قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الخميس، إن الضربات الجوية، التي تشنها إسرائيل على سوريا، تُشكل انتهاكاً لسيادة البلاد وسلامة أراضيها و"لا بد أن تتوقف".
وشنت إسرائيل مئات الغارات الجوية، التي تقول إنها تهدف إلى تدمير الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية في سوريا، منذ أن أطاحت المعارضة برئيس النظام السابق بشار الأسد في هجوم خاطف هذا الشهر.
وأكد جوتيريش للصحافيين أنه "يجب استعادة سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها بالكامل، ولا بد من وضع حد على الفور لكل أعمال العدوان".
تقييد عمل القوة الأممية
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "دعوني أكن واضحاً: لا ينبغي أن تكون هناك قوات عسكرية في المنطقة العازلة بخلاف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.. يتعين على إسرائيل وسوريا الالتزام ببنود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، والتي لا تزال سارية تماماً".
وحركت إسرائيل قواتها إلى داخل منطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، وتحددت هذه المنطقة بعد حرب عام 1973 وتعمل قوات تابعة للأمم المتحدة على حفظ السلام فيها.
ووصف مسؤولون إسرائيليون هذه الخطوة بأنها إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن حدود إسرائيل، لكنهم لم يشيروا إلى موعد سحب القوات.
بدورها، قالت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) إن وجود الجيش الإسرائيلي في منطقة عملياتها بهضبة الجولان السورية أثر بشدة على حرية حركتها وقدرتها على القيام بأنشطتها العملياتية واللوجستية والإدارية.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي في نيويورك، الثلاثاء، أن بعثة "أوندوف" كانت تقوم "بنحو 55 إلى 60 مهمة عملياتية وأنشطة لوجستية يومية، وهي مقيدة حالياً بثلاثة إلى 5 تحركات لوجستية أساسية يومياً، مما يؤثر بشكل كبير على عملياتها".
نتنياهو على قمة جبل الشيخ
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً، الثلاثاء، مع وزير دفاعه ورئيس الأركان وقائد القيادة الشمالية ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" في جبل الشيخ داخل الأراضي السورية، وقال إن إسرائيل ستظل على هذه القمة إلى أن "يتم التوصل لتسوية أخرى تضمن أمن البلاد".
وأضاف نتنياهو: "كنت هنا قبل 53 عاماً مع جنودي في دورية لوحدة سييرت ماتكال (الاستطلاعية في الجيش)، لم يتغير المكان، لكن أهميته لأمن إسرائيل تعززت فقط خلال السنوات الأخيرة، خاصة في الأسابيع الماضية مع الأحداث الدرامية التي تجري هنا تحتنا في سوريا".
وكانت إسرائيل وافقت، الأحد، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة الفصائل المسلحة المعارضة الذين أطاحوا بالأسد.
وقال نتنياهو، في بيان، إن "تعزيز الوضع في الجولان هو تقوية لدولة إسرائيل، ومهم للغاية في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر وسنقيم فيها".
واحتلت إسرائيل معظم هضبة الجولان في سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.
انتقال سياسي في سوريا
على صعيد آخر، ذكر جوتيريش أن الأمم المتحدة تركز على تسهيل انتقال سياسي "شامل وموثوق به وسلمي" في سوريا وعلى تحريك المساعدات لمكافحة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال "إنها لحظة حاسمة، لحظة تاريخية تبعث على الأمل، لكنها أيضاً لحظة من الضبابية الشديدة"، مشيراً إلى أن بعض اللاعبين قد يحاولون استغلال الوضع لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وتابع "لكن من واجب المجتمع الدولي الوقوف مع الشعب السوري الذي عانى كثيراً. مستقبل سوريا يجب ألا يشكله إلا شعبها، ومن أجل شعبها، بدعم منا جميعاً".
وعين جوتيريش المحامية المكسيكية كارلا كوينتانا لرئاسة المؤسسة المستقلة لشؤون المفقودين في سوريا، وقال إنه يجب السماح لفريق المؤسسة بتنفيذ مهامه بالكامل.
وأسست الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤسسة المستقلة لشؤون المفقودين بسوريا عام 2023 لاكتشاف ما حدث للمفقودين ودعم الضحايا والناجين وأسرهم.