قالت وسائل إعلام كورية شمالية، الجمعة، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أمر بلاده بالبدء بسرعة في إنتاج طائرات بدون طيار ذاتية التفجير، واصفاً تطويرها بأنه "متطلب أساسي"، بعد الإشراف على اختبار السلاح الجوي القاتل، بحسب شبكة CNN.
وتُظهر الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، كيم رفقة مسؤولين مختلفين في موقع الإطلاق، كما تُظهر سيارة ودبابة يتم تدميرهما بواسطة ما يبدو أنها مركبات جوية بدون طيار جرى تضليلها.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بأن الطائرات المسيرة من أنواع مختلفة ضربت الأهداف بدقة كجزء من الاختبار، لافتة إلى إمكانية استخدامها ضمن نطاقات ضرب مختلفة وهي مصممة لمهاجمة أي أهداف عدو على الأرض وفي البحر بدقة.
وقال كيم إن "استخدام مثل هذه الطائرات بدون طيار في الأنشطة العسكرية يتوسع في جميع أنحاء العالم وإن السلطات تدرك أن الطائرات بدون طيار تحقق نجاحات واضحة في الصراعات الكبيرة والصغيرة".
وأكد كيم الحاجة إلى بناء نظام إنتاج متسلسل في أقرب وقت ممكن والدخول في الإنتاج الضخم الكامل"، مضيفاً أن "مثل هذا التغيير الموضوعي يتطلب بشكل عاجل تحديث العديد من أجزاء النظرية العسكرية".
المسيرات الانتحارية
وجاء اختبار الطائرات الخميس، بعد أن صادقت كوريا الشمالية على معاهدة دفاع مشترك مع روسيا تعهدت فيها الدولتان باستخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية في حالة تعرض الأخرى للهجوم.
وتعزز هذه الخطوة التحالف المتعمق بين البلدين في مواجهة عزلتهما الدولية بسبب حرب روسيا في أوكرانيا وبرنامج بيونج يانج النووي والصواريخ الباليستية.
واستخدمت مثل هذه الطائرات ذاتية التفجير، والتي يشار إليها أحياناً باسم المسيرات الانتحارية، على نطاق واسع لتحقيق تأثير كبير في ساحة المعركة في الغزو الروسي لأوكرانيا والشرق الأوسط.
ونظراً لإنخفاض تكلفة إنتاجها نسبياً ونشرها عادةً في أسراب ما يجعل من الصعب إسقاطها، فقد حولت هذه الطائرات مثل Shahed 136 المصنوعة في إيران، مجرى عمليات القتال الحديث، حيث توفر ميزة غير متكافئة عند نشرها ضد خصوم متفوقين تقنياً.
وتأتي خطوة كيم، في ظل تنامي القلق في الغرب بشأن التعاون العسكري لكوريا الشمالية مع روسيا، إذ أعرب وزير الدفاع الكوري الجنوبي الشهر الماضي عن قلقه من أن بيونج يانج "من المرجح جداً أن تطلب من موسكو تكنولوجيا متقدمة تتعلق بالأسلحة النووية، في مقابل نشر قواتها في أوكرانيا".
كما تأتي، بعد تصريحات لوزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، قالت فيها إن 10 آلاف جندي كوري شمالي تم إرسالهم إلى روسيا وبدأوا بالانخراط في عمليات قتالية مع القوات الروسية في منطقة كورسك، حيث توقف التوغل العسكري الأوكراني الذي دام 3 أشهر في الأراضي الروسية.
وقال قائد أوكراني لشبكة CNN في وقت سابق، إن القوات الكورية الشمالية كانت "مورداً مهماً لحرب موسكو على أوكرانيا، حيث أن حتى تلك التي يتم نشرها دفاعياً ستحرر القوات الروسية لعمليات هجومية في أماكن أخرى وسيتم استخدامها في النهاية في القتال المباشر".
ووفقاً لتقييم وكالة الدفاع في كوريا الجنوبية، فإن القوات الكورية الشمالية المرسلة إلى روسيا يُعتقد أنها "لم تتلق تدريباً مناسباً للحرب بطائرات بدون طيار".