قال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الجمعة، إن بكين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات وتقوية الثقة المتبادلة الاستراتيجية، وتعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة، وذلك في أعقاب قرار التكتل بفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، فيما دعا ميشيل بكين إلى "تعديل سلوكها".
وشدد لي، خلال اللقاء الذي عُقد على هامش اجتماعات القادة بشأن التعاون في شرق آسيا، على أن الصين ترى أوروبا باعتبارها اتجاهاً مهماً للدبلوماسية الصينية، وشريكاً مهماً في تعزيز التحديث على الطريقة الصينية.
ونقلت وكالة "شينخوا" عن تشيانج قوله، إن الصين أيضاً شريك مهم لأوروبا في تحقيق الطاقة والتحول الأخضر.
ووصف لي الذكرى السنوية الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي والتي تحل العام المقبل، بأنها "عقدة مهمة لربط الماضي بالمستقبل"، وقال إن الصين مستعدة أيضاً لتقديم مساهمات أكبر لتحسين رفاهية شعوب الجانبين وتعزيز قضية السلام والتنمية العالمية مع الاتحاد الأوروبي.
وعبر رئيس الوزراء الصيني عن أمله في أن تتبنى مؤسسات الاتحاد الأوروبي وجهة نظر صحيحة بشأن تنمية الصين، وأن تصوغ سياسة "موضوعية وعقلانية" اتجاهها.
من جانبه، قال رئيس المفوضية الأوروبية شارل ميشيل لوكالة "فرانس برس"، إن الصين يجب أن "تعدل سلوكها" لحل الخلاف المتصاعد بشأن التعريفات الجمركية مع أوروبا، محذراً من مخاطر تصاعد النزاع إلى "حرب تجارية كاملة".
مفاوضات لمنع "حرب تجارية"
وقال ميشيل، إنه بعد محادثاته "الصريحة والصريحة" مع لي، يأمل في التوصل إلى اتفاق في الأيام أو الأسابيع المقبلة، لكنه حذر من أن الوصول إلى ذلك سيكون صعباً. وأضاف: "لدي انطباع بأن الباب لم يُغلق، لكن الوضع صعب للغاية، إنه صعب للغاية".
وتابع: "نحن نعتمد على الصين في تكييف سلوكها وفهم أننا يجب أن نعيد التوازن للعلاقات الاقتصادية من أجل المزيد من العدالة، والمنافسة العادلة، وتكافؤ الفرص".
وقرر الاتحاد الأوروبي فرض تعريفات جمركية جديدة تصل إلى 35.3% على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.
وشددت بكين، الثلاثاء الماضي، من قيودها على استيراد البراندي الأوروبي، وبصورة أساسية الكونياك الفرنسي، بعدما قررت بروكسل تشديد الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، مما أثار قلق المنتجين الفرنسيين، بينما تحقق بروكسل أيضاً في الإعانات الصينية للألواح الشمسية وطواحين الهواء.
ومع اهتزاز الاقتصاد العالمي؛ بسبب الحرب في أوكرانيا والاضطرابات في الشرق الأوسط، قال ميشيل إنه "من الأفضل للجميع تجنب حرب تجارية".
ولكنه أصر على أن الاتحاد الأوروبي لن يظل "ساذجاً" بعد الآن، حيال الدعم الكثيف الذي تمنحه السلطات الصينية لشركاته، رغم أنه أعرب عن بعض الأمل في أن يجد الجانبان وسيلة للخروج من الخلاف.
وقال: "لدينا مصالح قوية ومشروعة للغاية، ومن مسؤولية الاتحاد الأوروبي الدفاع عن شعبنا، والدفاع عن مواطنينا".
ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الجديدة على البراندي التي فرضتها بكين بنسبة تصل إلى 38.1% حيز التنفيذ الجمعة.
واستوردت الصين براندي أكثر من أي مشروب آخر في عام 2022، معظمها من فرنسا، وناشد صانعو الكونياك الفرنسيون في وقت سابق من هذا الأسبوع إنهاء الخلاف.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيطعن في التدابير "التي لا أساس لها" في منظمة التجارة العالمية.
تحقيقات أوروبية
وأطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقاً لمكافحة ما اعتبره "الإغراق في واردات الخشب الرقائقي الرخيص بعد شكاوى من المنتجين المحليين في الكتلة"، مما يفتح جبهة أخرى في صراعه التجاري مع الصين، وفق ما نقلته "فاينانشيال تايمز"، الخميس.
ويقول منتجو الاتحاد الأوروبي إن هناك زيادة في الخشب الرقائقي الصلب الرخيص القادم من الصين، ويعتقدون أن الكثير منه ينشأ في روسيا. حظرت بروكسل واردات الأخشاب الروسية بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من تحركات انتقامية صينية على منتجات مهمة، في حين تزعم بكين أن الاتحاد الأوروبي يتبنى سياسة حمائية. ومع تصاعد التوترات، قدم الجانبان شكاوى لدى منظمة التجارة العالمية.
والمنتجون الرئيسيون للخشب الرقائقي في الاتحاد الأوروبي، هم أساساً في بولندا وفنلندا وفرنسا ودول البلطيق. فيما تشغل هذه الصناعة 10 آلاف شخص، وفق "فاينانشيال تايمز".
واستورد الاتحاد الأوروبي حوالي 750 ألف متر مكعب من الخشب الرقائقي بقيمة 327 مليون يورو في عام 2023، وفقاً لأرقام يوروستات.
وهذا يمثل أكثر من نصف واردات الكتلة و30% من إجمالي سوق الاتحاد الأوروبي.
وفرضت بالفعل العديد من الدول الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة والمغرب وتركيا وكوريا الجنوبية رسوماً جمركية عقابية على واردات الأخشاب الصينية.