قدمت الولايات المتحدة مقترحاً مفصلاً يتضمن مبادئ لإنشاء ما سمته "إدارة انتقالية" في قطاع غزة، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023، يستند إلى افتراض مشاركة عربية، وإبعاد حركة "حماس" عن النفوذ في غزة.
وسارعت إسرائيل بإبداء موقف إيجابي تجاه المقترح، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يصدر رداً رسمياً حتى الآن، على المقترح الأميركي، في ظل مخاوف أثارها مسؤولون فلسطينيون بأن "الخطة تفتقر إلى آلية واضحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لغزة، كما تربط العملية بإصلاحات في السلطة الفلسطينية ومفاوضات بدون مسار واضح".
الوثيقة، المعروفة باسم "الورقة غير الرسمية"، والتي حصلت عليها "الشرق"، عرضتها الإدارة الأميركية في 29 أكتوبر الماضي، إذ تفتح مساراً من عدة مراحل يهدف إلى "تحقيق الاستقرار في غزة وإعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع"، استناداً إلى "إشراف من جهات إقليمية ودولية".
وتشير وثيقة المقترح الأميركي، إلى أن المهمة ستكون "مؤقتة ومحددة بفترة زمنية"، مع الحاجة إلى مشاركة نشطة وإصلاحات من السلطة الفلسطينية لتولي المسؤوليات في غزة، بما في ذلك الإدارة المدنية والأمن.
أبرز نقاط الاقتراح الأميركي بشأن غزة:
- إنشاء ترتيب انتقالي.. يدعو المقترح السلطة الفلسطينية إلى دعوة الجهات الدولية للمساهمة في إنشاء هياكل إدارية وأمنية في غزة. وإنشاء "مجلس تنفيذي للمهمة الانتقالية" بمشاركة ممثلين فلسطينيين مدنيين.
- انتقال الأمن والإدارة.. ستستأنف وزارات السلطة الفلسطينية ذات الطابع المدني، مسؤولياتها في تقديم الخدمات الأساسية، مثل البنوك والطاقة والرعاية الصحية. فيما يجري العمل على "تدريب وتجهيز قوات أمن فلسطينية جديدة غير مرتبطة بـ(حماس) لتولي مهام حفظ النظام العام" (قوة شُرَطية).
- "انسحاب تدريجي" لقوات الاحتلال.. تعد الخطة بانسحاب تدريجي لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة مع تولي المهمة الانتقالية المسؤولية. على أن يُترك الجدول الزمني لهذا الانسحاب وشروطه، ونقل مهمات الأمن العام، إلى مسار المفاوضات.
- مساهمات دولية وإقليمية.. تدعو الورقة دولاً عربية مقتدرة مالياً، إلى تقديم دعم مالي خلال "الفترة الانتقالية"، إضافة إلى "تجميع الموارد الدولية في صندوق" مخصص لإعادة إعمار غزة.
- التنسيق مع الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية.. تعمل الإدارة المدنية التي سيتم تأسيسها في غزة، على تنفيذ مهمة التنسيق مع الأمم المتحدة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، مع ضمان عدم ارتباطها بأي "منظمات إرهابية".
- الالتزام بحل دائم.. تتحدث الورقة الأميركية عن "وجوب التزام إسرائيل بعدم اتخاذ إجراءات في الضفة الغربية تعرقل تحقيق السلام"، كما تدعو إلى تنفيذ الالتزامات السابقة، مثل اتفاقات شرم الشيخ والعقبة.
- الهدف النهائي "دولة فلسطينية مستقلة".. تؤكد الوثيقة أهمية توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكومة واحدة، كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
نص الوثيقة:
ورغم الدعم الدولي والإقليمي، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مخاوف بشأن "عدم معالجة المقترح بشكل واضح لإنهاء الاحتلال" و"ربط الإصلاحات بالعملية الانتقالية". لا تزال القيادة الفلسطينية حذرة، إذ تدرس تداعيات ربط إصلاحات الحكم مع هذه العملية، وتتساءل بشأن ما إذا كانت الترتيبات تضمن بشكل كاف حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني.
ويمثل هذا المقترح تحولاً محتملاً في المشهد ما بعد النزاع في غزة، لكنه يعتمد على توازن دقيق بين الدبلوماسية والتعاون الإقليمي واتخاذ إجراءات ملموسة من جميع الأطراف المعنية.
كما يفترض الاقتراح حسن نية الجانب الإسرائيلي، كما يفترض أن لا دور في قطاع غزة لـ"حماس" سياسياً أو أمنياً.