دمشق -أحمد الحسن
يُحيط قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، نفسه بحرسه القديم، أسماء صعدت إلى العلن، وأخرى تعمل في الظل، وثالثة في الخفاء، وهُم رفاق سلاح، وكثيرون منهم من المؤسسين لجبهة النصرة سابقاً، وهو نفسه يقول إن "مقتضيات المرحلة اقتضت هذا اللون من التعيينات"، فمن هُم أبرز الرجال الذين يُحيطون بالشرع؟
أنس خطاب.. اليد اليمنى وبيت الأسرار
علمت "الشرق" من مصادر في الإدارة السورية الجديدة، أن الشخصية الأقرب للشرع حالياً في المشهد هي رئيس جهاز الاستخبارات السورية الجديد أنس خطاب، فهو يده اليُمنى وبيت أسراره، كما أنه كان معه منذ بداياته التنظيمية والعسكرية، ويعود له الفضل في تشكيل البنية الأمنية لهيئة تحرير الشام، وتنشيط قوتها الاستخباراتية.
ونفت مصادر "الشرق"، أن يكون الشرع وخطاب قد اختلفا سابقاً، وذكرت أن "كل منهما مصدر ثقة بالنسبة للآخر"، وسبق أن أوكل الشرع لخطاب مهامّ أمنية، لا سيما في قضية "العمالة داخل الهيئة"، والتي تمحورت حول تخابر قيادات كبيرة في الهيئة مع جهات أجنبية.
وكشفت مصادر "الشرق" أن تعيين خطاب جاء بقرار وتوجيه من الشرع نفسه، الذي أوكل له مهمّة حل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، وتشكيل أجهزة جديدة بعدد محدود، ومهامّ محدّدة، فضلاً عن وجود خطاب في غالبية اللقاءات التي يعقدها الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.
مرهف أبو قصرة.. وزير الدفاع
رغم أن العلاقة بين الشرع ومرهف أبو قصرة جيدة، لكن مصادر "الشرق" كشفت عن بعض التوترات التي شابتها بسبب ملف "العمالة داخل الهيئة"، وحينها أمر الشرع باعتقال أبو قصرة وبقي قيد الاعتقال والتحقيق نحو أسبوعين، قبل أن يُطلق سراحه ويُقفل هذا الملف الذي دار جدل كثير بشأنه.
وقاد أبو قصرة الجناح العسكري في الهيئة أكثر من 5 سنوات، وأحدث فيها تطورات تنظيمية ذات علاقة بالهيكلة، ونقلها إلى مستوى متقدم على نمط الجيوش، وكان من المخططين الرئيسيين لعملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر عام 2024، والتي انتهت بالإطاحة بنظام بشار الأسد.
ووفق ما كشفته مصادر في الإدارة الجديدة لـ"الشرق"، فإن الشرع اختار أبو قصرة وزيراً للدفاع ورفعه لرتبة لواء، لعلاقته الجيدة مع قادة الهيئة، ولخبرته العسكرية، وكذلك لحزمه في الملفات الخلافية، بما ينسجم مع تحديات المرحلة، من حل الفصائل ودمجها في جيش واحد.
علي النعسان.. رئيس هيئة الأركان
في المشهد العسكري حول الشرع اسم مهم، لكنه قليل الذِكر والظهور، وورد اسمه مؤخراً في نشرة الترقيات العسكرية الصادرة عن الإدارة السورية الجديدة والتي رفعته إلى رتبة لواء، وهو علي نور الدين النعسان، يُعرف بأنه شخصية عسكرية يعتمد عليها أحمد الشرع في توحيد الصفوف وتقريب وجهات النظر، وهو ابن مدينة طيبة الإمام في محافظة حماة، ذات المحافظة التي ينحدر منها وزير الدفاع.
وحسب مصادر "الشرق"، فإن النعسان الذي عيّنه الشرع رئيساً لهيئة الأركان السورية، من أبرز القادة العسكريين في هيئة تحرير الشام وكان معنياً بملفات هيكلية وتنظيمية داخل هيئة تحرير الشام، وفي منصبه الجديد يُركز برنامجه على إعادة بناء الجيش، مع وضع أسس مهنية حديثة لتدريب وتجهيز القوات، وهي ذات الرؤية التي يتمتع بها وزير الدفاع أبو قصرة.
مختار التركي.. الحرس القديم
في الدائرة المقربة من أحمد الشرع يحضر عمر محمد جفتشي، وهو وفق مصادر في شمال سوريا تركي الجنسية، يعمل في المجال العسكري ضمن هيئة تحرير الشام، ويُعرف بـ"مختار تركي"، وصدر اسمه ضمن نشرة الترقيات العسكرية الأخيرة، ليحصل على رتبة عميد.
ووفق مصادر "الشرق"، فإن الشرع اعتمد على "مختار التركي" في قضية أزمة العمالة والتخابر، بدايات 2024، في حين ارتفع وقتها منسوب الشك بين الشرع وكبار قيادات الهيئة، حتى أن المصادر كشفت أن الشرع دفع حينها بـ"مختار التركي" ليكون من ضمن قيادات الصف الأول في الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام.
أبو الخير تفتناز.. قيادات الظل
أحد أبرز قادة هيئة تحرير الشام والمقرب من الشرع أيضاً، هو محمد خير حسن شعيب، الذي صدر اسمه في قرار الترقيات ليصبح عميداً في الجيش السوري الجديد، إنّما دون معرفة حقيقية لأدواره وصلاحياته، لكن محمد شعيب المعروف بـ"أبي الخير تفتناز" والمنحدر من إدلب، كان يلعب أدواراً تنظيمية في الهيئة، ولذلك اختاره الشرع، للمساعدة في حل الفصائل، وتشكيل الجيش الجديد.
وحسب مصادر "الشرق"، فإن العلاقة بين محمد شعيب وأحمد الشرع لم تكن على أحسن حال في قضية العمالة والتخابر، لكن المصادر أكدت أن "أبي الخير تفتناز" انحاز إلى طرف الشرع، بعد أن كان في الصف الذي يعارضه.
تصنيفات
