
دعا تيم ليندركينج، المسؤول الأول في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، إلى ضرورة طرد المقاتلين الأجانب من جميع المناصب الرسمية في سوريا سريعاً، متوقعاً محاسبة الحكومة السورية للمسؤولين عن أعمال القتل في الساحل السوري بحق "العلويين والمسيحيين".
واعتبر ليندركينج، خلال فعالية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن الأحداث التي شهدها الساحل السوري نهاية الأسبوع الماضي، هو "نوع السلوك الذي كنا نخشى حدوثه في سوريا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام"، في إشارة إلى فصيل المعارضة الرئيسي الذي قاد عملية إسقاط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وتم حله لينضم إلى المؤسسة الأمنية الرسمية.
وأضاف ليندركينج، أنه "كما ذكر وزير الخارجية (ماركو) روبيو، فإننا نعتبر قتل المئات من العلويين والمسيحيين على يد إرهابيين متطرفين ومقاتلين أجانب، أمراً شائناً"، متسائلاً: "ما الذي يفعله المقاتلون الشيشان والإيجور في سوريا؟ ولماذا هم هناك؟".
ولفت ليندركينج إلى البيانات السورية الرسمية التي أكدت "الالتزام بالتحقيق في هذه الأحداث"، ولكنه ذكر أن الولايات المتحدة "تتوقع محاسبة الجناة من خلال آليات قانونية شرعية"، مضيفاً: "ننتظر نتائج التحقيقات واللجان الخاصة بحفظ السلام التي أطلقتها السلطات المؤقتة".
وتعهد الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، بمحاسبة المتورطين في مواجهات محافظات الساحل، وشكل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، بما يضمن "سلامة أمنهم واستقرارهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة"، متهماً من وصفهم بـ"أطراف خارجية" بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية.
"يجب إبقاء إيران خارج سوريا"
وقال ليدركينج إن الولايات المتحدة "تحث السلطات المؤقتة على طرد جميع المقاتلين الأجانب من المناصب الرسمية بسرعة، كدليل على التزامهم بسوريا واستقرار المنطقة"، مضيفاً: "نحن نراقب تصرفات السلطات السورية المؤقتة في عدة قضايا، بينما نحدد مسارنا الخاص من خلال المشاركة المستمرة والحذرة".
وحذر ليدركينج الحكومة السورية من "الجماعات المدعومة من إيران"، كما شدد على ضرورة "ألا يكون لها أي قاعدة في سوريا، لأن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل، وكذلك لأمن المنطقة"، مشيراً في حديثه إلى حركة "حماس" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وتابع: "نظل شديدي التركيز على إيران، التي تواصل محاولة استغلال هذه الفترة الانتقالية"، مؤكداً أنه "يجب أن نبقي إيران خارج سوريا".
"تنفيذ اتفاق قسد ودمشق مليء بالتحديات"
ورحب ليندركينج بـ"الإعلان الأخير عن اتفاق بين السلطات السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمج الشمال الشرقي في سوريا موحدة".
وقال: "ندرك أن تنفيذ هذا الاتفاق مليء بالتحديات، لكننا نثق في أن الطرفين سيتوصلان إلى حل يساهم، من بين أمور أخرى، في استمرار هزيمة داعش في سوريا".
وكانت الرئاسة السورية أعلنت، الاثنين، أن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تسيطر على معظم شمال شرق سوريا، وقّعت اتفاقاً للانضمام إلى مؤسسات الدولة السورية الجديدة.
ورحبت الولايات المتحدة بالاتفاق، إذ قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان: "ترحب الولايات المتحدة بالاتفاق الذي أُعلن عنه مؤخراً بين السلطات السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية، لدمج شمال شرق سوريا في سوريا موحدة".
وأكد روبيو "دعم الولايات المتحدة للانتقال السياسي الذي يُظهر حكماً جديراً بالثقة وغير طائفي، باعتباره أفضل سبيل لتجنب المزيد من الصراع"، مضيفاً: "سنواصل مراقبة القرارات التي تتخذها السلطات المؤقتة". وأبدى روبيو قلقه مما وصفها بـ"أعمال العنف المميتة مؤخراً ضد الأقليات" في سوريا.