قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن شركات دول "البريكس" تتعاون بنجاح مع بعضها البعض وتنفذ مشاريع مشتركة، مشيراً إلى أن إجمالي الناتج المحلي لدول المجموعة يتجاوز مؤشرات دول مجموعة السبع ويستمر في النمو بخطى ثابتة، وفق ما أوردته وكالة "سبوتنيك".
ولفت بوتين، في الجلسة العامة لمنتدى أعمال "بريكس" في موسكو، إلى أهمية الشراكة الاقتصادية الوثيقة بين دول "البريكس"، مؤكداً أن العمل المشترك يحقق نتائج ملموسة، مضيفاً: "ستحقق مجموعة البريكس معظم النمو الاقتصادي العالمي في السنوات المقبلة بفضل حجمها ونموها السريع نسبياً مقارنة مع الدول الغربية المتقدمة".
وقال بوتين إن "الدول الأعضاء في جمعيتنا هي في الأساس محركات النمو الاقتصادي العالمي. وفي المستقبل المنظور، ستولد البريكس الزيادة الرئيسية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي".
ونوه بوتين إلى أن بنك التنمية الجديد التابع لبنك التنمية الآسيوي هو بديل لآليات التنمية الغربية، وأن روسيا تعمل على توسيع قدرات بنك التنمية الجديد، فيما أكد أن روسيا تقوم بتجديد أسطول كاسحات الجليد الخاص بها، وتحديث إنشاءات الأقمار الاصطناعية، بالإضافة إلى إطار تطوير الطريق البحري الشمالي.
ويخصص منتدى أعمال "بريكس" للتعاون المالي والاستثماري والتجارة الدولية والخدمات اللوجستية وتطوير الأعمال التجارية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي، ويعقد المنتدى قبيل انطلاق قمة "بريكس 2024" التي تستضيفها روسيا، في مدينة قازان، في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري.
ويحرص بوتين على بناء مجموعة البريكس، التي توسعت لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات، بالإضافة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، كثقل موازن قوي للغرب في السياسة العالمية والسياسة العالمية.
مشاركة الإمارات ومصر
ويبدأ رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد زيارة رسمية لروسيا في 21 أكتوبر، لحضور قمة "البريكس".
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن المشاركة تعد "الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة بريكس".
بدوره، ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة مسجلة خلال منتدى أعمال تجمع "البريكس"، أثنى خلالها على الاجتماعات، التي استضافتها مختلف المدن الروسية، وساهمت في تعميق أواصر العلاقات والتعاون.
وجاء في البيان أن هذا المنتدى "يعقد في وقت يشهد العالم فيه تحديات وأزمات دولية متعاقبة وغير مسبوقة تتطلب تكاتف جميع الجهود لإيجاد حلول فاعلة لها، بالإضافة إلى تكثيف العمل على دفع مسيرة التنمية المستدامة، وهي مسؤولية مشتركة في المقام الأول يضطلع فيها القطاع الخاص ومجالس الأعمال بدور رئيسي باعتبارهم شركاء لا غنى عنهم في ذلك الصدد".
وأضاف أن هذا المنتدى يمثل "منصة مهمة تتيح استشراف مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية، بين دول التجمع وتعزيز التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص عبر استثمار المميزات التنافسية لكل دولة، لتدشين مشروعات مشتركة تسهم في إثراء التكامل الاقتصادي بين دول التجمع".
وتابع: "يعظم دور البريكس كتكتل اقتصادي بارز في زيادة النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في ظل ما تمتلكه دولنا من فرص اقتصادية واستثمارية هائلة، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والتحول الرقمي والصناعات التحويلية التي أضحت من أهم ركائز تحقيق التنمية".
ولفت الرئيس المصري إلى إنجازات بلاده في مجال الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة وصولاً إلى اقتصاد أكثر استدامة وقدرة على الصمود في مواجهة الأزمات.
واستعرض في هذا الإطار ما اتخذته الحكومة المصرية مؤخراً من خطوات لتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص في قيادة التنمية الاقتصادية، فضلاً عن تذليل العقبات التي تواجه المستثمرين.
ومن أبرز تلك الإصلاحات "فرض سقف على الاستثمارات الحكومية بهدف إتاحة المزيد من الفرص للقطاع الخاص، ومواصلة تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية في إطار وثيقة ملكية الدولة، إلى جانب تقديم حزمة من الإعفاءات الجمركية والحوافز الضريبية التي تستهدف تبسيط الإجراءات البيروقراطية."
وشدد على دور مصر في تطوير قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الاستمرار في تنفيذ مشاريع البنية التحتية العملاقة وتطوير منظومة النقل والمواصلات والموانئ، في مختلف أنحاء البلاد.
وأضاف: "لعل من أبرز المشاريع المصرية الطموحة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تنطوي على فرص استثمارية كبيرة، سواء من حيث ما توفره من قاعدة صناعية متنوعة أو مميزات تصديرية لجميع مناطق العالم في ضوء عضوية مصر، في العديد من الاتفاقيات ومناطق التجارة الحرة الإقليمية التي تجعل من مصر، المسار الأفضل للنفاذ إلى الأسواق الواعدة، خاصة بالقارة الإفريقية، التي أضحت قارة المستقبل، في ضوء ما تمتلكه من فرص اقتصادية واستثمارية وكثافة شبابية تصل إلى حوالى 65% من سكانها"
ما جدول منتدى "البريكس"؟
وتقدم موسكو، في القمة المقررة الأسبوع المقبل، دليلاً على فشل الجهود الغربية لعزل روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، إذ تسعى إلى إقناع دول "البريكس" ببناء منصة بديلة للمدفوعات الدولية تكون محصنة ضد العقوبات الغربية، عندما تستضيف زعماء المجموعة في قمة الأسبوع المقبل، بحسب "رويترز".
وتستخدم المنصة تقنية Blockchain لتخزين ونقل الرموز الرقمية المدعومة بالعملات الوطنية، وهذا بدوره سيسمح بتبادل تلك العملات بسهولة وأمان، متجاوزاً الحاجة إلى المعاملات بالدولار.
وترى روسيا أن المنصة وسيلة لحل المشاكل المتزايدة في تسوية المدفوعات التجارية، حتى مع الدول الصديقة مثل الصين، حيث تخشى البنوك المحلية من احتمال تعرضها لعقوبات ثانوية من قبل الولايات المتحدة.
ومن بين المبادرات الأخرى لتسهيل التجارة والاستثمار، تقترح روسيا إنشاء منصة "BRICS Clear" لتسوية التجارة في الأوراق المالية.
وتدعو الوثيقة إلى تحسين التواصل بين وكالات التصنيف الائتماني في الدول الأعضاء، وإلى منهجية مشتركة للتصنيف، لكنها لم تصل إلى حد اقتراح وكالة تصنيف مشتركة لمجموعة "البريكس"، وهي الفكرة التي ناقشتها المجموعة في وقت سابق.
وتحض روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، أيضاً على إنشاء بورصة لتجارة الحبوب في مجموعة "البريكس"، بدعم من وكالة تسعير لإنشاء بديل للبورصة الغربية، حيث يتم تحديد الأسعار الدولية للسلع الزراعية.