نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين المعارضين للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، السبت، في عدة مدن رئيسية في أنحاء العالم مطالبين بوقف إراقة الدماء، مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب على غزة.
ومن المقرر أن تستمر التظاهرات الحاشدة في عدة مدن عالمية، من السبت إلى الاثنين. وستبلغ الأحداث ذروتها الاثنين، في الذكرى السنوية الأولى لـ7 أكتوبر، وفق ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وشارك حوالي 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن، وتجمع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضا بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين في غزة ولبنان.
وضع المتظاهرون في "تايمز سكوير" بمدينة نيويورك "الكوفية الفلسطينية" ذات اللونين الأسود والأبيض حول أعناقهم، ورددوا شعارات مثل "غزة ولبنان ستنتفضان والشعب معكما". ورفعوا أيضاً لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي لندن، تجمع الآلاف في "راسل سكوير" وسط حضور كبير للشرطة. وقال بعض منظمي المسيرة إنهم يخططون للاحتجاج أمم الشركات والمؤسسات "المتواطئة في جرائم إسرائيل"، بما في ذلك "بنك باركليز" و"المتحف البريطاني".
وكان الجو متوتراً بين المتظاهرون المعارضين للحرب، وآخرين مؤيدين لإسرائيل كانوا يجملون أعلامها.
واندلعت مناوشات عندما دفع ضباط الشرطة المتظاهرين الذين حاولوا تجاوز الطوق الأمني. وقالت شرطة العاصمة لندن إن 15 شخصاً ألقي القبض عليهم، للاشتباه في ارتكابهم إخلالاً بالنظام العام أو الاعتداء.
وفي روما، تجمع عدة آلاف من المتظاهرين على الرغم من الحظر الذي فرضته السلطات المحلية، والتي رفضت السماح بتنظيم احتجاجات في العاصمة الإيطالية، متحججة بمخاوف أمنية.
وهتف المتظاهرون "فلسطين حرة، لبنان حرة"، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وحملوا لافتات تطالب بوقف فوري للحرب.
وشهدت هذه التظاهرات مواجهات مع الشرطة، والتي أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين، فيما تم توقيف العديد منهم.
وفي مدينة هامبورج بشمال ألمانيا، نظم نحو ألف شخص مظاهرة سلمية، ولوح كثيرون منهم بالأعلام الفلسطينية واللبنانية، وهتفوا "أوقفوا الإبادة الجماعية"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وأضافت أن مظاهرتين أصغر حجماً مؤيدتين لإسرائيل جرتا دون وقوع حوادث.
وفي برلين، احتج أنصار إسرائيل على تصاعد ما يصفوه بـ"معاداة السامية"، فيما اندلعت مناوشات بين الشرطة ومتظاهرين معارضين للحرب، وفق "رويترز".
"أوقفوا الإبادة الجماعية"
وتظاهر عدة آلاف من الأشخاص سلمياً في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، لإظهار التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وكان العديد منهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية واللبنانية، ويحملون لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"حرروا فلسطين" و"ارفعوا أيديكم عن لبنان".
وحضر i`i التظاهرات العديد من الشخصيات السياسية من اليسار، أبرزهم رئيس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلينشون، والأعضاء الآخرين مثل مانويل بومبارد.
كما خرج آلاف المتظاهرين أيضاً في العاصمة الإسبانية مدريد، حاملين شعارات تدعو لوقف الحرب في فلسطين ولبنان، كما طالبوا بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل، وهتفوا: "إسرائيل تقتل، وأوروبا ترعى ذلك"، و"نتنياهو قاتل"، وفق صحيفة "إل باييس" الإسبانية.
ورفعت دول عدة مستويات التأهب في مدنها الكبرى، وسط مخاوف من أن يؤدي تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى تحويل الاحتجاجات إلى أعمال عنف.