد القوة الجوية والمسؤول عن وحدة الطائرات المسيرة.
حسن نصر الله
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في أعقاب غارة على معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، بينما لم يصدر عن الحزب، حتى الآن، أي تعليق بشأن ذلك، فيما أشارت مصادر مقربة منه لـ"رويترز" في وقت سابق، إلى انقطاع الاتصال بنصر الله، عقب الغارة الإسرائيلية.
وُلد نصر الله في بيروت عام 1960، حيث نشأ وسط بيئة مليئة بالعنف الطائفي خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدت بين عامي (1975 و1990)، وانضم لفترة وجيزة إلى حركة "أمل" الشيعية في سن 15 عاماً، قبل أن يُغادر للدراسة في إحدى المدارس الدينية بمدينة النجف العراقية، إلا أنه تعرّض للطرد مع طلاب لبنانيين آخرين عام 1978، عندما كان العراق تحت قبضة صدام حسين الذي كان نائباً للرئيس أحمد حسن البكر، قبل أن يستولي على السلطة بشكل نهائي عام 1979.