حرب غزة بعد اغتيال السنوار.. انفراجة أم مواصلة القتال؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود إسرائيليون بالقرب من مركبة عسكرية بقطاع غزة. 13 سبتمبر 2024 - Reuters
جنود إسرائيليون بالقرب من مركبة عسكرية بقطاع غزة. 13 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

يقف مستقبل قطاع غزة على مفترق طرق، فبعد أن انحرف الصراع والمفاوضات بشأن حرب غزة نحو مسار غارق في القتل والتهجير، جاء إعلان الجيش الإسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، يحيى السنوار، حدثاً من الممكن أن يغير واقعاً مريراً، إذ تواصل إسرائيل القتل، وتجلس على طاولة المفاوضات ثم ترفض كل المبادرات الساعية لوقف إطلاق النار.

واعتبر خبراء سياسيون في تصريحات لـ"الشرق" أن الفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،  لديه فرصة للظهور بمظهر المنتصر، في ظل الضغوط الداخلية التي تطالبه بإبرام صفقة لإنهاء الحرب وإطلاق المحتجزين.

ولم يستبعد الخبراء استمرار القتال، نظراً لأن حركة "حماس" ستعيد ترتيب صفوفها، متوقعين عدم تغير الشروط، خاصة مع استمرار الغموض بشأن حياة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وقال أندرو جيه تابلر، كبير المستشارين لشؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية سابقاً، لـ"الشرق": "اغتيال السنوار يمنح نتنياهو انتصاراً مؤقتاً، في حين لا ترغب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في رؤية المزيد من التصعيد".

وأشار تايلر إلى أن الإدارة الأميركية تشجع الحكومة الإسرائيلية على استغلال الفرصة لحل الوضع القائم في غزة، لكنه نبه إلى أن هذا لا يعني أن الحرب مع "حزب الله" في لبنان ستتوقف. 

وأوضح محمد الأخرس، الخبير السياسي، لـ"الشرق" أن اغتيال السنوار لا يعني السماح لإسرائيل بتحقيق أهدافها السياسية، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لإعادة غزة إلى ما قبل عام 2005 واحتلالها مجدداً. 

وأضاف الأخرس، أن "حماس" بذلت جهوداً مكثفة لوقف الحرب، وسعت إلى الحل السياسي من خلال اتفاق إقليمي يتضمن الإفراج عن الأسرى، لكن المفاوضات قوبلت برفض من إسرائيل التي تصر على الحل العسكري، وتروج لما تسميه "النصر المطلق".

وأشار إلى أن "حماس" لم تستسلم رغم عدم تكافؤ القوى، لكنه رأى أن اغتيال السنوار يزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي، لافتاً إلى أن المفاوضين الإسرائيليين في حالة استنفار، محاولين إيجاد آلية لاستكمال المفاوضات، مع استبعاد تقديم الجانب الفلسطيني أي تنازلات.

الضغوط الإسرائيلية

الأصوات التي تضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ازدادت حدتها بعد إعلان اغتيال السنوار، وقال الدكتور جمال زحالقة، محاضر في الدراسات الإسرائيلية، إن هناك دعوات واضحة داخل إسرائيل لوقف الحرب مقابل تحرير المحتجزين، إلا أنه استبعد تبني الحكومة الإسرائيلية لهذا التوجه.

وأشار زحالقة إلى أن "معظم الجنرالات الإسرائيليين طرحوا خطة لإنهاء الحرب، تتضمن تحرير المحتجزين الإسرائيليين، وتقديم بعض التنازلات، والتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار". 

وأضاف أن "تراجع إسرائيل في هذه المرحلة وهي في موقع المنتصر ربما يكون أقل وطأة من تراجعها في ظل وجود السنوار".

واعتبر زحالقة أن الوقت الحالي يشير إلى إمكانية استغلال هذه الفرصة، وأن نتنياهو يبدو وكأنه يبحث عن حل بعد اغتيال السنوار، لكنه ربما يواصل الحرب.

وتوقع ألا تغير "حماس" موقفها في ما يخص صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، لكنه لم يستبعد أن يؤدي اغتيال السنوار إلى فرض مفاهيم إسرائيلية جديدة في الصفقة.

ووصف رزق الخوالدة، خبير عسكري واستراتيجي، إدارة ملف المحتجزين بأنها معقدة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة، ما يستوجب التعامل بحذر مع هذا الملف. 

وتوقع الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، وديع عواودة، أن يواصل نتنياهو الحرب لتحقيق مصالحه الشخصية، دون مراعاة المصالح العليا لإسرائيل.

مستقبل حركة حماس

وفي ما يتعلق بمستقبل حركة "حماس" بعد اغتيال السنوار، استبعد الأخرس أن تؤدي هذه العملية إلى نهاية الحركة، مؤكداً أن الحركة تمتلك رؤية واضحة، ولا تتغير بتغير القيادات، وأن لديها المئات من القيادات الميدانية المؤهلة.

وأوضح الأخرس أن إسرائيل منذ عام 1948 نفذت أكثر من 2000 عملية اغتيال لقيادات فلسطينية وعربية، لكن هذه الاغتيالات لم تحقق النتيجة السياسية المرجوة من قبل الجانب الإسرائيلي.

وأوضح أن "حماس" تعتمد على الشورى داخل التنظيم، وأن مجالسها الحركية تشمل الهيئات المدنية، فيما رجح زحالقة قدرة الحركة على ترتيب صفوفها وتعيين قائد جديد، واستمرارها في المفاوضات مستقبلاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك