قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، الثلاثاء، إن بلادها تجري محادثات دبلوماسية لفتح سفارة طهران في العاصمة السورية دمشق بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وكان إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ذكر الأسبوع الماضي، أن إعادة فتح سفارة بلاده في دمشق تحتاج إلى ضمان أمن الدبلوماسيين، مضيفاً أنه "إذا ما توفرت الظروف المطلوبة لإعادة فتح سفارتنا في سوريا، أمنیاً وسیاسیاً، سنبادر إلى ذلك".
لكن بقائي قال الاثنين، إنه لا يوجد تواصل مباشر بين إيران والفصائل السورية المسلحة التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد في وقت سابق هذا الشهر.
ويتناقض هذا مع تصريحات سابقة لمسؤول إيراني كبير قال لوكالة "رويترز" غداة الإطاحة بالأسد، إن طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل المعارضة في محاولة "لمنع مسار عدائي بين البلدين".
وقال المسؤول الذي لم يتم الكشف عن هويته: "حكام إيران من رجال الدين، الذين يواجهون الآن فقدان حليف مهم في دمشق وعودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير، منفتحون على التعامل مع القادة لسوريين الجدد"، موضحاً أن هذا التواصل "مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية".
فراغ إيراني
وجهت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بعد اجتياح قوات من فصائل المعارضة المسلحة العاصمة دمشق في وقت سابق من الشهر الجاري، ضربة كبيرة لشبكة وكلاء إيران، وكان تحالفها مع الأسد حجر الزاوية لنفوذها في المنطقة.
وفقدت طهران برحيل الأسد حليفاً أساسياً فيما يعرف بالمحور الإيراني، ما أدى إلى تراجع نفوذها وقدرتها على الحفاظ على شبكتها من الجماعات المسلحة في شتى أنحاء الشرق الأوسط، ولا سيما جماعة حزب الله في لبنان.
ومنح الأسد إيران ممراً حيوياً لشحنات الأسلحة لإعادة بناء قدرات "حزب الله". ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإطاحة بالأسد ووصفها بأنها "يوم تاريخي" أعقب الضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران وحزب الله.
ورغم مخاوفها من مخاطر عدم الاستقرار والتطرف التي قد يأتي به هذا التحول، يشكل سقوط نظام الأسد فرصة للقوى الغربية بعد القضاء على معقل كانت إيران وروسيا تمارسان من خلالهما نفوذهما في أنحاء المنطقة.
خطوات حذرة
وفتحت العديد من الدول الغربية قنوات التواصل مع القيادة الجديدة في سوريا، إذ أرسلت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا دبلوماسيين للقاء قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، فيما أعربت الولايات المتحدة عزمها اتخاذ خطوة مماثلة.
ورفعت فرنسا قبل نحو أسبوعين علمها فوق سفارتها في دمشق، لكنها قالت إن هذه الخطوة لا تعني تلقائياً أنها ستعيد تمثيليتها الدبلوماسية.
وكشفت وزارة الخارجية الألمانية في وقت سابق أن اجتماعاً بين دبلوماسيين من ألمانيا وأعضاء من الحكومة المؤقتة السورية شكل "فرصة جيدة" للتواصل مع الحكام الفعليين الجدد للبلاد.
وقال متحدث باسم الوزارة: "كانت هذه أول فرصة جيدة للتواصل مع هيئة تحرير الشام والأوصياء الفعليين في دمشق"، وأشار إلى أن المحادثات التي عقدت في دمشق ركزت على استقرار سوريا وبحثت سبل استئناف الوجود الدبلوماسي ألمانيا هناك.
بدوره أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه إجراء اتصالات مع القيادة السورية الجديدة واستئناف عمل بعثته هناك. وبعثة الاتحاد، التي تشبه السفارة، في سوريا لم تُغلق رسمياً أبداً، لكن لم يكن هناك سفير معتمد في دمشق أثناء الحرب.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمام البرلمان الأوروبي: "نريد أن تستأنف هذه البعثة العمل بكامل طاقتها".
وذكرت أنها طلبت من رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى دمشق للتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا والفصائل المختلفة الأخرى.