أعلنت روسيا أنها منحت الرئيس السوري السابق بشار الأسد حق اللجوء الإنساني، بعد إسقاط نظامه في سوريا على يد فصائل المعارضة المسلحة، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن الفرق بين اللجوء الإنساني، الذي لم تعتده الآذان، واللجوء السياسي الذي يبدو أكثر شهرة وانتشاراً.
وتعرف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حق اللجوء بأنه من الحقوق الأساسية التي تنظمها القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية، ويُمنح بشكل عام من قبل دولة تقدم الحماية على أراضيها لشخص هرب من بلد آخر بسبب تعرضه للاضطهاد أو الأذى الجسيم أو النزاع المسلح أو حالات عنف أخرى.
ونص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 على منح حق اللجوء، ملزماً الدول التي تمنحه بحماية اللاجئين.
وفي عام 1951، جاءت معاهدة جنيف لتفصيل هذا الحق وتحديد معايير وصفة اللاجئ، مع وضع قيود واستثناءات محددة.
ووفقاً للقانون الروسي واتفاقية اللاجئين لعام 1951، اللاجئ هو شخص موجود خارج بلده ويخشى العودة إلى هناك بسبب خطر الاضطهاد لاسباب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو الرأي السياسي.
حق اللجوء السياسي
يتعلق حق اللجوء السياسي بحماية الشخص الذي يخشى التعرض للاضطهاد أو العقاب في بلده بسبب آرائه السياسية أو انتمائه الديني أو العرقي أو الاجتماعي.
وقد يتم منح اللجوء السياسي بشكل دائم ويسمح للفرد بالعيش والعمل في البلد المضيف وبناء حياة جديدة بعيداً عن التهديدات التي كان يواجهها في بلده الأصلي.
وأغلب الحالات التي تنال حق اللجوء السياسي تكون من الناشطين السياسيين والشخصيات المشهورة، والقادة المنشقين عن جيوشهم أو حكوماتهم.
ويمنح حق اللجوء السياسي الفرصة للشخص كي يعيش في بيئة آمنة وحرة من التهديدات، وأن يندمج في المجتمعات الجديدة وفرصة المساهمة في التنمية والثقافة والاقتصاد.
كما يمكن للمستفيد من اللجوء السياسي أن يحصل على حقوق المواطنة وحماية قانونية في البلد المضيف وتوفير فرصة جديدة للحياة والتنمية الشخصية.
اللجوء الإنساني
أما حق اللجوء الإنساني فيمنح للشخص الذي غادر بلده لأنه يواجه خطراً مباشراً على حياته أو سلامته أو يكون من المتضررين من أوضاع إنسانية صعبة وكوارث طبيعية، فيهرب إلى بلد آخر ساعياً وراء الحصول على الحماية من الاضطهاد والانتهاكات الخطيرة لحقوقه الإنسانية، فيتم بموجب منحه هذا الحق توفير الحماية والمساعدة اللازمة له.
ويتم تقديم الدعم والإغاثة اللازمة لهذا الشخص من خلال توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم والمياه النظيفة.
وتهدف الجهود الإنسانية إلى تحسين الظروف المعيشية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يواجهون أوضاعاً قاسية وتهديدات مستمرة لحياتهم.
وقد يكون اللجوء الإنساني مؤقتاً ويُمنح حتى تتحسن الظروف في بلده الأصلي ليتمكن من العودة إليه.
ولعل أحد الفروق المهمة بين حق اللجوء الإنساني والسياسي هو أن الشخص الذي يسعى للحصول على الحماية الإنسانية لا يحتاج إلى أن يكون معرضاً لخطر التعرض للأذى لسبب محدد مثل عرقه أو دينه أو رأيه السياسي.
بوتين يضمن الأسد
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.
وأضاف بيسكوف: "مثل هذه القرارات بالتأكيد لا يمكن اتخاذها بدون رئيس الدولة.. لقد كان قراره"، لكن المتحدث باسم الكرملين رفض التعليق رسمياً على مكان وجود الأسد.