بعد تصريحات ترمب.. أوروبا تدرس نشر قوات في جزيرة "جرينلاند"

time reading iconدقائق القراءة - 7
علم جرينلاند يرفرف في مستوطنة إيجاليكو بجزيرة جرينلاند. 5 يوليو 2024 - reuters
علم جرينلاند يرفرف في مستوطنة إيجاليكو بجزيرة جرينلاند. 5 يوليو 2024 - reuters
دبي/ برلين -الشرقرويترز

قال رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، روبرت بريجير، إنه "من المنطقي نشر قوات من دول الاتحاد الأوروبي في جزيرة جرينلاند"، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن اهتمامه بشراء الجزيرة التابعة للدنمارك.

وأضاف بريجير في مقابلة أجرتها معه صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية، نشرت السبت: "من وجهة نظري سيكون من المنطقي تماماً التفكير في نشر جنود من الاتحاد الأوروبي في جرينلاند بالمستقبل، وليس الاكتفاء فقط بوجود قوات أميركية هناك كما هو الحال حتى الآن".

وذكر الجنرال النمساوي، أن مثل هذه الخطوة تتطلب في نهاية الأمر قراراً سياسياً. واللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي هي أعلى هيئة عسكرية به، "إلا إنها تضطلع بدور استشاري فقط لأن الاتحاد الأوروبي ليس له جيش خاص به".

وتتمتع جرينلاند، وهي مستعمرة دنماركية سابقة، بصفة الحكم الذاتي منذ عام 1979. وانضمت إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية EEC في عام 1973 في نفس الوقت الذي انضمت فيه الدنمارك، قبل أن تغادر في عام 1985 بعد إجراء استفتاء.

وتحتفظ الدنمارك بكافة سلطاتها على جرينلاند فيما يتعلق بالشؤون الدولية والدفاع والسياسة الأمنية. ولكن بموجب اتفاقية عام 2009، لا يمكن لجرينلاند أن تعلن استقلالها عن الدنمارك إلا بعد إجراء استفتاء.

وتندرج جرينلاند في قائمة 22 دولة ومنطقة ما وراء البحار (OCTs)، إلى جانب بولينيزيا الفرنسية وجزر الأنتيل الهولندية.

وكان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قال في 8 يناير الجاري، على "فرانس إنتر"، إنه "ليس هناك شك" في أن الاتحاد الأوروبي سيترك دولة "تهاجم حدوده السيادية". وأشار إلى أن جرينلاند ستظل "إحدى أراضي الاتحاد الأوروبي"، حسبنا نقلت شبكة touteleurope.

ماذا تقول القوانين الأوروبية؟

تعزز معاهدة لشبونة تضامن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مواجهة التهديدات الخارجية من خلال إدخال شرط الدفاع المشترك في المادة 42  من معاهدة الاتحاد الأوروبي. وينص هذا البند على أنه في حالة تعرض إحدى الدول الأعضاء لهجوم مسلح على أراضيها، يجب على الدول الأعضاء الأخرى تقديم العون والمساعدة لها بكل الوسائل المتاحة لها، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بحسب موقع الاتحاد الأوروبي.

وهذا الالتزام بالدفاع المتبادل ملزم لجميع الدول الأعضاء. ومع ذلك، فإنه لا يؤثر على حياد بعض الدول الأعضاء أو عضوية الدول في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

يُستكمل هذا الشرط ببند التضامن (المادة 222 من معاهدة الاتحاد الأوروبي) الذي ينص على التزام الدول الأعضاء بالعمل بشكل مشترك عندما يكون أحدهم ضحية هجوم إرهابي أو كارثة طبيعية أو وباء بشري.

ويعد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة القوة العسكرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، إنه على الرغم من أن جرينلاند ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي بل إقليم تابع للدنمارك في الخارج، فإن الأوروبيين والولايات المتحدة، لديهم مصالح هناك، مشيراً إلى موادها الخام وموقعها الاستراتيجي.

وأشار إلى أنه يأمل أن تحترم الولايات المتحدة، بصفتها عضوا في الأمم المتحدة، حرمة الحدود كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.

محادثة سيئة

ويأتي هذا في وقت خفّفت فيه الولايات المتحدة من حدة "اللهجة" مع الدنمارك بعد أيام من محادثة "سيئة للغاية" بين الرئيس دونالد ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن بشأن ضم جزيرة جرينلاند.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن 5 مسؤولين أوروبيين حاليين وسابقين مطلعين على الاتصال بين ترمب وفريدريكسن، قولهم إن المحادثة "سارت بشكل سيئ للغاية"، إذ كان ترمب "عدوانياً وصدامياً"، وذلك في أعقاب تعليقات رئيسة الوزراء الدنماركية بأن الجزيرة "ليست للبيع"، على الرغم من عرضها لمزيد من التعاون في القواعد العسكرية، والاستفادة من المعادن.

وفي وقت لاحق على الاتصال، وصف وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكي راسموسن، "لهجة" اتصال مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، الجمعة، بأنها "جيدة وبناءة"، وأعلن موافقة بلاده على مناقشة الوضع في منطقة القطب الشمالي مع الولايات المتحدة.

وأشارت الخارجية الدنماركية في بيان، إلى بحث الاتصال قضايا عدة منها الحرب في أوكرانيا، والأمن الأوروبي، والوضع في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن "أمن القطب الشمالي لم يكن على جدول الأعمال، لكن تم الاتفاق على مناقشته بين الولايات المتحدة والدنمارك وجرينلاند في وقت لاحق".

كان ترمب أعرب في منتصف ديسمبر الماضي، اعتزامه شراء جرينلاند، وهي فكرة طرحها خلال ولايته الأولى (2017 إلى 2021)، فيما ردت الدنمارك على تلك التعليقات قائلة إن أراضيها "ليست للبيع"، كما قال رئيس وزراء جرينلاند موت إيجيدي، الذي كثف جهوده من أجل الاستقلال، إن "الجزيرة ليست للبيع"، وأن "الأمر متروك لشعبها لتقرير مستقبلهم".

ولكن ذلك لم يُثن ترمب عن خطته للاستحواذ على أكبر جزيرة في العالم، إذ رفض خلال مؤتمر صحافي في يناير الجاري، استبعاد احتمال غزو جرينلاند، واصفاً الجزيرة بأنها ذات أهمية كبيرة فيما يتعلق بمصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.

وتعد جرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، جزءاً من الدنمارك منذ 600 عام، رغم أنها تتمتع بالحكم الذاتي ويبلع عدد سكانها 57 ألف نسمة. وتسعى حكومة الجزيرة بقيادة إيجيدي إلى الاستقلال في نهاية المطاف.

وعبّرت الولايات المتحدة عن اهتمامها بتوسيع وجودها العسكري عبر أمور منها وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وأيسلندا وبريطانيا، إذ تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.

وتتميز الجزيرة بثرواتها من المعادن والنفط والغاز الطبيعي، إلا أن التنمية فيها بطيئة. وتبعد نوك عاصمة جرينلاند عن نيويورك مسافة أقل مما تبعد عن العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.

تصنيفات

قصص قد تهمك