وصل وزيرا خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك وفرنسا جان نويل بارو إلى العاصمة السورية دمشق الجمعة، لإجراء محادثات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع نيابة عن الاتحاد الأوروبي، في أوّل زيارة من نوعها على هذا المستوى من دول غربية إلى سوريا منذ سقوط حكم بشار الأسد.
ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية قبل مغادرة بيربوك إلى دمشق عن الوزيرة، قولها: "رحلتي اليوم، مع نظيري الفرنسي وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي إشارة واضحة إلى السوريين مفادها أن البداية السياسية الجديدة ممكنة بين أوروبا وسوريا وبين ألمانيا وسوريا".
وأضافت أنها تتوجه إلى سوريا "بيد ممدودة"، وتابعت: "لدينا الآن هدف نضعه بعين الاعتبار، ويتوق إليه ملايين السوريين أيضاً، وهو أن تتمكن سوريا مرة أخرى من أن تصبح عضواً يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي".
"صفحة الأسد انتهت"
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية في سلسلة منشورات على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، إن "عقوداً من القمع والأعمال الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد، والحرب الأهلية الرهيبة، خلفت جروحاً كبيرة لدى ملايين الأشخاص في سوريا. بلد بأسره لا يزال متأثراً، وفي الوقت نفسه أصبح يحدوه أمل مشروع في أن المستقبل سيكون أفضل".
وأضافت: "انتهى الفصل المؤلم من حكم الأسد. وبدأت الآن صفحة جديدة، ولكن لم تُكتب بعد. لأنه في هذه اللحظة، السوريون لديهم الفرصة لتولي المسؤولية عن مصير دولتهم مرة أخرى".
وتابعت: "نريد أن ندعمهم في هذا الأمر: في انتقال شامل وسلمي للسلطة، وفي المصالحة المجتمعية، وفي إعادة الإعمار، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي قدمناها للشعب في سوريا دون انقطاع على مر السنين. ونحن نعلم جميعاً أن هذا سيكون طريقاً مليئاً بالصعاب".
واختتمت بالقول: "إننا نسافر إلى دمشق اليوم لعرض تقديم الدعم، وكذلك لدينا تطلعات واضحة بشأن الحكام الجدد. والبداية الجديدة، لا يمكن أن تتحقق إلا إذا حصل كل السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، على مكان في العملية السياسية".
بارو وصل إلى دمشق
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، وصول وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى دمشق، حيث التقى قادة الكنائس المسيحية السورية.
وأعرب خلال اللقاء عن دعم باريس لتطلعات السوريين بشأن انتقال سياسي سلمي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: "ستمثل هذه الزيارة رغبة فرنسا وألمانيا في الوقوف إلى جانب الشعب السوري (...) بعد سقوط نظام بشار الأسد".
وأضافت أن "التبادلات الميدانية ستسمح للوزراء أيضاً بالعمل على الاستجابة لتحديات الأمن الجماعي، وفي المقام الأول مكافحة الإرهاب".
وقال الوزير الفرنسي في تغريدة على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "نريد تعزيز عملية انتقالية سلمية في سوريا"، من أجل السوريين، واستقرار المنطقة.
وبيربوك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو هما أول دبلوماسيان كبيران من الاتحاد الأوروبي يزوران سوريا منذ الإطاحة بالنظام السوري.
ومنذ الإطاحة بالنظام السوري، تسعى الإدارة الجديدة بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى طمأنة الدول العربية، والمجتمع الدولي بأنها ستمثل جميع السوريين. فيما تسعى دول إقليمية وغربية إلى التحرك لبناء علاقات مع الحكام الجدد هناك.
وبدأت حكومات غربية فتح قنوات تدريجية مع الشرع و"هيئة تحرير الشام"، وبدأت في مناقشة ما إذا كان ينبغي إلغاء تصنيف الجماعة التي كانت ترتبط بتنظيم "القاعدة"، على أنها "جماعة إرهابية".