قال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، توماس هالدينوانج، الاثنين، إن بلاده نجت بصعوبة من حادث تحطم طائرة في وقت سابق من العام الجاري بعد أن اشتعلت النيران في طرد كان موجهاً إلى عنبر الشحن قبل الرحلة، في عمل تخريبي مشتبه به، محذراً من زيادة كبيرة في "السلوك العدواني" من قبل عملاء روسيا، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز".
وذكر هالدينوانج، خلال إحاطة قدمها أمام البوندستاج (البرلمان) الألماني، أن "الكارثة تم تجنّبها بصعوبة بعد اشتعال الطرد على الأرض في مركز لوجستي لشركة DHL في لايبزيج بدلاً من أن يكون على متن الطائرة، كما كان مخططاً له". ولم يذكر ما إذا كانت طائرة ركاب أم شحن.
وقال إنه إذا اشتعلت النيران في الطرد أثناء الرحلة "فإن ذلك كان ليؤدي إلى تحطم الطائرة".
وفي حين لم يذكر هالدينوانج أسماء الجناة المشتبه بهم، قالت وكالة الأنباء الألمانية DPA، إن أجهزة الأمن تعمل على افتراض أن الهجوم مرتبط بروسيا. ولم يتضح لمن أُرسل الطرد، وفق "فاينانشيال تايمز".
وفي ظهوره أمام أعضاء البرلمان، أصدر هالدينوانج ورؤساء أجهزة الاستخبارات الألمانية الآخرون، أحدث تحذير غربي بأن "الكرملين كثف بشكل كبير من جهوده لزعزعة الاستقرار، مع زيادة محاولات أعمال التجسس والتخريب "كمياً ونوعياً" في ألمانيا.
وقال: "نحن نلاحظ سلوكاً عدوانياً من قبل أجهزة الاستخبارات الروسية"، مضيفاً أن موسكو "تعرض حياة الناس للخطر". وحذر: "إنه يؤثر على جميع مجالات مجتمعنا الحر".
وقال برونو كال، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، إن استعداد الكرملين للقيام بعمل سري وصل إلى "مستويات غير معروفة".
اختبار الخطوط الحمراء للغرب
وأضاف كال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المرجح أنه "يختبر الخطوط الحمراء للغرب"، قائلاً إن هناك خطراً كبيراً من زيادة التصعيد في المواجهة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
وقالت مارتينا روزنبرج، رئيسة جهاز مكافحة التجسس العسكري الألماني، إنها تشعر بالفزع إزاء محاولات أجهزة الاستخبارات الأجنبية التجسس على الجيش. وقالت روزنبرج إن هناك جهوداً لجمع المعلومات بشأن عمليات تسليم الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا، فضلاً عن مشاريع التدريب.
وتعد ألمانيا واحدة من أكبر الموردين الدوليين للأسلحة إلى كييف، كما أنها موطن لسلسلة من معسكرات تدريب، حيث يتعلم الجنود الأوكرانيون كيفية تشغيل المعدات العسكرية الغربية. وأضافت روزنبرج أن موسكو تسعى أيضاً إلى "خلق شعور بعدم الأمان من خلال أعمال التخريب".
وتأتي التحذيرات الألمانية في أعقاب تحذيرات مماثلة من وكالات استخبارات غربية أخرى بشأن أنشطة روسيا ودول معادية أخرى على الأراضي الأوروبية.
وقال رئيس جهاز المخابرات البريطاني MI5، كين ماكالوم، الأسبوع الماضي إن روسيا كانت في "مهمة لنشر الفوضى" في شوارع بريطانيا، وأن إيران كانت تحرض على مؤامرات قاتلة "بوتيرة ونطاق غير مسبوقين".
ودق المسؤولون الغربيون ناقوس الخطر بشأن سلسلة من محاولات التخريب الروسية المشتبه بها هذا العام. وفي مارس الماضي، اشتعلت النيران في مستودع في لندن تابع لشركة مرتبطة بأوكرانيا في هجوم متعمد مشتبه به. وفي مايو الماضي، اتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك موسكو بالوقوف وراء حريق في مركز تسوق في وارسو.
كما تعرضت ألمانيا لسلسلة من الهجمات المشتبه بها. ففي أبريل الماضي، ألقي القبض على عميلين روسيين مشتبه بهما بتهمة التخطيط لإشعال الحرائق وتفجير أهداف عسكرية ومصانع أسلحة.
وفي أغسطس الماضي، تم إغلاق قاعدة عسكرية في غرب ألمانيا لعدة ساعات بعد محاولة مشتبه بها لتلويث إمداداتها من مياه الشرب.
وكانت إحدى أخطر هذه الحوادث، استهداف أرمين بابرجر، الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال الألمانية لإنتاج الأسلحة، التي زودت شركتها أوكرانيا بقذائف مدفعية ومركبات عسكرية. وقد اكتشفت المخابرات الأميركية المؤامرة قبل تنفيذها.