بعد اغتيال حسن نصر الله.. إسرائيل تواصل قصف لبنان وتعترض صواريخ حزب الله

time reading iconدقائق القراءة - 7
أنقاض المباني المتضررة في أعقاب غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان. 28 سبتمبر 2024 - REUTERS
أنقاض المباني المتضررة في أعقاب غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان. 28 سبتمبر 2024 - REUTERS
القدس/ بيروت-رويترز

ضربت إسرائيل، الأحد، عدة أهداف في لبنان، في مواصلة للضغط على جماعة حزب الله بمزيد من الهجمات بعد أن وجهت لها ضربة قاسية باغتيال الأمين العام حسن نصر الله.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، الأحد، إن القوات الجوية ضربت عشرات المواقع التابعة لحزب الله في لبنان "بما شمل منصات إطلاق مصوبة نحو إسرائيل ومنشآت تخزين للأسلحة، إضافة إلى بنية تحتية لحزب الله".

وأضاف أن القوات البحرية اعترضت مقذوفاً لدى اقترابه من إسرائيل من منطقة في البحر الأحمر، وأن ثمانية مقذوفات أخرى قادمة من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة.

وسقط نصرالله في غارة جوية إسرائيلية ضخمة استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في بيروت، الجمعة.

وقال حزب الله، في بيان، إنه سيواصل قتال إسرائيل، واستمر في إطلاق الصواريخ صوبها بما شمل زخة صاروخية أطلقها صباح الأحد.

وجاء اغتيال نصر الله في ذروة أسبوعين عصيبين لحزب الله، بدآ بتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي من نفذت تلك التفجيرات لكنها لم تنف ضلوعها فيها أو تؤكده.

وزاد التصعيد من مخاوف توسع نطاق الصراع بما يخرج عن السيطرة، إثر احتمال تدخل إيران في القتال، كونها الداعم الرئيسي لحزب الله، وكذلك تدخل الولايات المتحدة، لكن تصريحات صادرة من طهران تقلل من احتمال حدوث ذلك.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 33 سقطوا في ضربات إسرائيلية على لبنان، السبت، مما رفع عدد ضحايا الأعمال القتالية التي نشبت في الثامن من أكتوبر إلى أكثر من 1670 من بينهم 104 أطفال.

وفي بيروت، قضت أسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة، الذي يضم عدداً من المطاعم والمقاهي الراقية تطل على البحر في العاصمة بيروت، وهو مكان عادة ما يقوم أفراد شركات أمن خاصة بإبعاد المتسكعين عنه، لكن الأمر لم يكن على هذا النحو صباح الأحد.

وفردت أسر، ليس لديها سوى حقائب بالية من الملابس، بعض الحاشيات للنوم، وصبوا لأنفسهم بعض الشاي.

وقالت فرانسواز عازوري، وهي من سكان بيروت: "لن تتمكنوا من تدميرنا مهما فعلتم ومهما قصفتم، ومهما دفعتم الناس للنزوح. سنظل هنا ولن نرحل.. هذه بلادنا وسنبقى فيها".

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في بيان، الأحد، إنه أطلق عملية طارئة لتقديم الطعام لما يصل إلى مليون متضرر من الصراع في لبنان.

 تغيير ميزان القوى

في إسرائيل، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اغتيال نصر الله بأنه خطوة ضرورية نحو "تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة".

وأضاف نتنياهو في بيان: "لم يكن نصر الله إرهابياً، بل كان الإرهاب"، وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستنطوي على تحديات.

كما قالت إسرائيل إنها أسقطت قيادياً آخر كبيراً في حزب الله هو علي كركي وقادة آخرين مع نصر الله.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن اغتيال نصر الله "إجراء عادل"؛ بالنظر لما وصفه بالعدد الكبير من ضحاياه من آلاف الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

لكن عند سؤاله عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان حتمياً، قال للصحافيين السبت: "حان وقت وقف إطلاق النار".

وقالت مصادر إن المرشد الإيراني علي خامنئي تم نقله إلى مكان آمن في إيران عقب اغتيال نصر الله. وتوعد خامنئي بالثأر لنصر الله، وقال إن قياديين آخرين سيواصلون دربه في قتال إسرائيل.

وفي رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دعت إيران إلى اجتماع للمجلس بشأن تصرفات إسرائيل في لبنان وفي أنحاء المنطقة، وحذرت من أي هجوم يستهدف مقارها الدبلوماسية أو ممثليها.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، سقط أيضاً في هجمات الجمعة.

مناشدات للتهدئة

ودعا بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي إلى الدبلوماسية في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وقال إن اغتيال إسرائيل للأمين العام للجماعة حسن نصر الله "جرح قلوب الشعب اللبناني".

وأضاف: "نسأل الله أن يمنحنا السلام ونضع حداً للحرب بالمفاوضات الدبلوماسية، فالحرب تدمر المنازل وتهَجر أهلها وتقتل... إن كل الأطراف خاسرون".

وتوعدت جماعة حزب الله، في بيان، بمواصلة "جهادها في مواجهة العدو".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني، ووصف نصر الله بأنه "قاتل لآلاف من الإسرائيليين والمواطنين الأجانب".

وعقد جالانت محادثات في وقت متأخر من مساء السبت، بشأن توسيع محتمل للحملة العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الشمالية وفقاً لما ذكره مكتبه.

ويقول حزب الله إنه لن يوقف إطلاق النار إلا إذا أوقفت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة. وأصدرت حركة حماس وجماعات أخرى متحالفة مع حزب الله بيانات تنعى نصر الله.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف قوله، الأحد، إن فصائل المقاومة ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة إيران، وأضاف "لن نتردد في الذهاب إلى أي مستوى من أجل مساعدة المقاومة... الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الجرائم... وعليها أن تقبل العواقب".

وقالت وزارة الخارجية الصينية، الأحد، إن بكين تعارض أي انتهاك لسيادة لبنان، وحثت جميع الأطراف وخاصة إسرائيل على تهدئة الوضع على الفور، ومنع اتساع الصراع أو "حتى الخروج عن السيطرة".

وأضافت أن الصين "تعارض وتندد بكل عمل يضر بالمدنيين الأبرياء وتعارض أي خطوة تؤدي إلى تفاقم الصراع".

تصنيفات

قصص قد تهمك