قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن إسرائيل تريد إقامة علاقات مع النظام الجديد في سوريا لكنها لن تتردد في الهجوم إذا مثل تهديداً للدولة اليهودية، وذلك بعد نشر الجيش الإسرائيلي قوات برية في المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين، وإعلانه تدمير 70% من القدرات العسكرية السورية في ضربات على عشرات الأهداف داخل سوريا منذ إعلان سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح نتنياهو، في بيان مصور بالفيديو: "إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة تأسيس نفسها في سوريا، أو سمح بنقل أسلحة إيرانية أو أي أسلحة أخرى إلى جماعة حزب الله، أو يهاجمنا - سنرد بقوة وسنحدد ثمناً باهظاً منه".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن "ما حدث للنظام السابق سيحدث أيضاً لهذا النظام"، زاعماً أن إسرائيل ليس لديها نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، واستدرك: "لكنها ستفعل ما هو ضروري لضمان أمنها".
وسيطرت المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" على الحكم في سوريا بعد معارك مسلحة مع الجيش السوري انتهت بفرار الرئيس السابق بشار الأسد من البلاد.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، في نشر قوات برية بالمنطقة منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع أقيمت بموجب اتفاقية فصل القوات في عام 1974، وتشرف عليها قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف)، وهو ما أدانته عدة دول.
ونفى الجيش الإسرائيلي، ما نقلته "رويترز" عن مصادر أمنية، الثلاثاء، بشأن توغل قواته إلى نحو 25 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة السورية دمشق، إذ أكد المتحدث باسم الجيش أن قوات تل أبيب "لم تتجاوز المنطقة العازلة".
اتصالات أميركية
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن المسؤولين الأميركيين يجرون اتصالات وثيقة مع جماعات المعارضة السورية والمسؤولين الإسرائيليين في ظل تطور الأوضاع.
وأضاف أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان سيزور إسرائيل، الأربعاء، لبحث ملف سوريا ضمن ملفات أخرى، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم اتفاقية عدم الاشتباك الموقعة عام 1974، معتبراً أن تواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة "مؤقت".
وذكر كيربي أن الإدارة الأميركية الحالية تجري محادثات مع المسؤولين المعنيين في فريق الرئيس المنتحب دونالد ترمب حول ما يجري في سوريا، والشرق الأوسط بشكل عام.
وفي عام 2019، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في ولايته الأولى، من جانب واحد، أن الولايات المتحدة "ستعترف بالكامل" بسيطرة إسرائيل على المنطقة، وهو قرار لم تغيّره إدارة بايدن.
واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان السوري في حرب عام 1967. وصوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإنشاء قوة مراقبة فض الاشتباك للقيام بدوريات في منطقة منزوعة السلاح تبلغ مساحتها حوالي 400 كيلومتر مربع، والحفاظ على السلام هناك بعد عام 1973.
ويوجد في قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة حوالي 1100 جندي، معظمهم من فيجي والهند وكازاخستان ونيبال وأوروجواي، ويقومون بدوريات في المنطقة.
وضمت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1981، وهو قرار رفضته الأمم المتحدة، واعتبرته إجراءً "باطلاً ولاغياً، ولا أثر قانوني له على الصعيد الدولي".
وتبلغ مساحة المرتفعات حوالي 1200 كيلومتر مربع، وتعتبر موقعاً استراتيجياً يطل على كل من إسرائيل وسوريا.
والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي أعلنت عزمها "الاعتراف الكامل" بسيطرة إسرائيل على المنطقة. في حين أن بقية العالم يعتبر المنطقة أرضاً سورية محتلة.