
أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف الغربيين، السبت، بضرورة "تحديد موقف واضح بشأن الضمانات الأمنية"، بما يشمل إمكانية تمركز قوة عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية بدعم أميركي.
وجاءت تعليقات زيلينسكي بعدما أجرى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لقاء عن بعد مع زعماء وحلفاء أوروبيين آخرين، بمن فيهم زيلينسكي، حيث قال ستارمر إن "تحالف الراغبين" سيساعد في تأمين أوكرانيا حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وقال زيلينسكي في منشور على "إكس" مصحوباً بصورة له وهو يشارك في اللقاء عبر الاتصال المرئي: "نحن بحاجة إلى مواصلة العمل بشأن الوحدات التي ستشكل الأساس للقوات المسلحة المستقبلية لأوروبا".
وأضاف: "سيكون السلام أكثر موثوقية بوجود قوات أوروبية على الأرض، وبوجود الجانب الأميركي كداعم".
كما دعا ستارمر إلى دعم أمني أميركي للمساعدة في ضمان سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.
مسألة الأراضي "معقدة"
وقال زيلينسكي إن مسألة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في حربها مع أوكرانيا "معقدة"، ويجب مناقشتها بالتفصيل في وقت لاحق.
وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في كييف، حيث قال إن أوكرانيا لن تعترف أبدا بالأراضي المحتلة على أنها روسية، مضيفاً أنه لا يعلم ماذا دار بالتحديد في المحادثات التي جرت مؤخراً بين مسؤولين أمريكيين وروس في موسكو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال، الخميس، إنه يؤيد من حيث المبدأ اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف إطلاق النار مع أوكرانيا لمدة 30 يوماً، لكن أوضح أن روسيا ستواصل القتال حتى يتم استيفاء عدة شروط حاسمة.
حث زيلينسكي القادة الأوروبيين على رفض معارضة بوتين لوجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، وألقى باللوم على الرئيسى الروسي في عرقلة جهود السلام.
وقال: "كان من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار بالفعل، لكن روسيا تبذل قصارى جهدها لمنعه".
"تحالف الراغبين"
وفي وقت سابق السبت، قال ستارمر إن ما يُسمى بـ"تحالف الراغبين"، والذي يضمّ دولاً من أوروبا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، سيضع خططاً للمساعدة في حماية أوكرانيا "براً وبحراً وجواً" في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وبعد عقد اجتماع افتراضي ضم نحو 25 من قادة الدول الغربية، قال ستارمر في بيان: "سنبني دفاعات أوكرانيا وقواتها المسلحة، وسنكون على أهبة الاستعداد للانتشار كـ(تحالف الراغبين) في حال التوصل إلى اتفاق سلام، للمساعدة في تأمين أوكرانيا".
وأشار إلى أن بريطانيا "ستلعب دوراً قيادياً" من خلال توفير القوات البرية والقوة الجوية، بينما ستوفر دول أخرى قدرات مختلفة. "ولكن أولاً، يجب التوصل إلى اتفاق سلام، الأمر الذي يتطلب الضغط على روسيا".
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بالعمل على تسريع الدعم العسكري لأوكرانيا، وتشديد العقوبات على عائدات روسيا، ومواصلة استكشاف جميع الطرق القانونية لضمان دفع روسيا ثمن الأضرار التي ألحقتها بأوكرانيا.
ويُعدّ هذا الاجتماع متابعةً لقمة شخصية استضافها رئيس الوزراء البريطاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بداية الشهر الجاري، بعد أن فاجأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحلفاء الأوروبيين بفتح محادثات مباشرة مع بوتين.