يستعد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، لإطلاق حملة لدعم المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، في الشهر الذي يسبق الانتخابات، وسيبدأ جهوده برحلة إلى ولاية بنسيلفانيا المتأرجحة، وفقاً لما نقلته "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في الحملة.
وقال كبير مستشاري أوباما، إريك شولتز، في بيان، الخميس، إن الرئيس السابق يبذل "كل ما في وسعه للمساعدة في انتخاب هاريس" إلى جانب الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف شولتز: "الآن بعدما بدأ التصويت، ينصب تركيزنا على إقناع وتعبئة الناخبين، وخاصة في الولايات الرئيسية". وتابع: "من المرجح أن تستمر العديد من هذه السباقات حتى النهاية، ولا ينبغي اعتبار أي شيء أمراً مفروغاً منه".
ويعد أوباما، الذي كان أول رئيس أميركي من أصول إفريقية (2009-2017)، الديمقراطي الأكثر شعبية في البلاد، ولا يزال يتمتع بنفوذ كبير في حزبه. وبعد الأداء المتعثر للرئيس جو بايدن في المناظرة ضد دونالد ترمب، أخبر أوباما حلفائه أن مسار بايدن إلى الفوز في انتخابات نوفمبر، تقلص بشكل كبير، وأنه يعتقد أن "الرئيس عليه أن ينظر جدياً في فرص فوزه".
وأيد أوباما وزوجته ميشيل، هاريس بعد فترة وجيزة من مغادرة بايدن للسباق الرئاسي. ومنذ ذلك الحين، قال أوباما إن هاريس تمثل استمراراً لنفس الرؤية لأميركا التي ساعدت أوباما على صنع التاريخ في عام 2008.
وفي أغسطس الماضي، قال أوباما، خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي: "إذا عملنا كما لم نعمل من قبل، وإذا تمسكنا بقناعاتنا، ستكون هاريس رئيسة للولايات المتحدة. وسننتخب قادة من كل الأطياف سيقاتلون من أجل أميركا المفعمة بالأمل والتطلع إلى المستقبل، والتي نؤمن بها جميعاً".
وكانت هاريس من أوائل المؤيدين لأوباما، حيث سافرت إلى آيوا خلال حملة عام 2008 لإقناع الناخبين بضرورة التصويت له. وتمتد علاقة الاثنين إلى عقدين من الزمان، وفق "واشنطن بوست".
تحدي جمع التبرعات
ونجحت جهود أوباما حتى الآن في جمع 76 مليون دولار للحملة الرئاسية في هذه الدورة، بالإضافة إلى الأحداث التي نظمتها فروع جمع التبرعات المختلفة للحزب الديمقراطي. ومن المقرر أن يشارك أوباما في المزيد من هذه الأنشطة في الشهر المقبل، ويسافر إلى مختلف الولايات لحشد الناخبين وراء هاريس وغيرها من الديمقراطيين، وفق الصحيفة.
ولعب أوباما دوراً نشطاً بشكل متزايد في جهود الحملة، بما في ذلك ترأسه حملة لجمع التبرعات في لوس أنجلوس الشهر الماضي، والتي جمعت 4 ملايين دولار لصالح هاريس.
وتأتي حملة أوباما، خلال أسبوع، روجت فيه هاريس للعديد من التأييدات الجمهورية، بما في ذلك كسب دعم الجمهورية عضو الكونجرس السابقة ليز تشيني.
وكان أوباما المتحدث الرئيسي في الليلة الثانية من المؤتمر الوطني الديمقراطي، حيث انتقد "هوس ترمب الغريب بأحجام الحشود".
واعتبرت "واشنطن بوست" أن السباق الرئاسي في الولايات المتأرجحة الحاسمة يظل متقارباً إلى حدود اللحظة.
ولم يتفق ترمب وهاريس على عقد مناظرة رئاسية أخرى، والوقت ينفد بسرعة كبيرة لفعل أي شيء من شأنه أن يغير السباق بشكل جوهري.
في خطابه في المؤتمر الوطني الديمقراطي، حذّر أوباما الديمقراطيين من أنه لا ينبغي لهم أن يصبحوا راضين عن أنفسهم بسبب نجاح هاريس في جمع التبرعات أو نجاحها الأولي في سد الفجوة في استطلاعات الرأي.
وقال: "لا تخطئوا.. ستكون معركة.. على الرغم من كل الطاقة المذهلة التي تمكنا من توليدها على مدى الأسابيع الماضية، وعلى الرغم من كل التجمعات والميمات، فإن هذا سيظل سباقاً متقارباً في بلد منقسم بشدة".