دعا مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، الأربعاء، إلى رؤية مشتركة جديدة وجادة للحل السياسي من كافة الأطراف السورية والدولية الرئيسية، مؤكداً على أهمية خفض التصعيد وحماية المدنيين ومنع إراقة الدماء.
وقال المكتب في منشور على منصة "إكس":"إن على الولايات المتحدة، والدول الضامنة لعملية أستانا (تركيا، روسيا، إيران) العمل على تهدئة الأوضاع والدفع نحو عملية سياسية حقيقية تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يتضمن كافة العناصر اللازمة للحل السياسي".
وأضاف: "رسالتي للجميع هي للتأكيد على أهمية خفض التصعيد وحماية المدنيين ومنع إراقة الدماء، ورؤية مشتركة جديدة وجادة من الأطراف السورية والدولية الرئيسية للحل السياسي".
وتابع: "استمر في التواصل بشكل وثيق مع عدد من كبار المسؤولين، إذ أجريت، الثلاثاء الماضي، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية السوري بسام صباغ، كما أجريت، الأربعاء، اتصالاً مع المستشار الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي أصغر خاجي، وعقدت اجتماعاً مع ممثلين عن روسيا وتركيا".
وأوضح المكتب أن "بيدرسون سيزو المنطقة قريباً لإجراء مجموعة من الاتصالات رفيعة المستوى".
من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن خاجي أجرى، الأربعاء، محادثات مع بيدرسون عبر "الفيديو كونفرانس"، إذ أكد الجانبان على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لحماية استقرار وأمن سوريا، والتصدي لتحركات الإرهابيين، على حد وصفه.
وأكد خاجي في حديثه مع بيدرسون على ضرورة قيام جميع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً بـ"إدانة الإرهاب ومكافحته في سوريا".
وحذر خاجي من خطورة تداعيات توسع رقعة الإرهاب في سوريا على المنطقة؛ مؤكداً على مسؤولية جميع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً بإدانة الإرهاب ومكافحته.
وقالت الوكالة الإيرانية إن"بيدرسون أكد على ضرورة حقن الدماء، وحل الخلافات في سوريا بالطرق السلمية"، مشيراً إلى المشاورات مع الدول الفاعلة في المنطقة ودول أخرى.
وأضافت الوكالة :"تبادل الجانبان وجهات النظر حول عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الضامنة لعملية السلام السورية بصيغة أستانا، باستضافة من العاصمة القطرية الدوحة".
وضع خطير ومتغير
وكان بيدرسون، قد حذر خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في سوريا، الثلاثاء الماضي، من أن الوضع في سوريا "خطير ومتغير"، مضيفاً أن هناك مساحات شاسعة من البلاد تخضع لسيطرة أطراف من غير الدول، وأن الوضع قد يؤدي إلى عودة ظهور تنظيم "داعش."
واعتبر المبعوث الأممي، خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في سوريا، أن "هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة أخرى حققت تقدماً واقتربت كثيراً من مدينة حماة".
كما حذّر بيدرسون من احتمال اندلاع نزاعات في مناطق أخرى في سوريا، ومن عمليات نزوح على نطاق واسع، حاثاً كافة الأطراف على العمل لحماية المدنيين، وإتاحة العبور الآمن للفارين من العنف.
ودعا المبعوث الأممي إلى ضرورة "تفادي الخطر الذي يهدد وحدة سوريا وسلامة أراضيها"، مطالباً الأطراف السورية والدولية الدخول في مفاوضات للخروج من الأزمة.