أظهرت صور أُلتُقطت بالأقمار الصناعية مغادرة سفن تابعة للبحرية الروسية "قاعدة موسكو" في طرطوس على الساحل السوري، فيما رسا بعضها قبالة الساحل.
وأظهرت صورة التقطتها شركة Planet Labs الاثنين، ما لا يقل عن 3 سفن تابعة لأسطول البحر المتوسط الروسي، بما في ذلك فرقاطتان مزودتان بصواريخ موجهة، راسية على بعد نحو 13 كيلومتراً شمال غربي طرطوس، فيما لم يتسن تحديد موقع بقية الأسطول بعد في صور الأقمار الصناعية.
وتحاول موسكو، التي كانت حليفة لنظام الأسد لعقود من الزمن، التوصل الآن إلى اتفاق مع الفصائل في سوريا لضمان سلامة قاعدتين عسكريتين مهمتين استراتيجياً.
وتملك روسيا قاعدة جوية رئيسية في مدينة اللاذقية الساحلية، بينما تقع منشآتها البحرية في طرطوس.
وتعد قاعدة طرطوس مركز الإصلاح والتجديد الوحيد لروسيا في البحر المتوسط، واستخدمت موسكو سوريا كنقطة انطلاق لنقل متعاقديها العسكريين جواً إلى إفريقيا، وفق "رويترز".
وأشار تحليل صور الأقمار الصناعية لشركتي BlackSky وPlanet Labs، إلى أن روسيا كانت تمتلك فيما سبق 5 سفن سطحية وغواصة واحدة في طرطوس.
وأظهرت صورة التقطتها شركة BlackSky في الخامس من ديسمبر، أن جميع السفن الـ6 في القاعدة.
وتؤكد صور الأقمار الصناعية الملتقطة في التاسع من ديسمبر، تقارير سابقة لمدون الحرب الروسي Rybar، تفيد بأن السفن الحربية غادرت طرطوس، وتمركزت في مواقع قبالة الساحل لدواع أمنية.
وأشارت صور الأقمار الصناعية، إلى أن الأسطول غادر القاعدة البحرية في وقت ما بين السادس والتاسع من ديسمبر.
مستقبل القواعد الروسية
وقال الكرملين في وقت سابق، الثلاثاء، إن روسيا تواصل الحوار مع كافة دول الشرق الأوسط حول وضع القواعد العسكرية الروسية في سوريا، ونفوذ موسكو في المنطقة.
كما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن مدير المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين قوله، إن "روسيا تجري محادثات بشأن أمن مواطنيها في سوريا".
ولم يتضح بعد كيف ستتعامل "هيئة تحرير الشام"، التي تقود فصائل المعارضة المسلحة، مع قاعدتين عسكريتين لهما أهمية استراتيجية لروسيا في سوريا.
ولدى سؤاله عن مستقبل القاعدتين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، إنه "من السابق لأوانه التحدث عن ذلك. هذا كله سيكون مطروحاً للنقاش مع من سيتولون السلطة في سوريا".
وأضاف: "بالتأكيد نفعل كل شيء ضروري حالياً وكل ما بوسعنا للتواصل مع من يمكنهم التعامل مع الأمور الأمنية. وبالطبع يتخذ جيشنا كل الإجراءات الاحترازية الضرورية".
ودعمت موسكو سوريا منذ بداية الحرب الباردة، واعترفت بها في 1944 حينما سعت دمشق إلى التخلص من الاستعمار الفرنسي.
وبنت روسيا قاعدة طرطوس في حقبة الحرب الباردة عام 1977. وظلت خاملة في الغالب منذ سقوط الاتحاد السوفييتي حتى تدخلت روسيا في الحرب الأهلية عام 2015. وبعد ذلك وقعت روسيا اتفاقية إيجار لمدة 49 عاماً، ووسعت المنشأة.
وكان بناء قاعدة حميميم الجوية في مطار سوري باللاذقية عام 2015، علامة على تعميق العلاقة بين موسكو ودمشق. كما أنها ملزمة بعقد إيجار مدته 49 عاماً، تم توقيعه عام 2017.