بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق، شرعت العديد من الدول الأوروبية في تعليق طلبات اللجوء التي تقدم بها سوريون حتى إشعار آخر.
ويعكس هذا القرار، الذي يؤثر على عشرات الآلاف من الطلبات، الوضع السياسي المتغير بسرعة في سوريا، فضلاً عن عودة ظهور الأحزاب اليمينية في مختلف أنحاء أوروبا الحريصة على تقييد الهجرة.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي الاثنين، إلى التحلي بالصبر بينما يقيّم ملايين اللاجئين السوريين جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عاماً فرص العودة إلى بلادهم بعد سقوط الأسد.
وقال جراندي في بيان أرسله إلى الصحافيين "هناك فرصة كبيرة أمام سوريا للمضي نحو السلام، وأمام شعبها للبدء في العودة إلى بلده".
وأضاف "ولكن مع استمرار غموض الوضع، يقيم ملايين اللاجئين ما إذا كانت العودة آمنة. فبعضهم متلهف وبعضهم متردد". ودعا جراندي إلى "الصبر واليقظة" بينما يدرس اللاجئون خياراتهم.
وفيما يلي قائمة بالدول التي اتخذت هذا الإجراء، باستثناء إسبانيا التي أعلنت مواصلة التعامل مع طلبات اللجوء.
إسبانيا: الاستثناء الوحيد
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الثلاثاء، إن بلاده ستواصل التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين سوريين كالمعتاد لأن عددهم أقل حتى الآن مما هو عليه في الدول الأوروبية الأخرى التي علقت الإجراءات.
ألمانيا
قالت وزارة الداخلية الألمانية، الاثنين، إنها لن تبت في طلبات اللجوء حتى تتضح الأمور بشأن التطورات السياسية في سوريا.
وفتحت ألمانيا أبوابها على مصراعيها أمام موجة من طالبي اللجوء في عام 2015 في ذروة الحرب الأهلية السورية، وهي الآن موطن لنحو مليون سوري، يمثلون أكبر جالية سورية في أوروبا.
وشكل السوريون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا هذا العام، حيث تم تقديم 72420 طلب لجوء بحلول نهاية نوفمبر، وفقا لبيانات المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين. ولم يتم البت في نحو 47270 طلب لجوء من السوريين.
النمسا
قالت الحكومة النمساوية المؤقتة، الاثنين، إنها أمرت بوقف النظر في طلبات اللجوء التي يقدمها السوريون.
وقالت وزارة الداخلية النمساوية في بيان "أصدر المستشار كارل نيهامر تعليمات اليوم لوزير الداخلية جيرهارد كارنر بتعليق جميع طلبات اللجوء السورية الحالية ومراجعة جميع الحالات التي تم فيها منح اللجوء".
وقال كارنر "أصدرت توجيهات للوزارة بإعداد برنامج لتنظيم عمليات الإعادة والترحيل إلى سوريا"، دون أن يوضح كيف يمكن تحقيق ذلك.
وأشار نيهامر عبر منصة إكس، الأحد، إلى أنه ينبغي إعادة تقييم الوضع الأمني في سوريا للسماح باستئناف عمليات الترحيل.
وقالت الوزارة إنها علقت أيضاً لم شمل الأسر، والذي يسمح لأسر اللاجئين بالانضمام إليهم. ويشكل السوريون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في النمسا بفارق كبير، إذ بلغ عدد الطلبات المقدمة هذا العام 12 ألف و871 طلباً حتى نوفمبر.
ولا تزال ردة الفعل الشعبية ضد هذا التدفق تغذي الدعم لليمين المتطرف والمحافظين في النمسا.
فرنسا
قالت وزارة الداخلية الفرنسية، الاثنين، إن الحكومة تعمل على تعليق طلبات السوريين للجوء، مضيفة أنه من المرجح التوصل إلى قرار بهذا الصدد خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأضافت الوزارة أن باريس تعمل على إيجاد حل مماثل لما طرحته ألمانيا
إيطاليا
قالت الحكومة الإيطالية في بيان، الاثنين، إنها ستوقف طلبات اللجوء من سوريا.
وجاء في البيان بعد اجتماع بين رئيسة الحكومة جيورجيا ميلوني وبعض الوزراء بشأن سوريا: "قررت الحكومة، على غرار شركاء أوروبيين آخرين، تعليق إجراءات طلبات اللجوء من سوريا".
هولندا
قالت وزيرة الهجرة الهولندية مارجولين فابر للبرلمان، الاثنين، إن هولندا ستفرض وقفاً مؤقتاً على معالجة طلبات اللجوء من المواطنين السوريين.
وقالت فابر إن هذا الوقف يعني أن دائرة الهجرة ستتوقف عن تقييم الطلبات لمدة ستة أشهر، في ظل الضبابية حول تأثير الإطاحة ببشار الأسد، وما إذا كان من الآمن للناس العودة.
بريطانيا
كشف متحدث باسم الحكومة البريطانيا أن لندن أوقفت البت في طلبات اللجوء السورية لحين تقييم الوضع الحالي بعد الإطاحة بالأسد.
وقال في بيان: "لقد أوقفت وزارة الداخلية مؤقتاً اتخاذ القرارات بشأن طلبات اللجوء السورية بينما نقوم بتقييم الوضع الحالي".
وأضاف: "نحن نحرص على مراجعة جميع الإرشادات الخاصة بكل دولة فيما يتعلق بطلبات اللجوء بشكل مستمر حتى نتمكن من الاستجابة للقضايا الناشئة".
وفي حديث منفصل، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من أن الأحداث في سوريا قد تؤدي إلى المزيد من الهجرة إلى الدول الأوروبية اعتماداً على ما سيحدث في البلاد.
وقال لامي أمام البرلمان: "إن رؤية الكثيرين يبدأون في العودة إلى سوريا هي علامة إيجابية على آمالهم في مستقبل أفضل الآن بعد رحيل الأسد".
وتابع: "لكن الكثير يعتمد على ما سيحدث الآن. قد يتحول هذا التدفق إلى سوريا بسرعة إلى تدفق خارجها وقد يزيد من الأعداد التي تستخدم طرق الهجرة غير الشرعية الخطيرة إلى أوروبا القارية والمملكة المتحدة".
وبموجب خطة حكومية بريطانية، أعيد توطين 20 ألف و319 لاجئاً سورياً في البلاد بين مارس 2014 وفبراير 2021، وفقاً لبيانات مجلس اللاجئين.
كرواتيا
قالت كرواتيا إنها علقت مؤقتاً طلبات اللجوء المقدمة من سوريين، وقال وزير الداخلية دافور بوزينوفيتش إن وزارته أصدرت تعليمات للسلطات "بوقف مؤقت للطلبات الأساسية للجوء التي يقدمها مواطنون سوريون إلى حين اتخاذ قرار على مستوى الاتحاد الأوروبي".
وقال بوزينوفيتش إن السوريين فروا من نظام قمعي قتل مواطنيه.
لكنه أضاف مساء الاثنين "هذا النظام لم يعد موجوداً... كلنا أمل أن يتحسن الوضع في البلاد ويتمكن السوريون من العودة إلى بلادهم، وهذا في مصلحة الجميع".
سويسرا
قالت الحكومة السويسرية إنها علقت إجراءات لجوء السوريين حتى تتمكن من تقييم الوضع هناك بشكل أفضل.
وذكرت الأمانة العامة للهجرة مساء الاثنين، أنها لا تستطيع حالياً التحقق تماماً مما إذا كانت أسباب لجوء السوريين لا تزال قائمة أو ما إذا كان تنفيذ أمر ترحيلهم سيكون صائباً.
وأضافت على منصة إكس "علقت الأمانة العامة إجراءات اللجوء والقرارات المتعلقة بطالبي اللجوء من سوريا اعتباراً من اليوم حتى يتسنى إعادة تقييم الوضع".
الدنمارك، النرويج، واليونان
قالت سلطات الهجرة النرويجية إن طلبات اللجوء التي تقدم بها السوريون لن يتم رفضها أو الموافقة عليها في الوقت الحالي.
كما أوقفت الدنمارك معالجة الطلبات وقالت إن السوريين الذين رُفضت طلباتهم بالفعل، والذين تم منحهم مهلة نهائية للمغادرة، سيُسمح لهم بالبقاء لفترة أطول بسبب حالة عدم اليقين الحالية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر كبير في الحكومة اليونانية إن اليونان أوقفت النظر في طلبات اللجوء المقدمة لنحو تسعة آلاف سوري. وقال مسؤولون إن الحكومة ستجتمع يوم الجمعة لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطوة.