نزح أكثر من 400 ألف لبناني، خلال الأيام الأربعة الماضية، منذ التصعيد الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، بينهم 140 ألف طفل وصل العديد منهم إلى الملاجئ وعلامات الهلع والخوف تظهر على وجهوهم، وفقاً لمنظمة "أنقذوا الأطفال".
وتفيد أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، بأن الغارات الإسرائيلية أودت بحياة ما يقرب من 700 شخص في جنوب لبنان هذا الأسبوع، بما في ذلك 50 طفلاً، بينما أصيب أكثر من 1800 شخص.
وبهذا يرتفع العدد الإجمالي للنازحين من منازلهم في جنوب لبنان خلال ما يقرب من عام من العنف عبر الحدود إلى 500 ألف، أو نحو 10% من السكان، بما في ذلك 175 ألف طفل، فيما نزح نحو 60 ألف إسرائيلي من منازلهم في شمال إسرائيل، بحسب تقارير إعلامية.
وأُغلقت جميع المدارس في لبنان، ما أثر على الأطفال البالغ عددهم 1.5 مليون طفل، مع استمرار تصعيد أعمال إسرائيل العدائية.
وفي الإطار، قالت جينيفر مورهيد، مديرة منظمة "أنقذوا الأطفال" في لبنان: "يخبرنا الأطفال أنهم يشعرون وكأن الخطر في كل مكان، ولا يمكنهم أبداً أن يكونوا آمنين. كل صوت عالٍ يصيبهم بالهلع. لقد انقلبت حياة العديد من الأطفال وحقوقهم ومستقبلهم رأساً على عقب، والآن تآكلت قدرتهم على التعامل مع هذه الأزمة المتصاعدة".
وأضافت: "لا يزال من الممكن تجنب كارثة إنسانية، لكن يجب أن نتحرك الآن. نحث جميع الأطراف على تهدئة التوترات على الفور، ونحث الجهات الفاعلة الدولية على الضغط على جميع الأطراف للامتثال للقانون الإنساني الدولي. يجب أن يحدث هذا الآن".
وتدفقت العائلات التي فرت من جنوب لبنان إلى بيروت وصيدا، فيما لجأ هؤلاء إلى المدارس والحدائق التي تحولت إلى ملاجئ.
كما حاول الكثيرون مغادرة البلاد، ما تسبب في ازدحام مروري على الحدود مع سوريا، حيث اختار البعض الانتقال وسط مخاوف من تصعيد حرب إسرائيل على لبنان، إذ تفاقمت الغارات الجوية بشكل حاد هذا الأسبوع، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب مدمرة واسعة.