قال مسؤول إيراني كبير، الاثنين، إن طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل المعارضة المسلحة بالقيادة الجديدة في سوريا، بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المسؤول في تصريحات لـ "رويترز": "هذا يمثل محاولة لمنع مسار عدائي بين البلدين".
وتابع: "حكام إيران من رجال الدين، الذين يواجهون الآن فقدان حليف مهم في دمشق وعودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير، منفتحون على التعامل مع القادة لسوريين الجدد"، موضحاً أن هذا التواصل "مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية".
وقال المسؤول إن إيران أقامت اتصالات مع جماعتين في القيادة الجديدة وستقيم مستوى التفاعل في الأيام المقبلة بعد اجتماع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو جهاز أمني كبير.
علاقات إيران وسوريا الجديدة
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين إن الأمر لا يدعو للذعر وإن طهران ستتبع السبل الدبلوماسية للتواصل مع أشخاص وصفهم أحد المسؤولين بأنهم "داخل الجماعات الحاكمة الجديدة في سوريا الذين تقترب آراؤهم من (وجهات نظر) إيران".
وقال مسؤول إيراني ثان إن "القلق الرئيسي بالنسبة لإيران هو ما إذا كان خليفة الأسد سيدفع سوريا للدوران بعيداً عن فلك طهران.. هذا السيناريو تحرص إيران على تجنبه".
وذكر مسؤولان إيرانيان أن طهران تخشى من أن يستغل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سقوط الأسد في زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران "إما لإجبارها على تقديم تنازلات أو لزعزعة استقرارها".
وقال علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية: "لم يتبق لإيران الآن سوى خيارين، التراجع ورسم خط دفاعي في العراق أو السعي إلى التوصل لاتفاق مع ترمب".
عجز الجيش السوري
وكان وزير خارجية إيران عباس عراقجي علق، الأحد، على التطورات الأخيرة في سوريا، قائلاً إن عجز الجيش السوري "كان مفاجئاً" وضد ما جاء في مسار اجتماعات "أستانا" التي اختتمت في قطر.
وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أوردتها وكالة "إرنا": "كل شيء كان واضحاً، فالتحليلات التي كانت موجودة والأخبار كانت تشير إلى وجود مثل هذه الخطوة في سوريا. تحليلياً وإعلامياً، كنا نعلم أن هناك مخططاً وراء الكواليس من قبل أميركا وإسرائيل لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، وكان هذا المخطط موجوداً دائماً".
علاقات ودية بين إيران وسوريا
وقالت إيران، الأحد، إن "الشعب السوري وحده، هو الذي يقرر مصير بلاده دون تدخل خارجي".
ودعت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، إلى إنهاء الصراعات العسكرية في سوريا على الفور، ومنع ما وصفتها بـ"الأعمال الإرهابية"، فيما أشارت إلى أن إيران "مستمرة في دعم الجهود الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن 2254، لمواصلة العملية السياسية في سوريا".
وتوقَّعت أن "تستمر العلاقات الطويلة الأمد والودية بين الشعبين الإيراني والسوري على أساس اتباع نهج حكيم وبعيد النظر من البلدين"، داعية إلى "بدء حوار وطني بمشاركة جميع فئات المجتمع السوري".
وجاء في البيان أن "طهران ستراقب التطورات في سوريا والمنطقة عن كثب، وستتبنى النهج والمواقف المناسبة".
وكان التقدم السريع لفصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، أحد أكبر نقاط التحول في الشرق الأوسط منذ عقود، إذ أزال سقوط نظام بشار الأسد معقلاً مارست منه إيران وروسيا نفوذاً في أنحاء العالم العربي.