قال قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، في تصريحات لقناة "العربية"، الأحد، إن عملية إجراء الانتخابات، قد تستغرق 4 سنوات، مشيراً إلى أن وضع دستور جديد، ربما يستغرق 3 سنوات.
وأوضح الشرع، خلال التصريحات، أن الإدارة السياسية الجديدة في البلاد، تتفاوض حالياً مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد" لضمها في القوات المسلحة السورية، واصفاً المرحلة الحالية التي تمر بها سوريا، بأنها "تمهيدية لحكومة مؤقتة بمدة أطول"، معتبراً أن "المحاصصة السياسية ستدمر العملية الانتقالية"، وذلك في معرض رده على تشكيل حكومة تصريف الأعمال برئاسة محمد البشير والتي تدير شؤون البلاد.
وبرر الشرع، تعيينات حكومة تصريف الأعمال التي جاءت من "هيئة تحرير الشام"، بأن المرحلة السياسية الحالية في سوريا "تحتاج انسجاماً بين مكونات السلطة الجديدة"، معتبراً أن "شكل التعيينات الحالي كان من ضرورات المرحلة وليس إقصاء لأحد"، وأن سوريا "تحتاج إلى عام كامل ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية".
وشدد أحمد الشرع في تصريحاته، على أنه سيتم حل "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها، معلناً أنه سيتم "هيكلة الجيش السوري من قِبَل لجنة قيادية عسكرية خلال الأيام المقبلة".
انتخاب الرئيس
الشرع ذكر أن "أي انتخابات سليمة ستحتاج إلى القيام بإحصاء سكاني شامل"، ما يتطلب وقتاً، لافتاً إلى أن هناك مراحل سياسية عديدة ستسبق اختيار شخصية الرئيس.
وأعرب عن تطلعه إلى "دستور يستمر لأطول فترة ممكنة"، واصفاً المهمة بأنها "عمل شاق طويل"، وتابع: "نتطلع لدستور ناظم لحياة المجتمع".
وذكر أن فصائل المعارضة السورية التي تدير شؤون البلاد حالياً "راعت جاهدة مسألة عدم وقوع ضحايا أو نزوح خلال عملية التحرير. وحاولنا جاهدين أن يكون انتقال السلطة سلساً".
قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أكد خلال التصريحات، أن سوريا "في مرحلة إعادة بناء القانون"، مشيراً إلى أن "مؤتمر الحوار الوطني" الذي دعا إليه "سيكون جامعاً لكل مكونات المجتمع، وسيشكل لجاناً متخصصة وسيشهد تصويتاً أيضاً".
وعن العلاقات الخارجية للإدارة السياسية الجديدة في سوريا، أكد أحمد الشرع، أن سوريا "لن تكون مصدر إزعاج لأحد"، مشدداً على أن إدارته "لن تسمح بأن تكون سوريا منصة انطلاق لهجمات حزب العمال الكردستاني"، كما شدد أيضاً على أن "الأكراد جزء لا يتجزأ من المكونات السورية".
قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أكد خلال المقابلة أنه "لا تقسيم لسوريا بأي شكل ولا فيدرالية".
العلاقات الخارجية
وعن التواجد العسكري الروسي في سوريا، اعتبر أحمد الشرع، خلال المقابلة، أن روسيا التي وصفها بـ"ثاني أقوى دولة في العالم"، "لها أهمية كبيرة"، مشيراً إلى أن إدارته "لا تريد أن تخرج روسيا من سوريا بطريقة لا تليق بعلاقة الجانبين"، مضيفاً: "لسوريا مصالح استراتيجية مع روسيا".
طالب قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بـ"عدم انتهاج سياسة سابقتها (إدارة بايدن)"، داعياً إلى رفع العقوبات الأميركية على بلاده، مؤكداً أن دمشق تسعى إلى إقامة علاقات سياسية جيدة مع الجميع.
وبشأن العلاقات مع إيران، قال الشرع إنه "كان على إيران الاصطفاف مع الشعب السوري"، مضيفاً: "كنا نتوقع تصريحات إيجابية من إيران"، داعياً طهران إلى "إعادة النظر في سياستها وتدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط"، وتابع: "قمنا بواجبنا كدولة تجاه المقرات الإيرانية رغم الجراح".
دور سعودي في مستقبل سوريا
وعن الموقف السعودي من دمشق، رأى قائد الإدارة السياسية في سوريا، أن "التصريحات السعودية الأخيرة تجاه سوريا إيجابية جداً"، مؤكداً أن السعودية "تسعى لاستقرار سوريا ولها فرص استثمارية كبرى في سوريا".
وأضاف الشرع: "أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا"، معتبراً أن "تحرير سوريا (من نظام الأسد) يضمن أمن المنطقة والخليج وسوريا لـ50 سنة مقبلة".
أوضح قائد الإدارة السياسية في سوريا، خلال المقابلة، أن إدارته ستدير المرحلة الانتقالية "بعقلية الدولة"، مشيراً إلى أن "النظام السابق خلف انقسامات هائلة داخل المجتمع السوري".
وقلل أحمد الشرع من المخاوف بشأن الداخل السوري، قائلاً: "ليس هناك قلق في الداخل السوري فالسوريون متعايشون"، وأضاف: "ما يحصل من عمليات انتقامية أقل المتوقع مقارنة بحجم الأزمة".
وفيما يتعلق بالتظاهرات، شدد الشرع على أنه "حق مشروع لأي مواطن كي يعبر عن رأيه، دون المساس بالمؤسسات"، وتابع: "سنجنب سوريا أي مجادلات سياسية وغايتنا التنمية والاقتصاد".