على غرار "الحقبة السوفيتية".. رئيس بولندا يدعو لنشر أسلحة نووية أميركية في بلاده

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البولندي أندريه دودا خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في بروكسل. 6 مارس 2025 - REUTERS
الرئيس البولندي أندريه دودا خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في بروكسل. 6 مارس 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

حض الرئيس البولندي أندريه دودا، الولايات المتحدة، على نشر أسلحة نووية في أراضي بلاده، كوسيلة للردع ضد ما وصفه بـ"عدوان روسي مستقبلي"، وهو طلب من المرجح أن يُنظر إليه على أنه "استفزازي للغاية" لموسكو، وفق صحيفة "فايناشيال تايمز".

وقال الرئيس البولندي، إنه "من الواضح" أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمكنه إعادة نشر رؤوس نووية أميركية مخزنة في غرب أوروبا أو الولايات المتحدة إلى بولندا، مشيراً إلى أنه ناقش هذا الاقتراح في الآونة الأخيرة مع المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا، كيث كيلوج.

وأضاف دودا في مقابلة مع الصحيفة البريطانية: "حدود الناتو تحركت نحو الشرق في عام 1999، لذا بعد 26 عاماً، يجب أن يكون هناك أيضاً نقل للبنية التحتية للناتو شرقاً. بالنسبة لي، هذا واضح".

وتابع الرئيس البولندي: "أعتقد أن الأمر لا يقتصر على أن الوقت قد حان لذلك، لكن الوضع سيكون أكثر أماناً لو كانت هذه الأسلحة موجودة بالفعل".

مشروع تقاسم الأسلحة النووية

وفقاً للصحيفة، يأمل دودا في إحياء مشروع "تقاسم الأسلحة النووية"، الذي عرضه على إدارة الرئيس السابق جو بايدن في عام 2022، دون أن تكلل جهوده بالنجاح.

وذكرت "فايناشيال تايمز"، أن "النظام الشيوعي السابق في بولندا استضاف رؤوساً نووية سوفيتية"، إبان الحرب الباردة، لكن تخزين هذه الأسلحة مجدداً بالقرب من حدود روسيا، وهذه المرة تحت سيطرة أميركية، سيُعتبر تهديداً خطيراً من قِبل الكرملين.

وأضاف دودا أن الأمر متروك لترمب لاتخاذ القرار بشأن مواقع نشر الأسلحة النووية الأميركية، لكنه أشار إلى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2023، أن روسيا ستنقل أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروس، وهي حليفة لموسكو، مضيفاً: "لم تتردد روسيا حتى عندما نقلت أسلحتها النووية إلى بيلاروس. لم تطلب إذناً من أحد".

واعتبرت "فايناشيال تايمز" أن دعوة دودا لاستضافة أسلحة نووية تُسلط الضوء على قلق متزايد في بولندا، تتشاركه مع دول أخرى في منطقتها بشأن خروج روسيا "أكثر قوة" من مفاوضات السلام مع أوكرانيا، التي يتوّسط فيها ترمب.

وكرر دودا، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات المسلحة البولندية، ما قاله رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، مشيراً إلى أن البلاد ربما تحصل على حماية أفضل من خلال فكرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوسيع "المظلة النووية" الفرنسية لتشمل حلفاء أوروبيين.

لكن دودا استبعد اقتراح توسك الأسبوع الماضي بأن بولندا يمكنها تُطوّير ترسانتها النووية الخاصة، قائلاً: "أعتقد أن الأمر سيستغرق عقوداً من أجل امتلاك قدراتنا النووية الخاصة".

وأشار إلى أنه لم يكن بوسعه تصور تراجع ترمب عن الالتزام الذي قطعه خلال لقائهما الشهر الماضي بشأن إبقاء القوات الأميركية في بولندا، قائلاً: "المخاوف بشأن انسحاب الولايات المتحدة من بولندا غير مبررة. نحن حليف موثوق للولايات المتحدة، ولها أيضاً مصالحها الاستراتيجية الخاصة هنا".

منح ترمب "فرصة" في التفاوض مع روسيا

وقال الرئيس البولندي، إنه "لا يعتقد أن ترمب يُجري مفاوضات مؤيدة لموسكو لإجبار كييف على وقف القتال"، مضيفاً: "هذه ليست دبلوماسية دقيقة، إنها لعبة صعبة، ولكن في رأيي، ليس أن الرئيس ترمب يحاول أن يكون لطيفاً ومهذباً فقط مع روسيا. أعتقد أنه يستخدم أدوات ضد روسيا، على الرغم من أنها ربما ليست قوية وملموسة مثل تلك التي يستخدمها ضد أوكرانيا".

ومضى قائلاً: "لم ينجح أحد حتى الآن في وقف هذه الحرب، لذا دعونا نمنح الرئيس ترمب فرصة".

والأسبوع الماضي، دخل وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، في خلاف مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، وحليف ترمب الملياردير إيلون ماسك على منصات التواصل الاجتماعي بشأن وصول أوكرانيا إلى شبكة ستارلينك للأقمار الصناعية التي يملكها ماسك، والذي وصف سيكورسكي بأنه "رجل ضئيل". وتدخل توسك لدعوة حلفاء بولندا إلى إظهار الاحترام للشركاء الأضعف بدلاً من الغطرسة.

وتدفع بولندا مقابل استخدام كييف لخدمات شبكة "ستارلينك"، التي توفر اتصالاً حيوياً بالإنترنت لأوكرانيا وجيشها.

بدلاً من ذلك، انتقد دودا، سيكورسكي، لتدخله "غير الضروري تماماً" بشأن ستارلينك. وقال: "لا يمكنك مناقش الإدارة الأميركية على تويتر (إكس)، بل من خلال قنوات دبلوماسية".

وقال وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، الأربعاء، إن إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا عبر بولندا استؤنفت.

ووافقت الولايات المتحدة، الثلاثاء، على استئناف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها، بعدما أعلنت كييف استعدادها لقبول اقتراح واشنطن بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً مع روسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك