قال توم هومان المسؤول عن أمن الحدود في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الإدارة تخطط لاستخدام طائرات عسكرية "يومياً"، للمساعدة في تنفيذ ما وصفه "بأكبر عملية ترحيل" في تاريخ الولايات المتحدة.
يأتي هذا في الوقت الذي أشارت تقارير إلى رفض المكسيك استقبال طائرة عسكرية أميركية تقلّ مهاجرين غير شرعيين، الخميس، فيما نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض صحة هذه التقارير.
وأضاف هومان، الذي كان يشغل منصب المدير السابق بالإنابة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، والملقب بـ"قيصر الحدود" في مقابلة مع برنامج This Week على شبكة ABC News، أنه "بعد أيام فقط من تولي ترمب منصبه، استخدمت الحكومة الأميركية ولأول مرة على الإطلاق طائرات عسكرية لنقل المهاجرين إلى بلادهم"، مشيراً إلى هذا "سيصبح الآن إجراءً يومياً".
و"قيصر الحدود" لقب غير رسمي، يُستخدم لوصف بعض المسؤولين رفيعي المستوى الذين يُمنحون عادة سلطات واسعة لمعالجة قضية معينة.
ونقلت ABC عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن القوات الجوية الأميركية نقلت، الخميس، أكثر من 150 مهاجراً إلى جواتيمالا عبر رحلتين منفصلتين؛ لكن هومان أوضح أن "الرحلات الجوية العسكرية ليست سوى جزء واحد من خطة أوسع بكثير".
وزعم هومان أنه، على عكس ما كان الحال في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أصبح لضباط الهجرة والجمارك الآن الحرية في اعتقال أي من المهاجرين البالغ عددهم أكثر من 11 مليوناً في البلاد دون وضع قانوني، وليس فقط أولئك الذين تم تحديدهم كأولوية للترحيل بسبب إدانتهم بجرائم، أو تهديدهم للسلامة العامة.
وتابع: "إذا كنت في البلاد بشكل غير قانوني، فأنت ضمن المستهدفين لأنه ليس من المقبول، كما تعلم، انتهاك قوانين هذا البلد".
ولفت هومان، إلى أن الإجراءات الحالية لإدارة ترمب تركز على تهديدات السلامة العامة والأمن القومي، ولكنها ستوسع النطاق "في الأسابيع والأشهر المقبلة".
واقترح هومان أيضاً، حلاً آخر، لأولئك الذين "يتواجدون في البلاد بشكل غير قانوني"، قائلاً إنهم "يجب أن يغادروا" بأنفسهم.
تباين بشأن موقف المكسيك
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي وآخر مكسيكي، قولهما إن المكسيك رفضت طلباً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالسماح لطائرة عسكرية أميركية تقل مهاجرين، تقرر ترحيلهم من البلاد، بالهبوط في أراضيها، ما أحبط مؤقتاً خطط الإدارة.
وتوجهت طائرتان عسكريتان أميركيتان تحمل كل منهما نحو 80 مهاجراً إلى جواتيمالا، الجمعة، لكن الحكومة لم تتمكن من المضي قدماً في الرحلة الثالثة التي كانت مقررة إلى المكسيك بعد رفض استقبال تلك الطائرة.
وأكد مسؤول أميركي ومسؤول مكسيكي القرار الذي كانت شبكة NBC News أول من أوردته، نقلاً عن مسؤولين اثنين في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، وشخص ثالث مطلع على الوضع.
وذكرت المصادر لشبكة NBC News أن طائرتين من طراز C-17 تابعتين للقوات الجوية الأميركية، كانتا متوجهتين إلى جواتيمالا، وتحمل كل منهما نحو 80 شخصاً، أقلعتا لترحيل المهاجرين مساء الخميس، أما الرحلة الثالثة، التي كانت مخصصة للمكسيك، فلم تقلع أبداً.
وقالت الخارجية المكسيكية، في بيان لاحق، إن المكسيك تربطها "علاقة رائعة للغاية" مع الولايات المتحدة، وتعاونت في قضايا مثل الهجرة.
وأضافت: "عندما يتعلق الأمر بعمليات الترحيل فنحن نقبل دائماً وصول المكسيكيين إلى أراضينا بكل ترحاب". ولم يذكر المسؤول المكسيكي، أي سبب لرفض استقبال بلاده للطائرة، في حين لم تشر وزارة الخارجية إلى الواقعة.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على منصة "إكس": "بفضل الرئيس ترمب: أمس، المكسيك قبلت 4 رحلات ترحيل قياسية في يوم واحد!".
وأضافت: "يأتي هذا بالإضافة إلى عمليات العودة غير المقيدة على الحدود البرية، وترحيل غير المكسيكيين، وإعادة العمل بسياسة ابق في المكسيك. كما حشدت المكسيك 30 ألف جندي من الحرس الوطني".
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية أو البنتاجون على طلبات للتعليق.
"ابق في المكسيك"
ولم يتضح على الفور سبب منع المكسيك للرحلة، لكن التوترات بين الولايات المتحدة والمكسيك، الجارتين والحليفتين منذ فترة طويلة، تصاعدت منذ فوز ترمب في انتخابات نوفمبر الماضي.
وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك كعقاب على عبور المهاجرين الحدود المشتركة بين البلدين، لكنه لم ينفذ ذلك حتى الآن.
وأعلنت إدارة ترمب الأسبوع الماضي، إعادة إطلاق البرنامج المعروف باسم "ابق في المكسيك"، الذي يجبر طالبي اللجوء غير المكسيكيين على الانتظار في المكسيك لحين البت في قضاياهم في الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، الأربعاء، إن مثل هذه الخطوة تتطلب موافقة الدولة التي تستقبل طالبي اللجوء، وإن المكسيك لم تفعل ذلك.
وتأتي رحلات الترحيل العسكرية في إطار حملة أوسع شنتها إدارة ترمب ضد الهجرة غير الشرعية، والتي بدأت بأوامر تنفيذية وقعها في الأسبوع الأول من توليه منصبه. وإلى جانب رحلات الترحيل، استعان ترمب بالجيش لتعزيز وجوده على الحدود بإضافة 1500 جندي إضافي.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترمب بوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة والسعي لترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون بالفعل في البلاد.