أعلنت إسرائيل، السبت، انتهاء هجومها على إيران، بعد شن 3 موجات من الضربات استهدفت منصات إطلاق صواريخ وعدداً من القواعد العسكرية، محذّرة طهران من أن ممارستها لمزيد من العمليات التصعيدية يعد "خطأً" سترد عليه، وذلك في أحدث تطور في الصراع المتصاعد بين الخصمين، بينما أكدت طهران محدودية الأضرار الناتجة عن الضربات الإسرائيلية متوعدة بـ"رد متناسب".
وشنت إسرائيل هجوماً على 3 مراحل، مشيرة إلى استهداف مواقع عسكرية، فيما قال مسؤولان إسرائيليان إن الهجوم استهدف ما يقرب من 20 موقعاً على مدار الليل،دون استهداف حقول النفط أو المنشآت النووية، في حين أشارت إيران إلى تصديها للهجوم، معلنة أن "الأضرار محدودة".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، في بيان: "أستطيع الآن أن أؤكد أننا انتهينا من الرد الإسرائيلي على هجمات إيران ضد إسرائيل"، محذراً إيران من أنه إذا ارتكبت "خطأ" التصعيد أكثر، فإن إسرائيل سترد، وفق ما أفادت به صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف: "نفذنا ضربات مستهدفة ودقيقة على أهداف عسكرية في إيران، كما أحبطنا تهديدات فورية لدولة إسرائيل. لقد أنجزت قوات الدفاع الإسرائيلية مهمتها. إذا ارتكب النظام في إيران خطأ البدء في جولة جديدة من التصعيد، فسنكون ملزمين بالرد".
وتابع هاجاري: "رسالتنا واضحة: كل أولئك الذين يهددون دولة إسرائيل ويسعون إلى جر المنطقة إلى تصعيد أوسع سيدفعون ثمناً باهظاً، لقد أظهرنا أن لدينا القدرة والعزيمة للتصرف بحزم ونحن مستعدون في الهجوم والدفاع".
وشنت إسرائيل عدة رشقات صاروخية من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفة بعض المواقع العسكرية في جنوب ووسط سوريا.
وأضافت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ إسرائيلية "من اتجاه هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي اللبنانية، وأنها أسقطت عدداً منها".
والهجوم الإسرائيلي، يأتي في أعقاب هجوم شنته إيران في الأول من أكتوبر الجاري على إسرائيل، بنحو 180 صاروخي باليستي انطلقت من مناطق متعددة في البلاد، وأصاب بعضها قاعد "نفتيم" الجوية، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، نهاية سبتمبر الماضي.
إيران: تصدينا بنجاح والأضرار محدودة
في المقابل، أصدر مقر الدفاع الجوي الإيراني، بياناً، أعلن فيه "تصدي المنظومة الشاملة للدفاع الجوي بنجاح لعمليات الاستهداف الإسرائيلية"، موضحاً أن الهجوم الجوي استهدف قواعد عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام وتم التصدي لمعظمها.
ووفق المسؤولين الإيرانيين، فإن الهجوم ألحق بعض الأضرار المحدودة في قواعد عسكرية في المحافظات الثلاثة.
بدوره، قال مسؤول العلاقات العامة في الدفاع الجوي الإيراني، في تصريحات لوكالة "إرنا" الرسمية: "تصدت الدفاعات الجوية لمحاولات مهاجمة إسرائيل لبعض النقاط في طهران والبلاد. أبعاد القضية قيد التحقيق".
وفجر السبت، سُمعت أصوات نيران الدفاعات الجوية في مناطق شرق ووسط طهران، فيما قالت مصادر مطلعة لوكالة "تسنيم" للأنباء بأن إيران، كما أعلنت سابقاً، مستعدة للرد على إسرائيل.
وأضافت المصادر: "إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي اعتداء ولا شك أن إسرائيل ستتلقى رداً متناسبا على أي عمل".
وأفادت المصادر "بعدم وقوع أي هجوم على المراكز العسكرية للحرس الثوري في غرب أو جنوب غرب طهران"، لافتة إلى "عدم إصابة أو ضرب أي صواريخ على المراكز العسكرية للحرس الثوري في غرب وجنوب غرب طهران".
في السياق، جاء في بيان للرئيس التنفيذي لشركة مطار "الإمام الخميني" ومدير مطار "مهر أباد"، إنه "على الرغم من بعض الشائعات والأخبار، فإن الوضع في مطاري الإمام ومهر أباد مستقر".
وأضاف البيان: "من الساعة 5.50 صباحاً (2.50 صباحاً بتوقيت جرينتش) تعمل رحلات هذا المطار ويتم استقبال الركاب. ولم يصدر بعد أمر بوقف الرحلات الجوية".
والشهر الأخير، سادت حالة من الترقب للرد الإسرائيلي، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة بعدما لوحت إسرائيل باستهداف منشآت النفط الإيرانية، أو المنشآت النووية، وهو ما هددت إيران بالرد عليه بقوة، وسعت واشنطن لثني تل أبيب عن القيام به، والاكتفاء بمهاجمة أهداف عسكرية إيرانية.