اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا إيلاند، أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "لن يغيّر الواقع"، محذراً من أن المحتجزين الإسرائيليين في القطاع قد يواجهون الموت، بسبب الإصرار على هذه الحرب.
ويلقّب إيلاند بـ"صانع خطة الجنرالات"، التي تقضي بإخلاء شمال قطاع غزة قسراً من الفلسطينيين، قبل حصاره ووضع عناصر حركة "حماس" تحت خيار الموت او الاستسلام.
وقال إيلاند في مقالة على صحيفة "يديعوت أحرونوت": "إذا واصلنا القتال في غزة لمدة 6 أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك، سيحدث شيئان فقط: سيموت جميع المحتجزين، وسيسقط المزيد من جنودنا".
وأضاف: "صحيح أنه من الممكن محاولة تحسين شروط الصفقة، خاصة فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مختطف حي، ولكن ليست هناك حاجة للإصرار على الهراء، وخاصة بشأن فيلادلفيا"، في إشارة إلى المحور الذي يفصل قطاع غزة بالأراضي المصرية، والذي تصر حكومة بنيامين نتنياهو على البقاء فيه.
"4 أسباب لإنهاء حرب غزة"
وإلى جانب ما وصفها بـ"الحاجة الماسة لإنقاذ المختطفين في الفرصة الأخيرة"، اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن "هناك 4 أسباب أخرى على الأقل تجعل هذه هي الخطوة الصحيحة"، في إشارة إلى ضرورة إنهاء الحرب على غزة.
وقال إن السبب الأول هو "موت جنودنا، أفضل أبنائنا، وبسبب الإصابات الخطيرة التي يتعرضون إليها"، مضيفاً أن "هؤلاء الشباب يفقدون أطرافهم، أو أبصارهم، ويتم تدمير عالمهم".
وتابع: "قبل 13 شهراً، كان الشعب الإسرائيلي بأسره يبكي لعدة أيام على كل جندي يسقط، ولكن يبدو أننا فقدنا ذلك، قلوبنا أصبحت قاسية لموت جنودنا".
والسبب الثاني لإنهاء الحرب وفق إيلاند، هو "العبء الكبير على الجنود، أولئك الذين هم في الخدمة النظامية، ولكن بشكل رئيسي جنود الاحتياط"، مشيراً إلى أنه "غالباً ما يكون وضعهم العائلي والاقتصادي معقداً، وسيبقى الحمل عليهم مرتفعاً على أي حال"، ونصح بـ"تخفيفه قدر الإمكان".
أما السبب الثالث فهو "العبء الاقتصادي"، إذ اعتبر "صانع خطة الجنرالات"، أن "كل يوم من القتال يكلف حوالي نصف مليار شيكل (133 مليون دولار)"، وأضاف: "صحيح أن الجهد الرئيسي الآن في لبنان، لكن كل شيكل نهدره اليوم سنفتقده بشدة غداً".
والسبب الرابع هو "موقف العالم" الذي "يصرخ من أجل إنهاء الحرب في غزة"، وقال: "هناك فهم أكبر في العالم لماذا تقاتل إسرائيل في لبنان، وحتى مباشرة ضد إيران، لكن لا أحد يفهم ما نريد تحقيقه في غزة"، مضيفاً: "إذا واصلنا القتال في غزة لمدة 6 أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك".
"استمرار الحرب.. موت جميع المحتجزين"
وقال جيورا إيلاند إن استمرار الحرب في غزة "سيحدث شيئان فقط: سيموت جميع المحتجزين وسيسقط المزيد من جنودنا، والواقع في قطاع غزة لن يتغير"، زاعماً أنه "طالما دخلت كميات كبيرة من الإمدادات إلى غزة، وطالما أن حماس توزعها على السكان، وطالما أن حماس تزداد ثراءً من هذه العملية، ومع الأرباح تجند المزيد من المقاتلين، سيكون لديها دائماً المئات الذين سيواصلون القتال، حتى لو لم يكن لديهم تسلسل قيادي فعال".
وبشأن الاتفاق مع "حماس"، دعا إيلاند إلى "المطالبة فقط بعودة المختطفين، ولكن في مواجهة اللاعبين الآخرين، مع التركيز على الولايات المتحدة ومصر وقطر، يجب الإصرار على شيء آخر: لن تسمح إسرائيل بإعادة إعمار غزة إلا إذا تم تنفيذها بالتوازي مع مشروعها لنزع السلاح"، مضيفاً أن "حماس لن تتمكن من إعادة بناء قوتها ما لم يكن هناك مشروع ضخم لإعادة الإعمار هناك، ولن نسمح بذلك دون آلية تدمر بشكل منهجي ما تبقى من البنية التحتية العسكرية".
ويعتقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق أنه "قد تكون هناك خيبة أمل بين سكان غزة إلى حد التمرد ضد حماس، لكن هذا لن يحدث طالماً استمرت الحرب، وطالما أن قوات الجيش الإسرائيلي موجودة في قطاع غزة"، معتبراً أن "الثورة قد تحدث عندما يدرك السكان أنه بسبب حماس، تم منع إعادة إعمار قطاع غزة".
وقال إن "الحرب التي تهدف إلى إزالة التهديد أمر ضروري، وما يبرر ذلك هي التكاليف الباهظة التي تنطوي عليها"، ولكنه اعتبر أنه "ليس هذا هو الوضع في غزة، بعد إزالة التهديد الحقيقي".
وأضاف أنه "لا يمكن تأجيل عودة المحتجزين، وإذا تصرفنا بشكل صحيح، فلن تتمكن حماس بعد الآن من بناء قوتها، لذلك، يجب أن نسعى جاهدين لإنهاء الحرب في غزة".
وزعم إيلاند أن لإسرائيل "7 جبهات مفتوحة أخرى، بما في ذلك الحدود الأردنية"، وأضاف: "لقد حان الوقت لكي نحاول إنهاء الحرب حيثما تكون التكلفة أكبر من أي فائدة".
وعبّر عن أسفه لأن "الحكومة الإسرائيلية لا تتبع هذا المنطق، ولا تجتمع حتى لمناقشة تهدف إلى الاختيار بين بديلين: استمرار الحرب في غزة حتى النصر النهائي، أو الاستعداد لإنهاء الحرب في غزة مقابل عودة جميع المحتجزين".