تغيير العقيدة النووية.. ورقة إيران الأخيرة في وجه "تهديد وجودي" من إسرائيل

الموقف الرسمي للمرشد "يحرم" السلاح النووي لكن تهديد "أسس الدولة" قد يغير ذلك

time reading iconدقائق القراءة - 17
متظاهرون يلوحون بعلم إيران ويرفعون صورة المرشد الأعلى علي خامنئي خلال الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة في طهران. 11 فبراير 2012 - Reuters
متظاهرون يلوحون بعلم إيران ويرفعون صورة المرشد الأعلى علي خامنئي خلال الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة في طهران. 11 فبراير 2012 - Reuters
دبي -عبد السلام الشامخ

تستعد إسرائيل لجولة جديدة من التصعيد في صراعها طويل الأمد مع إيران، إذ يترقّب الشرق الأوسط والعالم شكل الهجوم الإسرائيلي عقب أحدث هجوم صاروخي شنته طهران ضدها في مطلع أكتوبر الجاري، وما إذا كان سيستهدف المنشآت النووية ومصادر الطاقة، وهو ما قد يدفع الإيرانيين إلى "تغيير عقيدتهم النووية"، وصناعة أسلحة نووية قابلة للنشر، وهي الخطوة التي من شأنها أن تنهي احتكار إسرائيل النووي في المنطقة، وتغير بشكل جذري المشهد الأمني ​​في الشرق الأوسط.

وبعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل، رداً على اغتيال الأمين العام لجماعة "حزب الله" حسن نصر الله، وغيره من قادة الجماعة اللبنانية، دعا وزراء متشددون في حكومة بنيامين نتنياهو إلى استهداف البرنامج النووي الإيراني، التي تعتبره إسرائيل "تهديداً استراتيجياً خطيراً".

في المقابل، هدد عدد من المسؤولين الإيرانيين بالتحول إلى الردع النووي، إذا هاجمت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية.

وقال كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى للسياسة الخارجية ووزير الخارجية الإيراني الأسبق في تصريحات نقلتها "رويترز": "ليس لدينا قرار ببناء قنبلة نووية، ولكن إذا تعرض وجود إيران للتهديد، فلن يكون هناك خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية". ودعا آخرون مقربون من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هذا الأسبوع إلى ضرورة تعديل العقيدة النووية وتحقيق الردع.

وفي الثامن من أكتوبر، أعلن البرلمان الإيراني، تلقيه مشروع قانون لـ"توسيع الصناعة النووية الإيرانية"، والذي سيناقش في البرلمان. ولم تعرف بعد طبيعة هذا التوسع، ومن غير الواضح ما إذا كان سيشمل برنامجاً عسكرياً. ولكن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون تشير إلى أن طهران تريد بعث رسائل استباقية قبل تصعيد الأوضاع.

وتتزايد الدعوات في إيران إلى مراجعة العقيدة النووية للبلاد. ففي هذا الأسبوع، وجّه 40 نائباً في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يتخذ القرارات بشأن السياسة الأمنية العامة للبلاد. وطالبوا المجلس بإعادة النظر في السياسة النووية الحالية، مشيرين إلى أن فتوى خامنئي التي تحرم إنتاج القنبلة النووية قد تكون "عرضة للتغيير بسبب التطورات الحالية".

ولا توجد مؤشرات حالية على أن إيران تسلح برنامجها النووي، لكن الصراع الدائر في الشرق الأوسط أثار المخاوف من أن طهران قد تتجاوز العتبة النووية الخاصة بتخصيب اليورانيوم اللازم لإنتاج سلاح نووي. فكيف قد تتصرف إيران القادرة على امتلاك السلاح النووي؟ يقدم خبراء ومحللون في حديثهم مع "الشرق" وجهات نظر متباينة بشأن التأثير الإقليمي والعالمي المحتمل.

3 ركائز لاستراتيجية الردع الإيرانية

ساعدت الولايات المتحدة في إطلاق البرنامج النووي المدني الإيراني، حيث زودت البلاد بمفاعل يعمل باليورانيوم عالي التخصيب في عام 1967، في عهد حليفها الشاه محمد رضا بهلوي، قبل أن تعلن طهران لاحقاً خططاً لبناء العديد من محطات الطاقة النووية في البلاد، لكن العمل توقف بعد الثورة في عام 1979.

وبعد الثورة، فقدت إيران تفوقها التقليدي، وواجهت سعي جيرانها الإقليميين، بما فيهم العراق، للحصول على الأسلحة النووية واستخدام الأسلحة الكيميائية. لكنها استأنفت عملها النووي بحلول أواخر ثمانينيات القرن الماضي، بدعم من باكستان والصين وروسيا. ويقال إنها سعت إلى برنامج للأسلحة النووية حتى عام 2003، عندما غزت الولايات المتحدة العراق، وأطاحت بنظام صدام حسين، وفق المجلس الأطلسي للدراسات.

وتستند استراتيجية الدفاع الوطني الإيرانية الحالية، والمعروفة أيضاً باسم استراتيجية "الدفاع الأمامي"، إلى 3 ركائز: برنامج نووي متقدم، وصواريخ باليستية، وقوات بالوكالة. وتشكل هذه الركائز الثلاث مجتمعة جوهر استراتيجية الردع الإيرانية، وأي ضعف كبير في فعاليتها قد يغير الحسابات النووية لطهران.

ويشير الخبير الإيراني صالح القزويني في حديثه مع "الشرق"، إلى أن هناك تطوراً محتملاً آخر قد يغير حسابات طهران النووية، وهو شن هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية والبنية الأساسية النووية، سواء من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل.

ويعتقد أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية كبيرة تضم 90 رأساً نووياً وأكثر من 200 مخزون من المواد الانشطارية، وفقاً لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

وفي حين لم تطور إيران أسلحة نووية بعد، إلا أن لديها برنامجاً نووياً يخضع للتدقيق من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وشركائها لسنوات، على الرغم من تأكيدات طهران بأنه لأغراض غير عسكرية.

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في عام 2018 خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترمب، أحرزت إيران تقدماً كبيراً في برنامجها النووي، لكنها لم تخصب اليورانيوم إلى درجة صنع الأسلحة بعد، وفق تقديرات استخباراتية أميركية.

استراتيجية مقيدة بفتاوى المرشد

ويشير القزويني إلى أنه "إذا انخرطت إسرائيل وإيران في حرب مطولة، ورأت إيران أن احتكار إسرائيل للأسلحة النووية يشكل تهديداً وجودياً يحد من الاستجابة العسكرية الإيرانية، فقد تمارس القيادات العسكرية ضغوطاً كبيرة لإلغاء "الفتوى" التي تحرم الأسلحة النووية.

وحذر وزير الاستخبارات السابق محمود علوي في فبراير 2021، من أن "الأسلحة النووية تتعارض مع الشريعة الإسلامية، ولن تسعى الجمهورية إلى الحصول عليها. ولكن إذا حاصرت قطة، فقد تتصرف بشكل مختلف عن قطة تتجول بحرية. وإذا دفعوا إيران في هذا الاتجاه، فلن يكون ذلك خطأها، بل خطأ أولئك الذين دفعوها".

وفي أبريل الماضي، قال قائد الحرس الثوري المسؤول عن أمن البرنامج النووي الإيراني، إن تحرك إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يدفع إيران إلى "مراجعة عقيدتنا النووية والانحراف عن اعتباراتنا السابقة". وأضاف أن إيران سوف ترد على أي ضربة تشنها إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية بضربة من جانبها. وتابع: "نحن نعرف بالضبط أين توجد المواقع النووية الرئيسية للعدو".

وتبعد إسرائيل عن مواقع البرنامج النووي الإيراني مسافة 1500 كيلومتر أو أقل. وتنتشر هذه المنشآت في مختلف أنحاء إيران، وهي محصنة ومحمية. وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت تقارير متكررة تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني ما زال يتقدم: فقد حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أواخر شهر مايو الماضي، من أن إيران تمتلك ما يكفي من المواد لإنتاج ثلاثة رؤوس نووية على الأقل. 

أسس العقيدة النووية الإيرانية

الخبير الإيراني صالح القزويني، أكد في حديثه لـ"الشرق"، أن "أساس العقيدة الإيرانية العسكرية هي الدفاع وليس الهجوم، بمعنى أن إيران لن تبادر إلى حرب أو احتلال أراضي، ما لم تتعرض إلى هجوم، فهي لا تهاجم بتاتاً، ولا تحتل بتاتاً ما دامت لم تتعرض لأي عدوان"، معتبراً أن "التجربة الإيرانية برهنت خلال السنوات الماضية أن طهران تعرضت لهجوم وردّت على الهجوم فقط، ولم تبادر بمهاجمة أحد".

أما بالنسبة للعقيدة النووية، يضيف القزويني، "فيمكنها أن تتغير باتجاه امتلاك السلاح النووي، في حال اقتنعت القيادة العامة، خاصة المرشد الأعلى بأن إيران تتعرض إلى هجوم وعدوان واسعين يهددان أسس الدولة وركائز الثورة الإسلامية".

 وبموجب الدستور الإيراني، يعتبر المرشد الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وله الكلمة الأخيرة في أي عمل عسكري خارج حدود إيران. 

ويتضمن الموقع الرسمي للمرشد الأعلى عدة صفحات مخصصة لشرح موقفه من الأسلحة النووية، مع سرد كل التعليقات التي أدلى بها بشأنها. ومن بين 85 اقتباس، استُخدِمت كلمة "حرام" 3 مرات فقط، وكانت حصرية فيما يتصل بـ"استخدام الأسلحة النووية"، وليس إنتاجها أو تخزينها. كما وصف مرتين "استخدام" أسلحة الدمار الشامل بأنه "خطيئة كبرى".

وفي نفس الصفحة، الاقتباس الوحيد الذي يتضمن مصطلح "فتوى" يأتي من خطاب ألقاه في عام 2015، وينص على: "نحن لا نريد سلاحاً نووياً. ليس بسبب ما يقولونه، بل بسبب أنفسنا، وبسبب ديننا، وبسبب أسبابنا العقلانية. هذه هي فتوانا الدينية وفتوانا العقلانية. فتوانا العقلانية هي أننا لسنا بحاجة إلى أسلحة نووية اليوم أو غداً أو أبداً. الأسلحة النووية مصدر متاعب لبلد مثل بلدنا".

وفي هذا الصدد، يقول القزويني إن "الإيرانيين يعتقدون أن امتلاك السلاح النووي يمنع العدو من مهاجمتهم"، مشيراً إلى أنه بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، لم يكن الرد الإيراني أساساً متكافئاً مع الجريمة التي اقترفتها إسرائيل داخل أرض لها سيادتها، كما أن الجريمة كانت ضد مواطن أجنبي وليس إيراني، وعلى عكس من ذلك، فإذا استهدفت (إسرائيل) المفاعل النووية الإيرانية، سيكون الرد مغايراً وكبيراً، ولن يكون له حدود".

لكن المحلل الأميركي المتخصص في الشأن الإيراني، جيسون برودسكي، يقلل في حديثه مع "الشرق" من قدرات إيران النووية، وقال إن النظام ومؤسسة المرشد الأعلى "أكثر هشاشة مما يدركه كثيرون، فقد تزايدت مظالم الشعب الإيراني تجاه النظام؛ وتآكلت قدرته على الردع بـ(حزب الله)؛ وهناك جنون عظمة شديد داخل القيادة الإيرانية"، وفق تعبيره.

وشدد برودسكي في حديثه، على أن "إسرائيل تستطيع  إحداث الضرر، لكنها ستحتاج إلى مساعدة من الولايات المتحدة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية".

ويشير برودسكي وهو مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، إلى أن تغيير العقيدة النووية الإيرانية يرتبط بما إذا كانت إيران تخشى من تهديد عسكري موثوق من جانب الولايات المتحدة، وقال: "إذا كانت إيران تخشى أن تستخدم الولايات المتحدة القوة العسكرية لتدمير برنامجها، فإن هذا من شأنه أن يدفع طهران إلى التفكير مرتين قبل تسليح برنامجها النووي".

وعن إلغاء فتوى المرشد بشأن تحريم السلاح النووي، قال المحلل الأميركي، إنه "يمكن تغيير الفتوى من قبل خامنئي بناءً على الظروف المتغيرة"، مضيفاً "في النهاية ما سيغير خريطة الشرق الأوسط هو تغيير النظام في إيران".

ويتخذ خامنئي كل القرارات الرئيسية في طهران، "لكنه يفضل أن يعطي الانطباع بأن الآخرين هم من يبادرون إلى اتخاذ الإجراءات. إذا فشل شيء ما، يمكنه تحويل اللوم؛ وإذا نجح، ينسب الفضل لنفسه. وقد شوهد هذا النمط من قبل، بما في ذلك خلال المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي في عام 2015 مع القوى العالمية"، حسبما يرى مركز stimson للدراسات الاستراتيجية.

ماذا تحتاج إيران لتطوير سلاح نووي؟

قال محللون إن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح في غضون بضعة أشهر، على الرغم من اعتراف الكثيرين بأن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول لتصنيع سلاح نووي.

وبشأن ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية المحتملة تؤثر على وصول إيران إلى قدرات صنع قنبلة نووية، قال برودسكي إن "الحرب لن تؤخر أي شيء يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. فالوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج قنبلة نووية (أو الوقت اللازم لإنتاج الوقود الكافي لصنع قنبلة نووية) يبلغ نحو أسبوع، ثم تحتاج طهران إلى نحو عام كامل لتحويل هذا الوقود إلى سلاح وتركيبه على نظام الإطلاق".

كان أحد أهداف الاتفاق النووي، الذي أبرمته القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، مع إيران في عام 2015 هو وضع قيود على نشاطها النووي بحيث يستغرق الأمر من إيران عاماً على الأقل لإنتاج سلاح، مما يمنح الحكومات الغربية قدراً لا بأس به من التحذير للرد.

ومع ذلك، في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، وسعت إيران من أنشطتها في تخصيب اليورانيوم، وقيّدت عمليات التفتيش الدولية لمنشآتها النووية، وكان آخرها في عام 2021. في يونيو 2024، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن إيران يمكن أن تنتج المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح في "أسبوع أو أسبوعين".

وتشير التقديرات الغربية إلى أن إيران تقترب بشكل واضح من امتلاك الأسلحة النووية، ولكنها حتى الآن امتنعت عن تجاوز الخط الأحمر. لكن المسؤولين الإيرانيين يتصرفون ويتحدثون بالفعل كما لو كانت إيران تمتلك عتبة القدرة النووية، ويزعمون أنهم يمتلكون كل العناصر التقنية اللازمة لامتلاك الأسلحة النووية. فضلاً عن ذلك فإنهم يهددون باستخدام الأسلحة النووية إذا تعرضوا للهجوم، ويعربون عن رضاهم عن التأثير الرادع الذي حققوه بالفعل.

وصرح علي أكبر صالحي، الرئيس السابق للوكالة النووية الإيرانية في فبراير 2024: "نحن نمتلك جميع مكونات العلوم والتكنولوجيا النووية. لقد عبرنا جميع الخطوط، وتغلبنا على جميع العقبات. الأمر أشبه بامتلاك جميع الأجزاء لبناء سيارة: لدينا الهيكل والمحرك وناقل الحركة وكل شيء. كل مكون يخدم غرضه، وكل شيء في أيدينا".

وفي أبريل 2024، نشر عضو مجلس الشورى الإيراني جواد كريمي قدوسي على منصة "إكس" عن قدرة الأسلحة النووية، "إذا صدر الإذن، فسيستغرق الأمر أسبوعاً واحداً لإجراء الاختبار الأول".

وقال الخبير الإيراني صالح القزويني، إنه "ما دامت فتوى المرشد الأعلى لازالت قائمة، فلن تلجأ إيران إلى تصنيع القنبلة النووية"، مضيفاً أنه "عندما يصدر خامنئي فتوى في هذا الإطار، ويسمح بامتلاك القنبلة يمكن القول أن إيران غيرت فعلاً استراتيجيتها وعقيدتها النووية".

وعن تقييمات الاستخبارات الأميركية بشأن اقتراب إيران من صنع القنبلة النووية، قال القزويني إن "هذه مكيدة خارجية من أجل إيقاع إيران في الفخ ولتحريض المجتمع الدولي ومجلس الأمن ضد إيران، وشن حرب عليها، بذريعة أنها تتوفر على سلاح نووي"، معتبراً أن "الحديث عن قنبلة نووية هو مؤجل، ولن يكون ما دامت فتوى المرشد موجودة".

ويقول القزويني: "لقد ظل خامنئي يردد باستمرار على الأقل خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية، أن إنتاج الأسلحة النووية يتعارض مع التعاليم الإسلامية، وبالتالي، فإن إيران لن تنتهج مثل هذا المسار أبداً".

وفي مقابلة أجريت معه عام 2012 مع مجلة "مهرنامة" المحلية، روى الرئيس السابق حسن روحاني، تفاصيل محادثات عام 2004 مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وزعم أنه أخبرهم أن المرشد الأعلى "أصدر فتوى، وأعلن أنه من المحرم امتلاك قنبلة. هذه الفتوى أكثر أهمية بالنسبة لنا من معاهدة منع الانتشار النووي والبروتوكول الإضافي. إنها أكثر أهمية بالنسبة لنا من أي قانون".

وأضاف روحاني، أنه كان يشير إلى التعليقات التي أدلى بها المرشد الأعلى قبل صلاة الجمعة في طهران، عندما قال خامنئي "لا، نحن لا نفكر في الأسلحة النووية. لقد قلت مرات عديدة أن سلاحنا النووي هو هذه الأمة. أسلحتنا النووية هي هؤلاء الشباب. نحن لا نريد أسلحة نووية. الدولة التي لديها الكثير من المؤمنين الشباب، وهذه الأمة الموحدة لا تحتاج إلى أسلحة نووية".

وفي هذا الصدد، يشير المحلل الإيراني حكم أمهز في حديثه مع "الشرق"، إلى أن هناك تيارات داخل المجتمع الإيراني تدعو إلى تغيير العقيدة النووية على اعتبار أن إسرائيل والولايات المتحدة تملكان السلاح النووي، وذلك من أجل تحقيق التوازن في الردع الاستراتيجي بين الطرفين، حتى لا تصل الأمور إلى حرب.

"متغيرات كبرى"

واعتبر أمهز أن المنطقة أمام "متغيرات كبرى" في ظل حديث نتنياهو عن شرق أوسط جديد بقيادة إسرائيل، لأنه يعتبرها القوة الأساسية في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه التحديات دعت إلى تطور الموقف الإيراني.

وشدد على أن "خامنئي هو الوحيد الماسك بمفاتيح تغيير العقيدة النووية، وحتى الآن، ليس هناك موقف رسمي بشأن الموضوع، هي مجرد تصريحات لمسؤولين مقربين من خامنئي، وهي لا تمثل الموقف الرسمي".

وقال في حديثه مع "الشرق"، إن "مراجعة فتوى أمر ممكن"، وذلك وفق العقيدة المذهبية للشيعة، مشيراً إلى أن "خامنئي أصدر فتوى تقول إنه من أوجب الواجبات الحفاظ على الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهما كلف الثمن".

وأضاف: "أمام التحديات الكبرى الآتية تحديداً من إسرائيل والولايات المتحدة قد نكون أمام ضرورة تغيير هذه الفتوى، ولكن سلطة التعديل والإلغاء تظل حصراً في يد المرشد".

تصنيفات

قصص قد تهمك