بوتين: طريق التفاوض مع أوكرانيا موجود.. ولكنها لا تريد ذلك

زيلينسكي: الرئيس الروسي خائف من المفاوضات.. ويسعى لحرب بلا نهاية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً في مدينة توجلياتي. 28 يناير 2025 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً في مدينة توجلياتي. 28 يناير 2025 - via REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إنه في حال قررت أوكرانيا التفاوض مع بلاده فإن هناك "سبيلاً قانونياً للمضي قدماً في ذلك"، لكن موسكو لا ترى أي استعداد من جانب كييف للتفاوض، فيما اتهمه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسعي إلى "حرب بلا نهاية".

وأضاف بوتين في تصريحات صحافية، أن المفاوضات مع أوكرانيا تعقدت بسبب "عدم شرعية" بقاء زيلينسكي في السلطة، بعد انتهاء فترة ولايته، إذ لم تعد لديه سلطة توقيع الوثائق.

وتابع: "لكن في الأساس، إذا أرادوا المضي قدماً، فهناك سبيل قانوني للقيام بذلك. دع رئيس البرلمان الأوكراني يتعامل مع الأمر وفقاً للدستور... إذا كانت هناك رغبة، فيمكننا حل أي مشكلات قانونية. ومع ذلك، لا نرى مثل هذه الرغبة حتى الآن".

وسبق أن زعمت روسيا منذ فترة طويلة أن زيلينسكي "لم يعد يتمتع بسلطة قانونية"، بعد أن انتهت فترة ولايته في مايو 2024، فيما لم تُعقد أي انتخابات رئاسية منذ ذلك الحين.

ويمنح دستور أوكرانيا رئيس البرلمان سلطة التصرف في حال كان الرئيس غير قادر على القيام بذلك، بحسب وكالة "رويترز".

لكن السلطات الأوكرانية تقول إن زيلينسكي يظل "الرئيس الشرعي" بناء على الأحكام العرفية التي لا تزال سارية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، مشيرين إلى أن ظروف الحرب لا تسمح بإجراء انتخابات.

ووقّع الرئيس الأوكراني في 6 نوفمبر 2024، تشريعاً لتمديد الأحكام العرفية الحالية والتعبئة العسكرية العامة الراهنة في أوكرانيا لمدة 90 يوماً أخرى. وجرى تمديدهما مرة أخرى حتى 7 فبراير المقبل.

"ضمان أمن روسيا وأوكرانيا"

وشدد بوتين على ضرورة "ضمان أمن روسيا وأوكرانيا، لسنوات طويلة"، ولكنه أضاف: "سوف نسعى بطبيعة الحال إلى ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا المشتركة"، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وذكر بوتين، أن "اتفاقيات إسطنبول لعام 2022 كانت مبنية على مقترحات أوكرانية"، مشيراً إلى أنه "وخلال المفاوضات في إسطنبول، كان واضحاً لروسيا أن الخداع يمكن أن يحصل، ومع ذلك، وافقت موسكو على سحب القوات".

وأردف: "في وقت ما في نهاية مارس 2022، تلقينا ورقة من كييف، بالمناسبة، تم توقيعها من قبل رئيس مجموعة التفاوض الأوكرانية السيد أراخاميا. كانت هذه المقترحات أوكرانية".

وزعم الرئيس الروسي، أن "هذه المقترحات الأوكرانية هي التي شكلت الأساس لمشروع معاهدة السلام الذي تم تطويره في إسطنبول، وقد حدث هذا في 15 أبريل 2022، ولكن قبل ذلك، أبلغني بعض الزعماء الأوروبيين عبر الهاتف أن أوكرانيا من المستحيل أن توقع معاهدة سلام والبندقية موجهة إلى رأسها، وقلت نعم، وماذا يجب أن نفعل؟".

وتابع: "أجابوا، نحن بحاجة إلى سحب القوات من كييف، كان الأمر واضحاً، لقد أوضحنا من حيث المبدأ أن الخداع ممكن تماماً، ومع ذلك، واستناداً إلى اعتبارات منع إراقة الدماء والحرب الخطيرة، فقد وافقنا".

وذكر أن "المفاوضات مع أوكرانيا بدأت منذ بدء العملية العسكرية وموسكو عرضت على كييف مغادرة دونيتسك ولوجانسك مقابل وقف الأعمال القتالية".

وأشار بوتين، إلى أن "أوكرانيا يمكنها إلغاء مرسوم حظر المفاوضات مع روسيا إن أرادت وبطريقة قانونية ويمكن القيام بذلك عن طريق رئيس رادا (البرلمان الأوكراني)".

واتهم بوتين رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون "وبتحريض من الإدارة الأميركية السابقة، بإقناع الأوكرانيين بمواصلة الحرب".

ومضى قائلاً: "في الواقع، لا أحد يخفي هذا، والمسؤولون الأوكرانيون أنفسهم، ومن بينهم كبار المسؤولين، صرحوا بذلك علناً في وقت لاحق. والقيادة البريطانية لا تخفي هذا الأمر، بل تتحدث عنه علانية أيضاً. رفضوا هذا الاتفاق وقرروا مواصلة الحرب".

ولفت إلى أن "رئيس أوكرانيا، حتى في ظل الأحكام العرفية، ليس له الحق في توسيع صلاحياته، وحده البرلمان لديه مثل هذا الحق".

واعتبر بوتين زيلينسكي أنه "فاقد للشرعية وليس لديه الحق في التوقيع على أي اتفاق"، معرباً عن إمكانية موسكو "تعيين أشخاص لإجراء مفاوضات مع زيلينسكي إن أراد الانخراط فيها، لكن يبقى السؤال النهائي، من سيوقع على الوثائق؟".

واعتبر بوتين، أن "المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ستكون غير شرعية إذا أجريت الآن، ومن الضروري إيجاد طريقة لإلغاء المرسوم الذي وقعه سابقاً زيلينسكي والذي يحظر المفاوضات".

زيلينسكي يرد

وبعد دقائق من تصريحات الرئيس الروسي، قال زيلينسكي على منصة "إكس"، إن بوتين  "ظهر أنه خائف من المفاوضات والقادة الأقوياء، وأفعاله تهدف إلى جعل الحرب بلا نهاية".

وخلال جلسة حوارية بالمنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، الخميس الماضي، أبدى الرئيس الأميركي رغبته في لقاء نظيره الروسي خلال وقت قريب، قائلاً: "أرغب بأن أكون قادراً على لقاء بوتين قريباً، من أجل إنهاء الحرب، وهذا ليس بسبب الوضع الاقتصادي أو أي شيء آخر، بل من منظور أن هناك ملايين من الأرواح التي تُهدر".

وفي سؤاله عن مدى إمكانية الوصول إلى اتفاق سلام بين الطرفين، أجاب ترمب: "يجب عليكم أن تسألوا روسيا.. أوكرانيا مستعدة لإبرام اتفاق، وهذه الحرب كان يجب ألا تبدأ، ولو كنت حينها رئيساً لما حدثت".

تصنيفات

قصص قد تهمك