أعلنت روسيا، الأحد، أن قواعدها العسكرية في سوريا في حالة تأهب قصوى، مؤكدة أنه لا يوجد تهديد خطير لها في الوقت الحالي، وذلك تزامناً مع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد فصائل المعارضة السورية.
وأضافت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "في هذا الصدد، روسيا الاتحادية على تواصل مع كل الجماعات في المعارضة السورية".
وكان مدوّنو حرب روسيون حذروا من أن منشأتين عسكريتين روسيتين مهمتين استراتيجياً في سوريا، معرَّضون لتهديد خطير من جانب فصائل المعارضة المسلحة.
وقالو إن التهديد الأكثر إلحاحاً لموسكو هو مستقبل قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية ومنشأتها البحرية في طرطوس على الساحل.
وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، ذكر موقع Naval News أن موسكو أخرجت بالفعل أصولها العسكرية القيّمة من سوريا، وتحدَّث عن مغادرة بعض القطع البحرية لمنشأة طرطوس على الساحل .
هل أخرجت موسكو أصولها البحرية من طرطوس؟
تُعتبر منشأة طرطوس مركز الإصلاح والتزويد بالإمدادات الوحيد في البحر المتوسط لروسيا التي تستخدم سوريا أيضاً كنقطة انطلاق لنقل المتعاقدين العسكريين التابعين لها من وإلى إفريقيا.
وقال مدون الحرب الروسي المؤثر "ريبار"، المقرب من وزارة الدفاع، ولديه أكثر من 1.3 مليون متابع على قناته على "تليجرام"، إن "قوات موسكو تواجه تهديداً خطيراً".
وأضاف ريبار: "علينا في الواقع إدراك أن مسلحي المعارضة لن يتوقفوا. سيحاولون إلحاق أكبر قدر من الهزيمة والضرر بسمعة وأفراد روسيا في سوريا، وعلى وجه الخصوص تدمير قواعدنا العسكرية".
وتمتلك البحرية الروسية حالياً 5 سفن بحرية وغواصة متمركزة في طرطوس، تتألف من فرقاطتين من فئة "جورشكوف"، وفرقاطة من فئة "جريجوروفيتش"، وسفينتَي مساعدة، وغواصة من فئة "كيلو" المحسنة.
وبحسب موقع "Naval News"، فإن السفينة المساعدة "يلنيا" شوهدت وهي تغادر طرطوس صباح يوم 2 ديسمبر 2024، مع معلومات تشير إلى أن بعض أو كل السفن الأخرى غادرت أيضاً.
وأشار الموقع إلى أن هذه التحركات غير المؤكدة، من المرجح أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بالوضع على الأرض. وإذا كان الأمر كذلك، فهذه أول علامة واضحة على أن روسيا تنقل أصولها العسكرية القيّمة خارج سوريا.
مدون: القوات الروسية معرضة للخطر
وقبل سقوط نظام بشار الأسد، وتقدم فصائل المعارضة المسلحة، كان مدون الحرب الروسي المعروف باسم "فايتر بومر"، ولديه أكثر من 500 ألف متابع على "تليجرام"، قال إن القوات الروسية في سوريا معرَّضة للخطر بشكل كبير، وإن خسارة قاعدة حميميم الجوية، تعني خسارة القدرة على تنفيذ الغارات الجوية.
وأضاف بومر أن "مطار حميميم ليس مشروعاً صناعياً متعدد الطوابق مع أقبية، إنه ساحة بها مبانٍ مجمعة، والتي ستفقد قدرتها على أداء عملها بمجرد دخول العدو إلى مدى المدفعية أو الطائرات المسيرة".
وتابع بالقول إن "الوضع في القاعدة البحرية في طرطوس هو نفسه تقريباً، يمكن الدفاع عنها والتمسك بها لفترة طويلة إذا كان هناك أحد ما وشيء ما يقوم بذلك، ولكنها لن تكون قادرة على العمل على الإطلاق أو ستعمل على نطاق محدود للغاية".
كما حذَّر من أنه لن يكون من الممكن إخراج جميع المعدات العسكرية الروسية إذا أصبح ذلك ضرورياً.
وتابع بالقول: "لذلك، فإن المهمة الرئيسية لقواتنا في سوريا هي منع دخول اللاذقية، حتى لو اضطررنا إلى التخلي مؤقتاً عن بقية الأراضي".
روسيا تدفع الثمن
في السياق ذاته، قال مدون الحرب المعروف باسم "ستارشي إيدي" الذي يتابعه أكثر من 600 ألف شخص على "تليجرام"، إن "روسيا دفعت ثمناً باهظاً للحصول على موطئ قدم في سوريا".
وأوضح إيدي أن "10 سنوات هناك، وسقوط جنود روس، ومليارات الروبل التي أنفقت، وآلاف الأطنان من الذخيرة التي استهلكت، يجب تعويضهم بطريقة أو بأخرى".
وأضاف: "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنحنا فرصة للتعويض عن الفشل الحالي، والموارد التي استنفدناها هو احتفاظنا بضعنا في اللاذقية وطرطوس".