مسؤول أميركي لـ"الشرق": أبلغنا قطر أن وجود قادة "حماس" بالدوحة لم يعد مقبولاً

مصادر: واشنطن أجرت محادثات مكثفة مع الدوحة بشأن الوقت المناسب لإغلاق مكتب الحركة

time reading iconدقائق القراءة - 5
عدد من قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة. 1 مايو 2017 - REUTERS
عدد من قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة. 1 مايو 2017 - REUTERS
واشنطن -الشرق

قال مسؤول بالبيت الأبيض لـ"الشرق"، الجمعة، إن الإدارة الأميركية أبلغت قطر أن وجود قادة حركة "حماس" الفلسطينية في الدوحة، لم يعد "مقبولاً"، بعد رفض الحركة للمقترحات الأميركية لإطلاق سراح المحتجزين.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "حماس جماعة إرهابية قتلت أميركيين وما زالت تحتجز أميركيين كرهائن. وبعد رفض الاقتراحات المتكررة بإطلاق سراح الرهائن، لا ينبغي لقادتها أن يكونوا موضع ترحيب في عواصم أي شريك أميركي. وقد أوضحنا ذلك لقطر في أعقاب رفض حماس قبل أسابيع لاقتراح آخر لإطلاق سراح الرهائن".

وأوضح أن الدوحة "لعبت دوراً لا يقدر بثمن في المساعدة بالتوسط بصفقة الرهائن"، و"كان لها دوراً فعالاً في تأمين إطلاق سراح ما يقرب من 200 رهينة العام الماضي". 

وتابع المسؤول: "ولكن في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح ولو عدد صغير من الرهائن، بما في ذلك في الآونة الأخيرة خلال الاجتماعات التي عقدت في القاهرة، فإن استمرار وجودهم في الدوحة لم يعد قابلاً للاستمرار أو مقبولاً".

وذكرت مصادر لـ"الشرق"، أن قطر قدمت هذا الطلب لـ"حماس" منذ حوالي 10 أيام، وأن الإدارة الأميركية أجرت محادثات مكثفة مع الدوحة بشأن الوقت المناسب لإغلاق المكتب السياسي للحركة الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى أن واشنطن أخبرت الدوحة، الأسبوع الماضي، بعد رفض "حماس" للاقتراح الأخير لإطلاق سراح المحتجزين، أن "الوقت قد حان الآن".

رسالة جمهورية

وكتب 14 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى وزارة الخارجية يطلبون فيها من واشنطن تجميد أصول مسؤولي الحركة المقيمين في قطر على الفور، ومطالبة الدوحة بإنهاء استضافة كبار قادتها وتسليم عدد من كبار مسؤوليها المقيمين لديها.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات سابقة، خلال العام الماضي، إن مكتب "حماس" موجود في الدوحة للسماح بالمفاوضات مع الحركة، وأنه طالما ظلت قناة التواصل تلك مفيدة فإن قطر ستسمح ببقاء المكتب مفتوحاً.

وذكر مسؤولان أميركيان لشبكة CNN، في مارس الماضي، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا قطر إلى إبلاغ حركة "حماس" بضرورة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقْف إطلاق النار في غزة أو المخاطرة بالطرد من الدوحة التي تستضيف المكتب السياسي للحركة.

وفي مايو الماضي، قال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، إن وجود "حماس" في الدوحة "بدأ لسبب معين... لقد بدأوا هنا لتشكيل قناة اتصال مع الإسرائيليين، وكان هذا فعالاً في التوصل إلى اتفاقات خلال صراعات مختلفة"، مؤكداً أن "مكتب حماس في الدوحة سيظل مفتوحاً طالما استمرت الحرب على غزة".

وأكد سفير قطر لدى الولايات المتحدة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، في نوفمبر 2023، عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، أن فتْح مكتب سياسي لـ"حماس" في الدوحة تم بطلب من واشنطن، وذلك رداً على العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي تيد باد، الذي تساءل عبر منصة "إكس": "إلى متى ستستمر قطر في استضافة الإرهابيين الملطخة أيديهم بالدماء الأميركية؟".

واعتبر السفير القطري، في نهاية أكتوبر الماضي 2023، أن بلاده تتعرض لـ"حملة تضليل" بشأن دورها كوسيط سلام في الحرب الدائرة على قطاع غزة، مشيراً إلى أن فتح مكتب سياسي لحماس في الدوحة تم بطلب من واشنطن.

وكتب الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال": "لا تريد قطر حرباً أخرى في منطقتنا، لقد كانت أهدافنا واضحة منذ بداية الصراع الحالي، وهي تأمين إطلاق سراح الأسرى، وإنشاء ممرات إنسانية للمساعدات الأساسية للمدنيين الفلسطينيين، وإنهاء إراقة الدماء ومنع المزيد من التصعيد".

وأضاف: "على مدى العقدين الماضيين، اكتسبت دولتنا سمعة طيبة في التوسط في النزاعات المعقدة. ولا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا ببناء الثقة والتفاهم. كان أساس نجاحنا هو قدرتنا على التعامل مع جميع الأطراف".

وأنشأت "حماس" مكتباً سياسياً في العاصمة القطرية الدوحة في عام 2012، ويقيم أعضاء كبار في الدوحة بشكل دائم.

تصنيفات

قصص قد تهمك