تركيا: سنفعل "كل ما يلزم" إذا لم تحل الحكومة السورية مشكلة "قسد"

مظلوم عبدي: نريد أن نكون جزءاً من جيش وطني ودولة مركزية دون تقسيم

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول. 14 يوليو 2024 - REUTERS
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول. 14 يوليو 2024 - REUTERS
أنقرة-وكالات

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تركيا ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوف أنقرة بشأن الجماعات الكردية التي تعتبرها "إرهابية"، فيما قال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن قواته تريد أن تكون جزءاً من دولة سورية مركزية دون تقسيم.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المجموعة المسلحة التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، امتداداً لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين خاضوا تمردا ضد الدولة التركية لمدة 40 عاماً وتعتبرهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

وتصاعدت الأعمال القتالية منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل أسبوعين، وسيطرت تركيا والجماعات السورية التي تدعمها على مدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية في التاسع من ديسمبر. وترك سقوط الأسد الفصائل الكردية في موقف دفاعي إذ تسعى إلى الاحتفاظ بالمكاسب السياسية التي حققتها في السنوات الـ13 الماضية.

وفي مقابلة مع قناة Frnace 24، مساء السبت، قال فيدان إن الخيار المفضل لدى أنقرة هو أن تعالج الإدارة الجديدة في دمشق المشكلة بما يتماشى مع وحدة الأراضي السورية وسيادتها وسلامتها، مضيفاً أنه يتعين حل وحدات حماية الشعب على الفور.

وأضاف: "إذا لم يحدث ذلك، فيتعين علينا حماية أمننا القومي".

وعندما سئل عما إذا كان ذلك يشمل العمل العسكري، رد فيدان: "كل ما يلزم".

ورداً على سؤال بشأن تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حول إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي مع أنقرة، قال فيدان إن المجموعة يجب أن تسعى إلى مثل هذه التسوية مع دمشق، لأن هناك "واقعاً جديداً" هناك الآن.

وأضاف: "الواقع الجديد، نأمل أن يعالج هذه القضايا، لكن في الوقت نفسه، تعرف وحدات حماية الشعب الكردية/حزب العمال الكردستاني ما نريده. لا نريد أن نرى أي شكل من أشكال التهديد العسكري لنا. ليس التهديد الحالي، ولا أيضاً التهديد المحتمل".

وشنت أنقرة، إلى جانب حلفائها السوريين، عدة هجمات عبر الحدود ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، بينما طالبت مراراً وتكراراً الولايات المتحدة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بوقف دعمها للمقاتلين.

ولعبت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في هزيمة مسلحي تنظيم "داعش" في الفترة من 2014 إلى 2017 بدعم جوي أميركي، ولا تزال تحرس مقاتلي التنظيم في معسكرات الاعتقال. وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن التنظيم المتشدد سيحاول إعادة تأسيس قدراته في هذه الفترة.

وقال فيدان إنه لا يجد زيادة عدد القوات الأميركية في سوريا خلال الآونة الأخيرة "قراراً صحيحاً"، مضيفاً أن الحرب على تنظيم "داعش" كان "ذريعة" للحفاظ على الدعم لقوات سوريا الديمقراطية.

وتابع أن "الحرب على داعش لها مهمة واحدة فقط وهي إبقاء سجناء التنظيم في السجون، وهذا هو كل شيء".

وقال فيدان أيضاً إن "هيئة تحرير الشام" التي اجتاحت دمشق للإطاحة بالأسد، كان لها "تعاون ممتاز" مع أنقرة في المعركة ضد "داعش" والقاعدة في الماضي من خلال تبادل المعلومات المخابراتية.

وأضاف أيضاً أن تركيا لا تؤيد بقاء أي قواعد أجنبية، بما في ذلك القواعد الروسية، في سوريا، لكن الاختيار يعود للشعب السوري.

"قسد" والدولة المركزية

في المقابل، قال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن قواته لم تطالب بحكم فيدرالي في سوريا، بل تريد أن تكون جزءاً من دولة سورية مركزية دون تقسيم.

وشدد قائد "قسد"، في مقابلة مع تلفزيون France24، على الرغبة في أن تكون قواته جزءاً من جيش وطني سوري في حال تشكيله، مضيفاً: "نحن مستعدون لبحث ذلك الأمر مع الحكومة الجديدة في دمشق".

وأضاف: "قوات سوريا الديمقراطية لم تتفاوض بعد مع القيادة الجديدة في دمشق بشأن مستقبل سوريا، لكنها مستعدة لذلك".

وطالب عبدي الحكومة المركزية الجديدة في دمشق بالقيام بواجبها لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، مشيداً بالتصريحات الصادرة عن الإدارة في دمشق بوصفها "إيجابية حتى الآن ونرحب بها".

وأوضح عبدي أن "قسد" تتواصل مع الأميركيين للضغط على تركيا من أجل وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن القوات الموالية لتركيا تقترب من كوباني من ناحية منبج ونهر الفرات وسط اشتباكات شرسة.

تصنيفات

قصص قد تهمك