صور أقمار اصطناعية.. روسيا تواصل تمركزها في قواعدها الرئيسية بسوريا ولا مؤشر على انسحاب

موسكو تسحب فرقاطتين وغواصة إلى عرض البحر لـ"تجنب القذائف".. ووتيرة وصول طائرتها لا تشير لإخلاء

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بسوريا. 9 ديسمبر 2024 - Reuters
صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بسوريا. 9 ديسمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تواصل القوات الروسية تمسكها بقوعدها البحرية والجوية الرئيسية في سوريا، والتي تستخدمها كنقاط انطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، رغم انسحابها من مواقع أصغر بعد الإطاحة بحليفها الرئيس بشار الأسد، وفق "فاينانشيال تايمز". 

وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، جرت مراجعتها الثلاثاء، عدم وجود أي مؤشرات على انسحاب روسي من القاعدة البحرية في طرطوس أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، وكلتاهما على الساحل الغربي لسوريا.

ولعبت القاعدتان دوراً محورياً في دعم الكرملين لنظام الأسد، خلال الحرب الأهلية السورية، فضلاً عن كونهما جسراً لوجستياً حيوياً يربط روسيا بالجنوب. 

وقال الكرملين إن مستقبل قواعده في سوريا يعتمد على المفاوضات مع السلطات الجديدة، بعد أن أطاحت قوات فصائل المعارضة المسلحة، بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام"، بنظام الأسد. 

وغادر الأسد البلاد، الأحد، بعد أن سيطرت "هيئة تحرير الشام" على العاصمة السورية دمشق، حيث حصل على اللجوء في روسيا بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

ووفقاً لشركة الاستخبارات الدفاعية Janes، كان لدى روسيا العديد من المرافق العسكرية الأخرى في سوريا إضافة إلى حميميم وطرطوس، بما في ذلك قاعدتان جويتان في وسط البلاد وموقعان لأنظمة الدفاع الجوي "إس-400"، إلا أن تقارير أفادت بأن  القوات الروسية كانت تخلي بالفعل قواعد في منبج وكوباني.

تهديد التواجد الروسي في المتوسط

وقال بافل لوزين، الباحث الزائر في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، لـ"فاينانشيال تايمز" إن فقدان هاتين القاعدتين قد يعني خسارة روسيا وجوداً دائماً لأسطولها البحري في البحر المتوسط، إلى جانب نقطة توقف لعملياتها في إفريقيا.

وأوضح أن طائرة النقل الروسية "إليوشن إيل-76"، وهي طائرة النقل الثقيلة الرئيسية في روسيا منذ الحقبة السوفييتية، تتمتع بمدى طيران يبلغ 4200 كيلومتر بحمولة متوسطة. وفي حال فقدان القاعدة السورية، سيتعين على روسيا استخدام مطار واحد أو ربما عدة مطارات أخرى لتنفيذ عمليات بعيدة المدى.

وأضاف لوزين: "من الواضح أن روسيا ترغب في الاحتفاظ ولو بوجود رمزي في هذه القواعد، لتجنب ظهور هزيمتها بشكل واضح. لكن تحقيق ذلك يعتمد على كيفية تطور العملية السياسية داخل سوريا". 

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن التركيز الروسي الهائل على غزو أوكرانيا أدى إلى تقليص قدرات موسكو في سوريا، ما دفع بعض الأصوات المتشددة في الداخل إلى تقبل فقدان النفوذ الروسي في المنطقة على مضض. 

وكتب أندريه ميدفيديف، وهو مقدم برامج معروف على التلفزيون الحكومي الروسي، عبر تطبيق "تليجرام": "ماذا يمكننا أن نفعل؟ نبكي؟ إذا فقدنا القواعد في سوريا، نفقد إفريقيا أيضاً. سيكون من شبه المستحيل إيصال الإمدادات إلى جمهورية إفريقيا الوسطى أو مالي... حسناً، سنطور سيبيريا بدلاً من ذلك". 

موسكو لا تنسحب

وبينما تكشف صور الأقمار الاصطناعية وحركة أجهزة الإرسال عن نشاط طائرات النقل الثقيلة في حميميم خلال الأسبوع الماضي، يقول محللون إن وتيرة وصول ومغادرة الطائرات لا تشير إلى انسحاب متعجل. ولم تصل أي سفن إلى طرطوس لإجراء عمليات إجلاء بحري للمعدات أو الأفراد، بحسب "فاينانشيال تايمز". 

وقالت دارا ماسيكوت، الزميلة البارزة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، للصحيفة إن "المؤشرات القوية على التغيير تتمثل في عدد طائرات "إليوشن" و"أنتونوف" التي تنقل الشحنات. 

مضيفة: "إذا كانوا ينوون مغادرة طرطوس، سنرى المزيد من السفن تصل للمساعدة في نقل المعدات". وأضافت: "إذا كان هناك إجلاء يحدث، فسنلاحظ ذلك". 

وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، الاثنين، مغادرة فرقاطتين روسيتين وغواصة وسفينة دعم، سبق تصويرها في ميناء طرطوس يوم 6 ديسمبر. لكن صوراً التقطتها شركات مثل "بلانت لابز" و"ناسا" أظهرت هذه السفن وهي تتمركز على بعد 8 إلى 10 كيلومترات من الساحل. 

وأظهرت صورة ضبابية التقطتها وكالة الفضاء الأوروبية صباح الثلاثاء، سفينة بحجم مشابه لإحدى الفرقاطات في موقع مشابه.

وقالت ماسيكوت إن "الروس لا يريدون تعريض هذه السفن للهجوم، ولذلك قاموا بسحبها إلى البحر بعيداً عن مدى قذائف الهاون". 

وفي حال قررت روسيا إجلاء وجودها البحري، فمن المرجح أن تمنعها الحكومة التركية من عبور البحر الأسود عبر مضيق البوسفور. وفي هذه الحالة، ستكون أقرب قاعدة روسية هي "كالينينجراد" على بحر البلطيق، وهي رحلة بحرية طويلة تتطلب التزود بالوقود على مسار محاط بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تصنيفات

قصص قد تهمك