دبي-الشرق
تولى محمد البشير رئاسة حكومة تصريف الأعمال في سوريا رسمياً، الثلاثاء، في مهمة تدوم إلى مارس 2025، فيما انضم إلى فريقه أعضاء من حكومة "هيئة تحرير الشام" التي كانت تدير منطقة إدلب وما حولها تحت اسم "حكومة الإنقاذ".
وأفاد بيان للحكومة بأنه جرى تشكيلها "من عدد من وزراء حكومة الثورة، وهي حكومة الإنقاذ السورية، وتعد هذه الحكومة حكومة تسيير أعمال مؤقتة تستمر حتى مارس 2025، إلى حين البت في القضايا الدستورية".
وقال محمد البشير في بيان بعد اجتماعه مع الحكومة السابقة، إن "مهام حكومة تسيير الأعمال تتمثل في ضبط الأمن والحفاظ على استقرار المؤسسات، وضمان عدم تفكك الدولة، كما تسعى لتقديم الخدمات الأساسية للشعب، إلى حين تشكيل حكومة جديدة لسوريا تحقق تطلعات المجتمع السوري".
ولا يحظى رئيس حكومة تصريف الأعمال الجديد بمكانة سياسية كبيرة خارج إدلب، وهي منطقة ريفية صغيرة في شمال غرب البلاد كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، خلال سنوات طويلة من الجمود على خطوط المواجهة في الحرب السورية، وفقاً لوكالة "رويترز".
من هو محمد البشير؟
ينحدر البشير من منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب، وهو من مواليد عام 1983، ويحمل شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية قسم الاتصالات من جامعة حلب عام 2007، بحسب موقع "حكومة تصريف الأعمال".
ومع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، عمل البشير رئيساً لقسم أجهزة الاتصال الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية.
وبعد سيطرة "هيئة تحرير الشام"، التي يتزعمها أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، على مناطق في إدلب وحلب، تشكلت حكومة في نوفمبر عام 2017، لإدارة تلك المناطق، بحسب "تلفزيون سوريا".
وشغل البشير الذي حصل على شهادة في الشريعة والحقوق من جامعة إدلب عام 2021. منصب مدير التعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد في "حكومة إدلب"، لمدة عامين ونصف، ثم مدير شؤون الجمعيات في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية.
كما شغل البشير عام 2022 منصب وزير التنمية، في "حكومة إدلب".
وشكّلت "هيئة تحرير الشام" الحكومة التي أطلقت عليها "حكومة الإنقاذ" عام 2017، وكانت تتضمن حينها 11 حقيبة وزارية، وتتبع لها خدمياً وإدارياً مناطق إدلب وريف حماة الشمالي، وريف حلب الغربي الذي كان خاضعاً حينها لسيطرتها.
رئاسة البشير لـ"حكومة إدلب"
وفي مارس 2024، صادق مجلس الشورى في المناطق التي كانت تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، على أعضاء الحقائب الوزارية في "حكومة إدلب" برئاسة محمد البشير.
وأصدر البشير حينها قرارات بـ"إصدار عفو عام عن المحكومين"، و"دراسة رسوم التراخيص المتعلقة بالبناء"، و"إعفاء قسم كبير من تلك الرسوم، وحسم على الأنواع الأخرى"، بحسب موقع "حكومة الإنقاذ".
العلاقة مع روسيا
وعقب بدء فصائل المعارضة المسلحة في سوريا عملياتها العسكرية قبل نحو أسبوعين، استنكرت "إدارة الشؤون السياسية بـ"حكومة إدلب" في 29 نوفمبر الماضي، التصعيد العسكري الروسي والقصف الذي طال مدينتي إدلب وحلب، لكنها دعت موسكو إلى "عدم ربط المصالح بنظام الأسد أو شخص بشار، بل مع الشعب السوري بتاريخه وحضارته ومستقبله".
وأعربت "حكومة إدلب" عن "سعي الشعب السوري لبناء علاقات إيجابية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع كل دول العالم"، معتبرةً روسيا بأنها "شريك محتمل في بناء مستقبل مشرق لسوريا الحرة".
يأتي هذا بينما لم يتضح بعد كيف ستتعامل حكومة تصريف الأعمال السورية بقيادة البشير مع قاعدتين عسكريتين روسيتين.
وتملك روسيا قاعدة جوية رئيسية في مدينة اللاذقية الساحلية، بينما تقع منشآتها البحرية في طرطوس. وتعد قاعدة طرطوس مركز الإصلاح والتجديد الوحيد لروسيا في البحر المتوسط.
وتواجه حكومة البشير أيضاً تحديات اقتصادية وسياسية ثقيلة، منها الوجود الروسي واستمرار القصف الإسرائيلي الكثيف على بلاده، وملف إعادة إعمار سوريا، والذي سيكون مهمة كبيرة بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية التي قتلت مئات الآلاف.
تصنيفات
