تحليل إخباري
سياسة

بعد زيارة غير مسبوقة إلى إسرائيل.. الدروز في قلب صراع النفوذ بين دمشق وتل أبيب

تباين في مواقف الطائفة تجاه حكومة سوريا الجديدة وسط مساعي نتنياهو للتقارب معها

time reading iconدقائق القراءة - 18
الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف رفقة شيوخ دروز من سوريا في مقام النبي شعيب شمالي إسرائيل. 14 مارس 2025 - Reuters
الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف رفقة شيوخ دروز من سوريا في مقام النبي شعيب شمالي إسرائيل. 14 مارس 2025 - Reuters
دبي -رامي زين الدين

أثارت زيارة نحو 150 شيخاً درزياً من بلدة حَضَر السورية بريف القنيطرة إلى الشطر الذي تحتله إسرائيل، جدلاً واسعاً، وذلك وسط تصاعد التوتر بين بعض قيادات الطائفة الدرزية في سوريا وحكومة دمشق الجديدة.

وفي وقت سابق الجمعة، عبَرَ الوفد الدرزي في حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، ثم توجه شمالاً لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس قرب طبريا في منطقة الجليل الأسفل حيث كان في استقبالهم المئات، وعلى رأسهم الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف الذي يتمتع بصلات دبلوماسية واسعة، ويردد دائماً أنه يركز جهوده ولقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين والدوليين لحماية أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة من المخاطر المحدقة بهم.

وعلى الرغم من أن زيارة شيوخ حَضَر هي ذات طابع اجتماعي وديني لا سياسي، كما يقول طريف، إلا أنها حظيت بأهمية كبيرة، باعتبارها الأولى لدروز سوريا إلى مرتفعات الجولان منذ حرب أكتوبر عام 1973، إضافة إلى أنها تأتي في وقت تشهد السويداء المحافظة ذات الأغلبية الدرزية جنوب سوريا تبايناً في الموقف من السلطات في دمشق، فبينما يرفض الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري الاعتراف بإدارة الرئيس أحمد الشرع، يميل فريقٌ آخر في السويداء إلى الانفتاح عليها والتعاون معها.

ولم تكن من بين الشخصيات الدرزية التي زارت إسرائيل، قيادات بارزة.

حماية أمن إسرائيل أم حماية الدروز؟

منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، اتخذت حكومة بنيامين نتنياهو موقفاً عدائياً تجاه الحكومة السورية الجديدة، وشنّ الطيران الإسرائيلي مئات الغارات الجوية، دمّر خلالها أكثر من 90% من القدرات العسكرية السورية، من طائرات ومنصات صواريخ ورادارات ومستودعات أسلحة متوسطة وثقيلة.

ثم سرعان ما توغلت القوات الإسرائيلية داخل المناطق السورية شمالاً، وأنشأت العديد من النقاط العسكرية، حتى وصلت قمّة جبل الشيخ على ارتفاع 2814 متر عن سطح البحر، لتصبح باقي المنطقة مكشوفة تماماً باتجاه الغرب بمسافة نحو 20 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق.

وقالت إسرائيل إنها لن تسمح للجيش السوري بأي وجود عسكري جنوب سوريا، ملوحةً باستخدام القوة لردع أي خطوة تُقدم عليها دمشق لإقامة قواعد عسكرية في هذه المنطقة، كما تعهّد المسؤولون الإسرائيليون بحماية الطائفة الدرزية في سوريا، على الرغم من أن دروز سوريا لم يطلبوا الحماية من إسرائيل، بل خرج بعضهم في احتجاجات ضد ما اعتبروه "تدخلاً إسرائيلياً في الشأن السوري"، مؤكدين أنهم لا يحتاجون إلى حماية.

وتنطلق إسرائيل في تمددها داخل سوريا من مخاوف أمنية على درجة عالية، إذ نشرت الصحافة الإسرائيلية في الفترة الماضية العديد من التقارير والتحليلات التي أشارت إلى أن إسرائيل لن تقبل بتكرار ما حدث في 7 أكتوبر 2023، في إشارة إلى هجوم حركة "حماس" الفلسطينية على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية. ويبدو أن إسرائيل بعد رحيل نظام الأسد الذي كان ملتزماً باتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974، لا تريد الرهان على تعهدات الرئيس السوري أحمد الشرع الالتزام بالاتفاق نفسه، بل تمضي حكومة نتنياهو نحو خلق وضع جديد في جنوب سوريا يضمن مصالحها الأمنية.

وفي إطار مساعيه إلى التقارب مع دروز سوريا، قال نتنياهو إن إسرائيل ستقوم باستثمار أكثر من مليار دولار في المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرتها، وينتشر فيها الدروز، أي في الجولان المحتل، معلناً في الوقت نفسه فتح الباب لاستقدام عمّال دروز من داخل سوريا إلى تلك المناطق.

كما أرسلت إسرائيل، شاحنات محملة بمساعدات، الخميس الماضي، بما في ذلك النفط والدقيق والملح والسكر إلى بعض البلدات الدرزية في جبل الشيخ الذي تُسيطر عليه أساساً.

في العقد الماضي، لم تكن علاقة دروز حضر الذين لا يتجاوز عددهم الـ20 ألف نسمة، ودية مع الفصائل السورية التي كانت تقاتل نظام بشار الأسد، لا سيما تنظيم "جبهة النصرة" الذي نفّذ بين 2015 و2017 عدة هجمات أثارت مخاوف وتوترات انتقلت إلى الداخل الإسرائيلي، عندما اتهمت شخصيات درزية حكومة نتنياهو آنذاك بدعم التنظيم، مستندين في ذلك إلى استقبال إسرائيل لمقاتلين مصابين من "جبهة النصرة" وتقديم العلاج الطبي لهم، بينما كانت إسرائيل تنفي وجود أي اتصال أو دعم لتلك الجماعة، معتبرةً أنها تستقبل مصابين سوريين "لأسباب إنسانية".

ورداً على اتهامات وجهها نائب درزي في الكنيست للجيش الإسرائيلي، بأنه "لا يكترث بمصير الدروز على الجانب السوري في ظل الخطر الذي تمثّله عليهم التنظيمات المتشددة"، علّق وزير الدفاع في تلك الفترة أفيجدور ليبرمان، قائلاً إن "الدروز في سوريا يعرفون أن إسرائيل ليست غير مبالية لمصيرهم".

ورغم حديث ليبرمان عن الاهتمام بمصير الدروز في سوريا، إلا أن إسرائيل لم تتدخل طيلة الحرب السورية لصالح أي طرف، وقد تعرضت أرياف محافظة السويداء في 2018 لهجمات من تنظيم "داعش" ذهب ضحيتها أكثر من 220 شخصاً، ويقول نشطاء من السويداء، إن "إسرائيل تحاول استغلال الدروز في سوريا لتحقيق مصالحها، بينما هي في الحقيقة لا تكترث لهم أو لغيرهم من السوريين أساساً"، على حد تعبيرهم.

وعندما بدأت مساحة الصراع المسلح تتّسع في سوريا بعد عام 2012، بما في ذلك على مقربة من السويداء، قدّم دروز إسرائيل لدروز سوريا خلال بعض المراحل اللاحقة، دعماً ساعدهم على امتلاك السلاح الذي يوفر لهم الحماية من أي هجمات، وذكر مؤسس حركة "رجال الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس عام 2014 أنهم يتلقون مساعدات من "أقاربهم في فلسطين" وفق تعبيره، وقضى البلعوس حتفه في تفجير خلال عام 2015 توجهت أصابه الاتهام فيه إلى نظام الأسد.

العلاقة بين دروز سوريا والجولان المحتل

منذ احتلال الجولان الإسرائيلي قبل نحو 50 عاماً، لم يتمكن دروز سوريا، بما في ذلك الذين يعيشون في جبل الشيخ وحضر، من زيارة أقاربهم في الشطر الذي تحتله إسرائيل من الجولان، لكن كان بإمكان دروز الجولان القيام بزيارات متقطعة إلى سوريا يتم تنظيمها بوساطة قوة الأمم المتحدة لفضل الاشتباك على الحدود بموافقة السلطات السورية والإسرائيلية، وكان هناك تسهيلات أيضاً للعديد من دروز الجولان المحتل تتيح لهم الالتحاق بالجامعات السورية، بما في ذلك اختيار التخصص الذي يرغبون به بغض النظر عن درجاتهم في الثانوية.

وحتى عقد مضى، كانت الغالبية العظمى من دروز الجولان المحتل ترفض الحصول على الجنسية الإسرائيلية، إلا أن ازدياد الشعور بأن النظام السوري غير قادر على تحرير الجولان أو استعادته عبر اتفاقية سلام، دفع البعض إلى القبول بالعرض الإسرائيلي كأمر واقع، حيث لا يستطيع الناس هناك الحصول على جوازات سفر سورية أساساً، وفي الوقت الحالي يحمل 20% من دروز الجولان، الجنسية الإسرائيلية، بينما ترفض البقية ذلك متمسكة بالانتماء للوطن السوري.

ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة، تُقدر نسبة الدروز بـ3% من تعداد السوريين، وتصل أعدادهم إلى 800 ألف، يتوزعون على 4 محافظات، هي السويداء التي يشكلون الغالبية العظمى من سكانها، وهناك نحو 200 ألف في بعض مناطق دمشق وريفها مثل جرمانا وأشرفية صحنايا، إضافة إلى عدة آلاف في بلدات جبل السماق بريف محافظة إدلب، بينما تعيش أقلية درزية لا تتعدى 13 ألف نسمة في الجولان المحتل التابع لمحافظة القنيطرة، وتتركز بشكل رئيسي في بلدة مجدل شمس.

وبعد أسابيع قليلة من سقوط نظام الأسد، انتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو يتحدث خلاله أحد الأشخاص وسط حشد من الناس في بلدة حضر، يقول خلاله إنهم لا يأمنون على أنفسهم بعد وصول "هيئة تحرير الشام" إلى السلطة، مطالباً بالانضمام إلى من وصفهم "أهلنا في إسرائيل"، في إشارة إلى الطائفة الدرزية، لكن في نفس اليوم أصدر وجهاء البلدة بياناً رفضوا فيه هذه المطالب، مؤكدين التمسك بالانتماء إلى سوريا.

موقف الهجري من دمشق

العلاقة بين الدروز و"هيئة تحرير الشام" لم تكن على وفاق منذ تأسيسها عام 2012 باسم "جبهة النصرة"، حيث شّنّ التنظيم على مدى سنوات هجمات محدودة ضد بعض المناطق الدرزية.

وبعد سقوط نظام الأسد، اتخذ الشيخ حكمت الهجري موقفاً متحفظاً تجاه السلطات الجديدة في دمشق، إذ شدّد على الالتزام بإقامة حكومة تشاركية واعتماد دستور مدني، وتأسيس جيش وطني، مقترحاً اعتماد نظام لا مركزي في البلاد، واشترط تحقيق هذه المطالب للتعاون مع إدارة الشرع.

كما شدّد الهجري على أن فصائل محافظة السويداء لن تسلّم أسلحتها إلى السلطات الجديدة حتى "تتشكل الدولة، وتهدأ أركانها ضمن الرؤية السورية الجامعة"، وفق قوله.

ومنذ سيطرتها على دمشق، حاولت الإدارة السورية الجديدة طمأنة كافة المكونات السورية بشأن ضمان سلامتهم، متعهدة بتحقيق السلم الأهلي، وتوجهت العديد من الوفود الدرزية إلى العاصمة دمشق، والتقت الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أكد في أكثر من مناسبة، أن "السويداء جزء من النسيج السوري"، إلا أن هذه الرسائل لم تلق تجاوباً من الزعيم الروحي للطائفة حكمت الهجري، والذي من جانبه أصر على تطبيق إجراءات تعكس التغيير السياسي المأمول في البلاد.

وفي مطلع مارس الجاري شهدت مدينة جرمانا قرب العاصمة دمشق، اشتباكات محدودة بين فصائل درزية وقوات الحكومة السورية إثر سقوط عنصر تابع لوزارة الدفاع، قبل أن يتم التوصل سريعاً إلى توافق مع وجهاء وشيوخ جرمانا ينص على انتشار قوات الأمن العام لضبط الأمن في المدينة.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، انتشر مقطع فيديو للهجري، وهو يتحدث إلى مجموعة من الأشخاص في منزله، وصف خلاله السلطة الجديدة بأنها "حكومة متطرفة مطلوبة للعدالة الدولية"، مضيفاً أنه في ظل هذا الوضع ستكون "مصلحة الطائفة أولوية في المرحلة المقبلة"، وتطرّق الهجري أيضاً إلى ما جرى في الساحل السوري من مواجهات أودت بحياة مئات المدنيين خلال حملة للسلطات السورية ضد من تصفهم بـ"فلول النظام السابق".

وأثارت تصريحات الهجري جدلاً واسعاً في السويداء وسوريا عموماً، ما أدى إلى حملة هجوم وانتقادات في بعض الأوساط، لكن في السويداء يحظى الهجري بشعبية واسعة، فبينما يعتبر البعض أنه يستفرد بالقرار الدرزي في سوريا، ويمنع الانفتاح على الإدارة الجديدة والتنسيق معها، يرى فيه الكثيرون زعيماً وطنياً يقود الطائفة الدرزية خلال مرحلة مصيرية.

ملامح انقسام في السويداء

في الآونة الأخيرة بدأت تظهر ملامح انقسام في محافظة السويداء، يقوده على الطرف المقابل للهجري عدد من الفصائل المسلحة، وعلى رأسها حركة "رجال الكرامة"، إحدى أكبر فصائل السويداء، التي أعلنت الاتفاق مع دمشق على تفعيل دور الأمن العام في المحافظة، وهو الأمر الذي يرفضه الهجري.

وازدادت التوترات في السويداء خلال مارس الحالي بعد اتفاق عدد من الفصائل مع الإدارة السورية على إدخال 9 سيارات تابعة للأمن العام، وهو ما رفضه الهجري، حتى وصل الأمر إلى إرسال تهديدات متبادلة بين فصائل مقربة من دمشق وأخرى معارضة لها.

كما قام أحد الأشخاص في وقت سابق هذا الشهر برفع علم إسرائيل على سارية وسط المدينة، لكن سرعان ما قام أحد الفصائل بالتدخل وإنزال العلم وحرقه. ورغم تمسّك دروز سوريا بانتمائهم الوطني، لكن العديد منهم يعربون عن استيائهم من النهج الذي تتبعه الإدارة السورية الجديدة في عملية الانتقال السياسي، لا سيما الاعتماد على اللون الواحد، إلى جانب الإعلان الدستوري الذي جاء "مخيباً للآمال" كما يقولون.

ولا يوجد أي شخصية أو فصيل في السويداء، أعلن موقفاً مؤيداً لإسرائيل، إنما يقتصر الأمر على بعض الأشخاص، ومستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، كما لم يصدر عن أي شخصية دينية أو ناشطين سياسيين شيء من هذا القبيل.

وفي سوريا 3 شيوخ عقل للطائفة الدرزية، ينتمون إلى عائلات محددة، هي الهجري والحناوي وجربوع، تتوارث هذا المنصب منذ ما يزيد على 150 عاماً، في وقت ينفرد الهجري بالرئاسة الروحية للدروز منفرداً، ما يجعله أكثر وزناً دينياً ونفوذاً من الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، وقد منحه موقفه المناهض لنظام الأسد أهمية أكبر على الجانبين المحلي والدولي، حيث كان طيلة السنوات الماضية كان يتلقى اتصالات من مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وبينما يتركز ثقل جربوع في مدينة السويداء حيث يعيش، والحناوي في بلدة سهوة الخضر جنوباً، تُعد بلدة قنوات شمالاً هي مركز ثقل عائلة الهجري.

وتولى الشيخ حكمت الهجري منصب "شيخ العقل" في سوريا بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد بحادث سيارة عام 2012، ومنذ ذلك الوقت حتى عام 2021 كان على علاقة جيدة مع النظام السابق، ثم تغير موقفه، وانحاز إلى حركة الاحتجاجات التي خرجت في السويداء خلال نفس العام ضد الأسد، واستمرت حتى فراره في ديسمبر الماضي بعد معارك مع فصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام".

ويتخذ الحناوي وجربوع موقفاً أقل حدّة تجاه الإدارة السورية الجديدة مقارنة بالهجري، لكن حتى الآن لم يصل التباين إلى درجة التصادم، وهو ما يخشاه السكان بالفعل في ضوء انتشار السلاح على نطاق واسع. وخاض الدروز نزاعات أهلية عامي 1885 و1947 بين العائلات الإقطاعية من جهة والعائلات الفقيرة من جهة أخرى.

جنبلاط يدق ناقوس الخطر

التوتر بين السويداء والسلطات في دمشق اتسع ليصل إلى لبنان، حيث دقّ الزعيم الدرزي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ناقوس الخطر، وبدأ قيادة جهود مضادة لموقف الشيخ حكمت الهجري، وفي الأيام القليلة الماضية قال جنبلاط إنه تواصل مع شخصيات درزية في سوريا على غرار شيخي العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع والأمير حسن يحيى الأطرش، للتأكيد على التعاون مع دمشق ورفض أي مشاريع خارجية، لافتاً إلى أنه ينوي التوجه إلى دمشق قريباً للقاء الرئيس السوري.

واتهم جنبلاط إسرائيل بأنها تريد التمدد إلى جبل العرب (أحد الأسماء الشائعة لمحافظة السويداء)، مشيراً إلى أن هناك مساعي يقودها الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف نحو استجرار فئات في السويداء، محذراً من حرب أهلية يسعى إليها "بعض ضعفاء النفوس"، وفق تعبيره، وقال جنبلاط إن طريف "لا يمثلنا".

في المقابل، نفى الشيخ موفق طريف هذه الاتهامات، مؤكداً أن دروز إسرائيل لا يتدخلون في الشؤون السورية، وأن دعمهم لإخوانهم في سوريا ديني وإنساني بعيد عن السياسة.

وبعد سقوط نظام الأسد بأيام زار وليد جنبلاط على رأس وفد كبير العاصمة دمشق، والتقى مع الشرع قائد الإدارة السورية آنذاك، وكان من اللافت أن الزعيم اللبناني لم يتوجه إلى السويداء، بل عاد مباشرة إلى لبنان، وقد ترددت بعض الأنباء حينها عن وجود خلاف بينه وبين الشيخ حكمت الهجري، من دون أن تتضح على نحو دقيق أسبابه.

ويرى جنبلاط أن العرب هم العمق والامتداد التاريخي لدروز سوريا ولبنان، ولذلك يصر دائماً على التمسّك بهذا الموقف، مستشهداً بالدور الذي لعبه الدروز في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث شاركوا في حروب 1948 و1967 و1973 و1982 ضد إسرائيل، وبرزت العديد من الشخصيات الدرزية التي لعبت دوراً في القضايا العربية، مثل الأمير شكيب أرسلان، وسلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925، والزعيم اللبناني كمال جنبلاط.

ولم يصدر عن الشيخ حكمت الهجري أي موقف مؤيد لإسرائيل، بل لطالما أكد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، مفضلاً في الوقت نفسه الإدارة اللامركزية على النظام المركزي.

ويشعر الكثير من الدروز السوريين اليوم بالقلق حيال مصيرهم ومستقبلهم في ضوء التحديات الداخلية التي تعيشها البلاد، ومحاولات تل أبيب من جهة أخرى تحويل قضيتهم إلى ورقة ضغط على دمشق.

تصنيفات

قصص قد تهمك