وفد روسي يلتقي الشرع في دمشق.. ومشاورات بشأن القواعد العسكرية

القيادة السورية: يجب معالجة أخطاء الماضي.. وبوجدانوف: الاجتماع كان جيداً

time reading iconدقائق القراءة - 5
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يصافح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في العاصمة دمشق. 28 يناير 2025 - (سانا)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يصافح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في العاصمة دمشق. 28 يناير 2025 - (سانا)
دبي-الشرق

أجرى وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، الثلاثاء، محادثات في دمشق مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، لبحث مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، والعلاقات بين البلدين.

وذكرت القيادة العامة في سوريا، في بيان على تطبيق "تليجرام"، أن المناقشات خلال الاجتماع تركزت على "قضايا رئيسية"، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مضيفة أن الجانب الروسي أكد دعمه لـ"التغييرات الإيجابية الجارية حالياً في سوريا".

وأشارت القيادة السورية إلى أن الحوار سلط الضوء على "دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي"، موضحة أن الجانبين شاركا في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا "الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد (الرئيس السوري السابق بشار)".

وأكدت التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة "بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسوريا متجذر في العدالة والكرامة والسيادة"، مشددة على أن "استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".

"مفاوضات إضافية"

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إنه "لا تغييرات حتى الآن بشأن وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا"، وإن "هذه القضية تتطلب مفاوضات إضافية"، حسبما نقلت وكالة "تاس" الروسية.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي المباحثات في دمشق بأنها "كانت بناءة"، واعتبر أن الاجتماع "كان جيداً بشكل عام، واستمر لمدة 3 ساعات، بما في ذلك العشاء الرسمي"، مشيراً إلى أن الشرع "ترأس المحادثات بشكل رئيسي، كما حضر المفاوضات وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الصحة ماهر الشرع، ووفدنا المشترك".

اقرأ أيضاً

مصادر لـ"الشرق": الإدارة السورية الجديدة تلغي اتفاقية الاستثمار الروسي في مرفأ طرطوس

قالت مصادر في هيئة المنافذ البرية والبحرية في الإدارة السورية الجديدة، لـ"الشرق" إنه تم إلغاء اتفاقية الاستثمار الروسي في مرفأ طرطوس.

وأشار إلى أن الوفد الروسي في المحادثات أكد "طبيعة العلاقات الودية التقليدية منذ حصول سوريا على استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية"، و"أننا مرتبطون بالشعب السوري بعلاقات صداقة وتعاون"، بحسب ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وقال بوجدانوف إنه ناقش أيضاً "قضايا العلاقات التجارية والاقتصادية"، معتبراً أنه "بمساعدة الاتحاد السوفييتي والاتحاد الروسي، تم إنشاء مرافق البنية التحتية المهمة في سوريا، وخاصة مرافق الطاقة الكهرومائية، كما ساعدنا في توفير موارد الطاقة والأسمدة والحبوب والغذاء".

"مستعدون دائماً للمساعدة"

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: "بطبيعة الحال، أكدنا على نهجنا الأساسي الذي لا يتغير، وهو الدعم الثابت لوحدة سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية".

واعتبر بوجدانون في حديثه للصحافيين، أن "ما مرت به سوريا في السنوات الأخيرة وحقيقة أن هناك مثل هذا التغيير الدراماتيكي في القيادة، لا يغير من تقييماتنا واستعدادنا للمساعدة في استقرار الوضع من أجل إيجاد حلول مناسبة للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية".

وذكر أن الجانب الروسي "أكد خلال الاجتماع في دمشق أيضاً على ضرورة حل القضايا الإشكالية في البلاد من خلال حوار سياسي شامل، وعملية سياسية بمشاركة جميع القوى السياسية في البلاد والمجموعات العرقية والطائفية".

وأضاف بوجدانوف أن مثل هذا العمل "يجب أن يبنى على مبادئ الإجماع الوطني، لأنه في رأينا هو المفتاح للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا".

حجم الوجود العسكري

ولا يزال مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا غير واضح، بعد إطاحة فصائل المعارضة المسلحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد ووصولهم إلى السلطة، بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية، التي لعبت فيها موسكو دوراً بارزاً.

وتضمنت اتفاقية أبرمها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع الاتحاد السوفيتي، عام 1971، إقامة منشآت بحرية، ووضع نقطة دعم لوجستي تابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري. وبين عامي 2010 و2012، خضعت القاعدة الروسية التي تعد جزءاً من أسطول البحر الأسود الروسي للتحديث ما سمح للسفن الثقيلة بدخول طرطوس. وفي يونيو عام 2013، تم إنشاء تشكيل عملياتي دائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.

ووقعت روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، اتفاقية غير محددة بشأن وجود مجموعة طائرات روسية في البلاد، تمركزت في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية، وأصبحت المنصة الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت في 30 سبتمبر من العام ذاته.

وفي نهاية عام 2015، تم تعزيز القاعدة بنظام دفاع جوي، كما شاركت وحدات من الشرطة العسكرية في توفير الأمن.

كما وقعت موسكو ودمشق في عام 2017، اتفاقيتين تحددان استخدام القواعد لمدة 49 عاماً وذلك حتى عام 2066، مع خيارات للتمديد التلقائي لمدة 25 عاماً أخرى.

وضم الأسطول التابع للقوات الجوية الروسية بداية 32 طائرة، منها قاذفات من طرازي Su-24 و Su-34، وكذلك مقاتلات Su-25 و Su-30 الهجومية، إلى جانب 17 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-24 وMi-8 AMTSh، كما جرى تحديث المجموعة بطائرات هليكوبتر جديدة 35М-MI ومقاتلات Su-35S.

تصنيفات

قصص قد تهمك