استراتيجية ترمب للسلام "على المحك" حال رفض بوتين وقف إطلاق النار

الجمهوريون يضغطون على ترمب لفرض عقوبات على موسكو قد تهدد بانهيار الاتصالات

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

بينما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تحقيق انفراجة في الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، يجد نفسه في "مأزق"، مع تلويح إدارته بفرض عقوبات جديدة على موسكو، كما تعهد في حال رفض الكرملين خطة السلام التي توسطت فيها واشنطن، وهو ما قد يُعرّض هدفه الأكبر المتمثل في تحسين العلاقات مع روسيا للخطر.

ويعتمد تحقيق ترمب لهذا الهدف على كيفية تعامله هو ومستشاروه مع المحادثات مع موسكو في الأيام المقبلة. فبدلاً من رفض وقف إطلاق النار رفضاً قاطعاً، يُشير المسؤولون الروس إلى أنهم قد يطالبون بتنازلات قبل بدء محادثات إنهاء الحرب، ما يزيد الضغط على ترمب، وفق "وول ستريت جورنال".

وذكرت الصحيفة الأميركية أن "السؤال الأهم هو ما إذا كان بوتين ملتزماً بالسلام" كما أصرّ ترمب، وهل التنازلات المطلوبة لإقناعه ستُضعف موقف أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، الذين يخشون أن تستغل موسكو وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب صفوفها واستئناف القتال لاحقاً.

وذكر ترمب، الخميس، أن المفاوضين ناقشوا بالفعل الخطوط العريضة للاتفاق، بما في ذلك التنازلات الإقليمية المطلوبة وقضايا أضيق نطاقاً، مثل السيطرة على محطة زابوروجيا للطاقة النووية الأوكرانية التي أصبحت الآن في أيدي الروس.

إقناع روسيا

ويُصرّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، برايان هيوز، على أن ترمب "يُركّز على هدف واحد؛ إيجاد حل سلمي لهذا الصراع" من خلال إقناع روسيا أولاً بموافقتها على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.

لكن العديد من المحللين ما زالوا يُشكّكون في أن بوتين سيُوافق في النهاية على هذا الاقتراح أو أي اقتراح آخر.

تقول ألينا بولياكوفا، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمركز تحليل السياسات الأوروبية في واشنطن: "لا يُمكن التوصل إلى اتفاق مع الروس، وسيرفضون أي اتفاق تُفاوض عليه الولايات المتحدة مع أوكرانيا".

وقال ترمب إن إنهاء الحرب سيكون سهلاً، مُدّعياً خلال حملته الانتخابية أن الأمر لن يستغرق منه سوى 24 ساعة. بعد فشله في الوفاء بهذا الموعد النهائي بعد عودته إلى منصبه، لجأ الرئيس الأميركي إلى التودد إلى روسيا والضغط على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق.

وبعد اجتماع كارثي في ​​البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أوقف ترمب الدعم العسكري والاستخباراتي لقواته حتى دعمت كييف خطة وقف إطلاق النار الأميركية هذا الأسبوع. وهذا يضع مستقبل الحرب القريب في يد بوتين، وفق "وول ستريت جورنال".

ضغوط الجمهوريين

ويدعو الجمهوريون في مجلس الشيوخ، بمن فيهم بعض أشد حلفاء ترمب إلى الرد على روسيا إذا انسحبت من المفاوضات. وقال السيناتور مايك راوندز (جمهوري، داكوتا الجنوبية): "يستحق بوتين ضغطاً أكبر بكثير مما تستحقه أوكرانيا"، مضيفاً أنه سيكون هناك "دعم" من الكونجرس لفرض عقوبات أوسع نطاقاً على موسكو.

وفي بيان مشترك صدر الخميس، ناشد السيناتور روجر ويكر (جمهوري من ميسيسيبي) والنائب مايك روجرز (جمهوري من ألاباما)، اللذان يرأس كل منهما لجنة القوات المسلحة في مجلسه، ترمب بـ"توضيح أن تكاليف استمرار سفك الدماء ستتجاوز بكثير أي شيء شهده بوتين حتى الآن".

وكتب السيناتور ليندسي جراهام، الذي يُقال إنه أقرب المقربين لترمب في مجلس الشيوخ، الأربعاء على موقع "إكس": "أنا متشكك للغاية في أن روسيا ستقبل بوقف إطلاق النار، وأشك بشدة في رغبتهم في إنهاء هذه الحرب". وكشف المشرع أنه سيفرض "عقوبات ورسوماً جمركية قاسية" على الكرملين بحلول نهاية الأسبوع.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن رد فعل الجمهوريين على تعامل ترمب مع بوتين في هذه اللحظة الحرجة، وخاصةً إذا تردد في فرض عقوبات على موسكو، قد يكون الاختبار الكبير التالي للقيود الفعلية التي يواجهها ترمب في سياسته الخارجية.

ولم يُبد ترمب أي علامات تشير إلى شعوره بالقيود بسبب تشكك حلفائه، سواء في الكونجرس أو في الخارج، في مفاوضات أوكرانيا. وقال محللون إنه يعمل وفقاً لغرائزه ولأسبابه الخاصة، غير مُبال بأي آراء سوى آرائه الشخصية.

وقال السيناتور كريس كونز (ديمقراطي من ولاية ديلاوير): "ستكون هذه لحظة حاسمة للقيادة الجمهورية في مجلس الشيوخ ليثبتوا أنهم جادين عندما يقولون إن علينا دعم أوكرانيا وتحقيق سلام عادل ودائم لها".

تصنيفات

قصص قد تهمك